كتاب يعبق بذكريات وأطياف ومشاعر دافئة، بثّها الكاتب وهو يسترجع من ذاكرته ملامح مدينة بغداد في ستينيات القرن الماضي، حينما كان يومها طفلاً يلهو بين طرقاتها، ويستشعر بساطة الحي وألفة الجيران ودفء البيوت ولفح الأجواء وعراقة التاريخ، وهو يتطرّق إلى تفاصيل الحياة في المدينة العتيقة التي كانت آسرة بالمباني والعمارات والأنصبة التي صممها مهندسون أجانب إلى جانب مهندسين عراقيين آنذاك .. وهي المدينة التي جمعت التناقض على الناصيتين! فبينما تمسّكت هنا بالقيم المحافظة وفضائل الأخلاق، وحافظت على تأدية طقوس العبادات وإقامة شعائر الدين في المساجد والحسينيات، لاحت من هناك مباني السينما ودور الكتب والمقاهي الشعبية التي كانت تحتفي بحوارات المثقفين فيما بينهم، وترصد كذلك تسكّع من لا عمل لهم، في الوقت الذي اصطفت فيه على الناحية الأخرى بارات الخمور ومراقص السهرات وبيوت الدعارة، لا سيما في الطرق الجانبية أو الخلفية للمدينة!. لا يغفل الكاتب عن عرض جانب من الصراع الذي شهدته المدينة في تحولّها من الماضي إلى الحاضر الذي حمل بطبيعة الحال قيماً مستجّدة تختلف عن تلك التي شكّلت نموذجاً حراً عُرفت به المدينة، والتي ما لبثت حتى استسلمت لجديد الحاضر وانزوى عنها ما قد مضى من عراقة!
يؤرخ لهذا التراث العريق الأديب والمترجم العراقي جمال حيدر، والذي تنقل عنه شبكة المعلومات مولده في مدينة بغداد، والتي غادرها في سبعينيات القرن الماضي إثر ما تعرض له حزب اليسار الشيوعي في العراق من صراعات سياسية آنذاك. يستقر حالياً في مدينة لندن بعد تنقّله في عدة مدن، وهو حاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية، ويتوزع إنتاجه بين النقد وأدب الرواية وأدب الرحلة، بالإضافة إلى أعماله الأخرى في الترجمة. أما غلاف الكتاب، فقد ازدان بصورة تعبيرية للفنان التشكيلي العراقي د. خالد القصاب، والذي هو -للمفارقة- طبيب حاصل على زمالة الجراحة من إحدى معاهد نيويورك، وعلى درجة الأستاذية في كلية الطب بجامعة بغداد، بالإضافة إلى عضويته كمؤسس لجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين.
يرسم الكاتب ملامح مدينته من خلال ستة فصول، تنتهي بمعرض للصور، يحظى معها الكتاب من رصيد أنجمي الخماسي بثلاث. وهي كما يلي:
- الفصل الأول: أحياء
- الفصل الثاني: أسواق
- الفصل الثالث: شوارع وميادين
- الفصل الرابع: المقاهي
- الفصل الخامس: دجلة
- الفصل السادس: طقوس
- رمضان
- المحية
- العيد
- عاشوراء
- مدارس
- دورة السنة
- الكسلة
- الختان
ومن ملامح المدينة، أقتطف ملامح مما علق في ذهني بعد قراءة الكتاب، وباقتباس في نص بعذوبة نهرها (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) كما يلي:
(الفصل الأول: أحياء):
إثر الاحتلال البريطاني، تتقسم مدينة بغداد إلى ما يقرب المائة محلّة، وقد كانت مقسّمة من ذي قبل إلى ألف مما كان يعرف بـ (العكد)، حيث تنوعت أسماءها بأسماء الشخصيات البارزة فيها آنذاك، أو العوائل الأولى التي استوطنتها، أو أضرحة الأولياء ومراقدهم. فمن الأحياء التي انحصرت في جانب الرصافة، بين الأعظمية والكرادة: (باب الآغا، الحيدرخانة، صبابيغ الآل، الصابونجية، سوق حنون، فضوة عرب، أبو سيفين، خان لاوند). وبعد الحديث عن (الحيدرخانة) وجامعه الذي كان يمثّل برلماناً شعبياً، و (الصرافية) المرتبط في الذاكرة بالجسر الحديدي، و (باب الشيخ) الذي يستيقظ على نداءات الباعة وصخب السوق، و (مرقد الشيخ عبدالقادر الكيلاني) ومزارات السياح إليه وتطفل الباعة عليهم، و (سوق الشواكة) ولسع روائح التوابل المختلطة بالريحان، و (خان السمك) المحاصر بأعين الأسماك البرّاقة، و (خان اللحم) المقدّرة لحومه مالياً بما تملكه النساء في محافظهن الجلدية الصغيرة، يقول الكاتب في نبرة أسى: “ومنذ منتصف الستينات وقبله بقليل، امتد العمران الحديث ليقضم أطراف المدينة وبساتينها. طال التشويه ذاكرة الأحياء البغدادية وتقاليدها، وانتشرت ظاهرة تشييد العمارات والشقق السكنية، فانبعثت أحياء جديدة انتفت فيها ملامح الحياة البغدادية، إذ أن ثمة اكتساحاً ديمغرافياً بلا هوية ساهم في خروج المدينة عن ذاتها، فولدت المدينة الحديثة، بيت إثر بيت، وشارع إثر شارع، حتى قامت مدينة مغايرة على تخوم المدينة القديمة وماضيها”.
(الفصل الثاني: أسواق):
إن تاريخ مدينة بغداد هو في الأصل تاريخ أسواقها، حيث كانت موقعاً لأسواق تقام شهرياً قبل أن يخطط لبنائها الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور. ولكل تجارة فيها سوق متكامل، فهناك سوق للفاكهة وسوق للأقمشة وسوق للقطن وسوق للأغنام وسوق للعطارة وسوق للصيارفة، و “على امتداد سوق البزازين تتكرر نسخة سوق شارع النهر، ولكن بصورة أقل بهرجة. إنها سوق الأحذية المجاورة للمدرسة المستنصرية .. أحذية نسائية بكعوب عالية معلقة في واجهات زجاجية بدائية. ألوان تجذب الانتباه وأسعار مناسبة لا تقسو على جيوب ذوي الدخل المحدود، الخاوية أساساً”. غير أن الحقيقة الماثلة تشهد على أن ما من “حي في بغداد من دون سوق طويلة تصل بين أطراف الازقة”، بل إن أسواق بغداد نفسها “شبيهة بالمتاهة، تبدأ مع كل نهاية، وتمتد لتحول أحياء بأكملها إلى أسواق، تتفرع منها الدروب والحارات”. ففي كل صباح، تتوافد عربات الخضار والفاكهة التي يحوطها الزبائن وهم ينتقون الأكثر نضجاً منها، بينما يستريح الشيوخ على البسط الملونة والمفروشة فوق (دكّات) المحال المتراصة، وحيث تعرض القرويات بضاعتهن الطازجة من أكوام (الكيمر) والزبدة والتمور، يظهرن مزهوات برنين خلاخيلهن الفضية رغم تلفعهّن بالسواد .. وكل ذلك “وسط تجاذب الكائنات الغارقة في ضجيج المكان بحثا عن البضاعة الطازجة والأقل ثمناً، مستدعية طقوس المساومة المألوفة التي اعتادتها السوق”.
(الفصل الثالث: شوارع وميادين):
وفي الحديث عن شوارع بغداد، لا بد وأن يحتل الصدارة شارع الرشيد! “الرشيد .. شارع ملتو ذو أسماء متعددة، أول من يغفو بأنينه المكتوم على وسادة المساء، وأول من ينفض عنه بقايا النوم كل صباح. ومع انبلاج وهجه، خطف شارع الرشيد الأضواء عن أحياء بغداد القديمة، ليغدو مركز المدينة الحديث بمتاجره ومقاهيه باعتباره مسرحاً متحركاً لأحداث عدة”. فينقل الكاتب عن الرحالة أمين الريحاني وصفه للشارع أثناء العقد الثالث من القرن الماضي، بقوله: “أنه لشبيه بشارع في قرية أوروبية، والبلدة والمحلات الواقعة شرقاً منه، وإن كانت لا تتجاوز بمجملها المائة سنة، إلا أنها جد قديمة بما في ظاهرها، ولا يخلو بعض داخلها من ضيق الجادات واعوجاجها والتهدم فيها”. وفي الشارع، يقع محل (أحذية صادق محقق) الراقية، والتي تكاد قلوب زبائنه تقف وهم يحملقون في يافطة أسعارها المعروضة والباهظة بشكل مبالغ فيه. وهناك أيضاً شارع المتنبي العريق في تاريخه وشهرته في تجارة بيع الكتب النادرة، والعمارة الأكثر علوّاً في بغداد ذات السبعة طوابق التي تنتصب في شارع البنوك، وشربت الزبيب في سوق الهرج الذي يرافقه عادة طبق الجبن الأبيض.
(الفصل الرابع: المقاهي):
وكما تعكس المقاهي عادة جانباً مهماً في ثقافة أي بلد، فقد “تركت مقاهي بغداد بصماتها الماثلة على الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية وتطوراتها، بعدما غدت ملتقى الأدباء والمفكرين والسياسيين، واحتلت كل منها مجالاً خاصاً بها”. لم يقتصر الأمر على البعد الحضاري، بل كانت المقاهي في حد ذاتها تُضفي من جمال التصميم ما يبرز الهوية ويستقطب العامة، إذ أن “مقاهي بغداد عادة ما تشعرك بالانتماء الى العامة: سجادات مزركشة وغلايات مطلية بلون الذهب، مرايا ضخمة، مراوح سقفية تدور بتواصل، ولوحات قديمة تكاد تخرج من إطارها، في حين تزدان واجهة بعض المقاهي الشعبية بالآلات الموسيقية النحاسية التي تومض في عيون المارة وهي في انتظار المناسبة الخاصة بها”. وكما تنوعت أسواق بغداد، تنوعت المقاهي باختلاف الأذواق والأمزجة والاهتمامات، فـ (مقهى أم كلثوم) كان يستقطب بمدخله الضيق عشاق كوكب الشرق، وهي تصدح بأغاني تهتز لها الرؤوس طرباً، بين كسير حب فاشل، وحالم في حب جديد، ومتطفلين بينهما. أما (مقهى الشابندر) والذي يُنسب إلى أسرة الشابندر، فقد كان ملتقى مرموق للشخصيات البارزة من السياسيين والمثقفين، والذي شهد تأسيس أول اتحاد للأدباء العراقيين، غير أن (مقهى البلابل) الواقع في محلة البارودية، فقد كان عذباً بما يكفي وهو يستقطب روّاده من هواة الطيور، ويحتوي حديثهم حول أصنافها وأقفاصها وطرق صناعتها، والذي استمر في خدمته حتى مطلع الخمسينات من القرن الماضي.
(الفصل الخامس: دجلة):
إن الماء صانع الأحلام والمدن العظيمة، وهو مكمن الأسرار وراوي حكايات من عاش بقربه. تجود قريحة الكاتب وهو يحدّث في سحر النهر، قائلاً: “ليس من أحلام دون ماء، وليس من مدن عظيمة دون أنهار تسري في جوف تاريخها. وبغداد مدينة تغفو على جريان دجلة الوئيد، وتحيا مواسمها مع دورانه حولها. يجري النهر منذ عهود طويلة نحو نهايته الأزلية بهدوء ساهماً يحدق في الأشياء المتناثرة حول شواطئه، مكتشفاً مكامنها السرية وحاملاً حكاياتها، ويتغلغل ببراءة في علاقات ناسها”. إن هذا النهر يثير دهشة الطفل المترقّب وسط حياة متقلّبة، في وسطه الذي يحتضن القوارب الصغيرة، وفي موجه الذي يُطفئ ما أشعله الهدير بين ضفتيه .. إنه هكذا “يدهش هدوء النهر وجريانه الانسيابي ذلك الطفل المحاصر بالتبدلات والتقلبات والوعود. تتهادى القوارب الصغيرة الملونة والمتجولة بين ضفتي دجلة بروح تائهة، وتنفذ إلى روحه .. توقد شموع الخضر ثانية في عينيه بعد أن تطفئها الموجات الصغيرة العابثة”. وليس النهر في مكنون سره وسحره وحده، بل هناك على ضفتيه تحتفي الحياة بعمارة وحضارة ومدنية، حيث “تطل على ضفتي النهر بيوت تختفي خلف شرفات خرافية! أفاريز وأعمدة ونقوش تصنع تلك الشناشيل المطلة على واجهة النهر. والشناشيل مفردة فارسية تعني المقصورة، كون الشناشيل في بنائها الاساسي تمثلت بمقصورات ثم حورت إلى شرفة بمنزل مطلة تسافر بالعين خارج حدود المنزل”. ولأهمية النهر، بُعد يرتبط وجدانياً في علاقته بالمدينة وساكنيها، فقد “كانت لعمارة النهر والأبنية المقامة على ضفاف دجلة أهمية خاصة تبرز من خلال اهتمام المعماري بانفتاح المبنى على جبهة النهر أولاً، وانفتاح المدينة ذاتها على النهر، لما يوفره هذا الانفتاح من عوامل اجتماعية ومناخية ترتبط بعلاقة المدينة والناس بالنهر”.
(الفصل السادس: طقوس):
في نهار (رمضان) يموج الشارع بحركة الذاهبين والآيبين نحو إقامة الصلوات في الجوامع، حتى إذا ما اقترب موعد الإفطار قام البيت على قدم وساق في تجهيز المائدة بالأطباق الشعبية من “الحساء والتمر والفجل والشربت والزلابية والبقلاوة والمحلبي”، بينما يتجمّع الرجال بعد الإفطار إما في الجوامع أو التكايا أو المقاهي حتى يحين الليل، وهو يردد صدى إيقاع الطبّال في الأزقة لإيقاظ النائمين والاستعداد ليوم رمضاني جديد. وبعد أهزوجة الأطفال (المحية) في الأزقة وهم يطرقون الأبواب وينشدون “ماجينة يا ماجينة” طلباً لحفنة حلويات يخبئونها في أكياسهم المصنوعة من القماش، يهل (العيد)، حيث “يبدأ فجر العيد بالتكبير الصادح من المساجد القريبة: الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. حشد من الأصوات تهلل وراء المايكرفون، نغمات احتفالية تأتي بعد آذان الفجر، جلبة خفيفة للمصلين وهم في طريقهم الى المساجد للصلاة، نساء متشحات بالسواد ينطلقن نحو المقابر، شواهد بيض على مرمى البصر وحشائش مصفرة تغطي حواف القبور، قارئو القرآن يتقافزون بين الزائرين بحثاً عن رزق، وعجائز يبكين ماضيهن! كم من الأموات استقبلت بغداد؟”. وفي (عاشوراء) تنصب مجالس العزاء وتُتلى ترانيم الحزن، وهو “حافل بكل تفاصيل الفاجعة التي ألمت بالحسين وصحبه في واقعة الطف”. وفي (مدارس) بغداد العتيقة، تتبعثر الذكرى بين الطبشور الأبيض وبائعي الشطائر عند بوابة المدرسة وإرهاق اليوم الدراسي الأول، و “أساتذة قساة بوقار مصطنع ترافقهم عصيهم الخاصة، وآخرون أقل رهبة”. وفي (دورة السنة) تُحمل صينية الشموع للاحتفال بعيد نوروز مطلع العام الجديد حسب التقويم الفارسي، أو كطقس موروث عن العباسيين، أو كما “يقرنه البعض باحتفالات البابليين بقدوم الربيع في مطلع الثلث الثاني من آذار”. أما (الكسلات) فتشهد احتفالاً صاخباً هارباً من رتابة الحياة بين رقص وأهازيج، حيث يمضي البغادة “نحو أمكنة احتفظت على مدى طويل بسحر غامض ملفع بالألفة”. وأخيراً طقوس (الختان) التي تُعد بمثابة مناسبة سعيدة، تزغرد لها النساء، وتُدق لإتمامها الطبول، ويتهافت فيها الأطفال لجمع الحلويات المنثورة فوق رأس من حان وقت طهوره، بينما هو يقطر دماً ويبكي حرقة .. “طقس أخاذ ملفع بالألم”.
(معرض الصور):
وكالألبوم القديم، الذي ما أن تُقلّب صوره تُقلّب الذاكرة لاستعادة ماضي أجمل ما يُقال فيه أنه رسم طريق الحاضر والمستقبل الموعود. فيبدو (شارع المصارف) من التنظيم ما يعكس أهمية من يرتاده، و (شارع أبو نؤاس) متلألأ في بانوراما ليلية كليالي السحر التي قضاها الشاعر الماجن، و (نصب الجندي المجهول) مهيباً زاده الليل هيبة، و (بائعة) تكتسح ببضاعتها زقاق في بغداد على حساب بائعين آخرين يجلسان على الطرف، و (فندق بغداد) من الجمال وكأنه يرتدي حلّة أوروبية، و (كنيسة اللاتين) يكسوها إجلال وهي في جانب الرصافة، و (ساحة السباع) تحاكي بهو السباع في حمراء غرناطة، و (نصب الأم) في حديقة الأمة يجسد عظمة الأمومة وإبداع ناحته، و (الجسر المعلق) في بغداد تتعلق فيه الأمنيات الملقاة أسفاً في النهر، و جانب من (المدرسة المستنصرية) والإبداع المعماري الأخاذ في منظره، و (واجهة علوية) من منزل بغدادي، تزيّنها ابتسامة وجه بريء يطل منها على المستقبل.
قد تتسع التصنيفات التي تلائم مادة الكتاب، بين: التاريخ، الحضارة، أدب الرحلة، السير الذاتية .. ورغم كثرة الصور البلاغية التي وردت فيه وعملت على تشتيت الذهن قليلاً، إلا أنها أضفت بشكل عام عذوبة مختلفة في استحضار الماضي الذي لا بد وأن يستمطر من ديوان الحنين كلماته وأبياته وشاعريته.
وبدوري، استرجع ذكرى قراءتي الأولى للكتاب عندما كنت في بواكير العشرينات، وقد حرصت حينها على شراء كتب أخرى تحكي تاريخ العراق وتسامر أيامه ولياليه، فعلى أرفف مكتبتي الجوداء إلى جانب هذا الكتاب العتيق، تصطف مجموعة ثرية، أذكر منها على سبيل المثال: بغداد: سيرة ومدينة – لمؤلفه: ناجي جواد / بغداد في العشرينات – لمؤلفه: عباس بغدادي / يوميات بغدادية – لمؤلفته: نهى الراضي / ديوان التفتاف أو حكايات بغدادية – لمؤلفه: الأب أنستاس ماري الكرملي / مشاهدات بريطاني عن العراق سنة 1797 – لمؤلفه: جون جاكسون / الكلية الطبية الملكية العراقية من خلال سيرة ذاتية – جزء1 1940-1946 – لمؤلفه: د. سالم الدملوجي / ثرثرة فوق دجلة: حكايات التبشير المسيحي في العراق 1935:1900 – لمؤلفه: خالد البسام / معتزلة البصرة وبغداد – لمؤلفه: د. رشيد الخيون / متصوفة بغداد – لمؤلفه: عزيز السيد جاسم / شارع الرشيد – لمؤلفه: باسم عبدالحميد حمودي / العراق في رسائل المس بيل 1917-1926 – إصدار: الدار العربية للموسوعات … وعلى قائمة المشتريات، المزيد!.
وكمسك للختام أقول: لقد تجولتُ في الكتاب بشوق وكأن المدينة الساحرة قد توغلت في روحي فتلبّستْ روحي شكل المدينة! وجدتني وكأنني قد ولجتُ العقول وارتقيتُ عتبات الأبواب وفتحتُ بكفيّ ثغوراً أخرى في طرقاتها .. راقبتُها في غفوتها ورافقتُها في صحوها، وطربتُ لزهوها وتألمتُ لهمّها، وتنشّقتُ الأصالة في نهرها وقرأتُ التاريخ في معمارها .. وعشقتُ الناس والأسماء والمحال والأسواق والمقاهي والأغاني والأهازيج والأصوات .. وما فككتُ بعد طلاسم ما أسرني من سحرها.
ولمدينة السلام أرقى التحية والسلام.
تم نشر المراجعة على صحيفة المشرق العراقية في 1 مارس 2023 – صفحة (10)
تم نشر المراجعة على ضفة ثالثة في جريدة العربي الجديد
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
نقلاً من المفكّرة: جاء تسلسل الكتاب (13) في قائمة لا تنتهي من الكتب التي خصصتها لهذا العام .. 2022، وقد حصلت عليه من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية، منذ أعوام مضت، حيث ركنته، حتى حان الوقت لقراءته الآن .. وقد كان خاتمة جميلة لمجموعة الكتب الأولى للعام، التي توقفت مع نهاية شهر مارس، حتى عدت لاستئناف القراءة في أواخر شهر أغسطس.
أنشطة شهر مارس: ومع هذا الكتاب، قرأت كتابين آخرين.
تسلسل الكتاب على المدونة: 344
التعليقات