لمن يحتاج إلى نزهة بين الكتب .. فليقرأ هذا الكتاب!.
كتاب قصير يروق لليافعين ويُفرغ منه في أقل من ساعة، فهو يحتوي على معلومات متفرقة من هنا وهناك تعرض شبكة المعلومات أغلبها .. لذا، فهي تقريباً (كنت تعرفها من قبل)!.
يحتل فهرس الكتاب صفحتين في آخره ويعرض عناوين لموضوعات تبدو شائقة، استحق بها الكتاب نجمتين من رصيد نجماتي الخماسي. ومنها، التقطت ذاكرتي ما يلي:
- يعرض موضوع (آلات توزيع الشكولاتة توزع المال) مراحل اختراع الصراف الآلي الذي ابتكره الاسكتلندي جون بارون، إذ عندما حان وقت إعداد الرقم السري، تدخّلت زوجته كارولين معترضة وهما في المطبخ، بحجة عدم استطاعتها تذكر رقم سري مكون من ستة أرقام، وهو رأي اتفق معه زوجها، ما دفعه لتخفيض الرقم إلى أربعة، ليُصبح هو المعيار العالمي حتى اليوم.
- يكشف موضوع (لغز وريثة عرش روسيا) مأساة إحدى العائلات الروسية النبيلة إبان الحرب العالمية الأولى، التي تزامنت مع تمرّد الجنود الثائرين بقيادة لينين على الحكم الامبراطوري المستبد، والتي انتهت باغتيال بعض أفراد عائلة رومانوف، وتشرّد البقية!. تحمل القصة من الغموض والأسرار ما تم حلها بعد سبعين عاماً من أحداثها الأولى، وقد توّجتها السينما بـ (فيلم أنستازيا) من بطولة الممثلة السويدية إنغريد بيرغان.
- ستزهو كل فتاة فخراً بعد قراءة موضوع النمساوية (هيدي لامار: ليست مجرد وجه جميل)، إذ لم تكن تملك وجه صارخ الجمال وحسب، بل عقلاً ذكياً متقداً يفوقه جاذبية. وعلى الرغم من أنها كانت مؤهلة للعمل بالتمثيل، وقد فشلت في تجربة زواج سابقة، إلا أنها برعت في مجال مختلف، فقد قدمت خدمة عظيمة للجيش الأمريكي عندما ابتكرت فكرة (القفز الترددي)، وهي تقنية تعمل على تخطي ترددات الراديو التي يستخدمها العدو للتشويش على إشاراته. لم تكتفِ بهذا، فقد اخترعت نظام لاسلكي مطور ليُصبح تقنية رائجة للعديد من وسائل الاتصال الحديثة كما في نظام GSM، وقد تم العمل على هذا الاختراع بمشاركة رفيقها جورج أنثيل. تنتهي حياتها بتكريم عظيم وإن جاء متأخراً.
ومن بعض المعلومات اللطيفة، أقتبس في نص لطيف ما يلي (مع كامل الاحترام لحقوق النشر):
- يختم الكتاب موضوع (إنها العاشرة وعشر دقائق .. دائماً! ما السر يا ترى؟) بالكشف عن توقيت جهاز الـ (آي فون)، فنقرأ: “تقول النظرية الأكثر شعبية أن توقيت 9:42 صباحاً بتوقيت المحيط الهادي، هو الوقت الذي قدم فيه ستيف جوبز هاتف الآيفون في مؤتمر ماكوورلد في عام 2007، وهي حادثة حقيقية يؤكدها بث مباشر من المؤتمر”.
- يتحدث الكتاب في موضوع (إن تعطلت ثلاجتك، يمكنك الاستعانة بالضفادع) عن مادة كيميائية تفرزها جلود الضفادع تساعد في قتل البكتيريا، فيقول: “ومنذ ذلك الحين، اكتشف العلماء أن مادة كيميائية موجودة في ضفدع المنك في أمريكا الشمالية يمكنها أن تهزم البكتيريا العراقية. وهي بكتيريا مقاومة للعقاقير أصابت الجنود الأمريكيين المصابين في العراق”.
في عجالة -وعلى سبيل النقد الأدبي- فإن هذا الكتاب القصير:
- سليم اللغة، واضح المفردات، ويبعد عن الكلمات الغريبة.
- جيد الترجمة، على الرغم من أنها جاءت حرفية في بعض الفقرات.
- متناغم الإيقاع في سرد الأفكار حول موضوعاته المختلفة الواردة على طول الكتاب.
- محرّك في أسلوبه الأدبي لعاطفة القارئ، الذي قد يدفعه للمزيد من الاطلاع حول موضوعاته.
- لافت في عنوانه بشكل أكبر مما يحتوي عليه الكتاب في الأصل.
- من ناحية فنية، تأتي بعض الملاحظات على الكتاب كما يلي:
- يحوي عدد من الأخطاء المطبعية، والتي التقطت منها عيناي الآتي حسب تسلسل الصفحات: ص45 شرحناه نوعاً منذ قليل: نوعاً ما / ص49 لم يسمعها عنها من قبل: لم يسمع عنها / ص61 وضعت رفقة جورج: وضعت برفقة / ص132 الذي الجمع: أجمع / ص136 التسع عشر: التاسع / ص139: الرأي شعبي: الشعبي / ص198 أفريل: أبريل.
- تتكرر كلمة (أين) بدل (حيث) -والتي أجدها أدق تعبيراً- في كذا موضع من الكتاب .. وقد يعود السبب للترجمة الحرفية، أذكرها فيما يلي: ص27 أين وضعوا / ص34 أين تم القبض / ص37 أين اشتغل / ص39 أين ظل التوتر / ص60 أين وجدت نفسها / ص92 أين يحاول الناس / ص83 أين لفتت انتباه / ص101 أين حظيت / ص105 أين كانت تقدم / ص128 أين ستنجز الأعمال / ص128 أين يعمل / ص157 أين انتهى به الأمر.
- تُعرض بعض الصور باللونين الأسود والأبيض، بينما ترد بعض المعلومات تتعلق بألوانها .. فلتُعرض الصور بالألوان!
- صفحة 158 وصفحة 164، تتحدثان عن شخصيتين مختلفتين، وترفقان صورة شخص واحد بعينه.
- ترد احصائيات في صفحة 174 عن سيليا إيطاليا (537 نسمة)، وفي صفحة 175 عن ساربورينكس فرنسا (260 نسمة)، وفي صفحة 176 عن ماسيكو إيطاليا (537 نسمة). هل سقطت كلمة (ألف / مليون) من الأعداد المذكورة؟
إنه كتاب لطيف لا بأس من قراءته، ومن ثم اهدائه للأبناء.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (54) في قائمة احتوت على (105) كتاب قرأتهم عام 2020 تتضمن تسعة كتب لم أتم قراءتها، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (100) كتاب فقط! وهو ثاني كتاب اقرأه في شهر يوليو من بين اثنا عشرة كتاب .. وقد حصلت عليه من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية عام 2018 ضمن (140) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض.
لقد كان 2020 عام الوباء الذي جاء من أعراضه الجانبية (ملازمة الدار وقراءة أكثر من مائة كتاب)! لم يكن عاماً عادياً وحسب .. بل كان عاماً مليئاً بالكمامات والكتب.
وفي هذا العام، دأبت على كتابة بعض من يوميات القراءة .. وعن هذا الكتاب، فقد قرأته في شهر (يوليو)، والذي كان من فعالياته كما دوّنت حينها:
“لا يزال الوقت حافلاً بالقراءة وإعداد مراجعات الكتب المقروءة .. ولا يزال الحجر الصحي مستمراً“.
ومن فعاليات الشهر كذلك: كنت قد استغرقت في القراءة بشكل مهووس خلال النصف الأول من هذا العام دون أي فاصل يُذكر، رغم الوقت الذي استقطعه عادة بعد قراءة كل كتاب من أجل تدوين مراجعة عنه! ما حدث في تلك الفترة هو تراكم الكتب التي أنهيت قراءتها من غير تدوين، حتى قررت على مضض بتعطيل القراءة لصالح التدوين .. وأقول “على مضض” لأن القراءة المسترسلة من غير انقطاع بالنسبة لي هي أشبه بالحلم الجميل الذي لا أودّ أن أستفيق منه، لكنني تمكّنت من تخصيص وقتاً جيداً في نهاية هذا الشهر لتأدية عمل الأمس الذي أجلّته للغد.
تسلسل الكتاب على المدونة: 233
التعليقات