كتاب قاسٍ بقدر ما هو واقعي، يدور حول قمع الإنسان لأخيه الإنسان تحت سطوة السلطة السياسية في المقام الأول، والتي تلعب الدور الأكبر في تسخير جميع قطاعات المجتمع .. الاقتصاد والتعليم والإعلام، وعلى رأسها الدين، في تأليه السلطان كإله سرمدي الديمومة لا يُسأل عما يفعل!.
هو كتاب أشبه بدراسة مصغرة .. ليس كدراسة أكاديمية في المفهوم العلمي، بل دراسة أدبية لنصوص عربية وعالمية، قديمة وحديثة، نثرية وشعرية، من مذكرات وسير ذاتية وروايات واقعية وقصص خيالية، تُصنف ضمن أدب السجون، وتتناولها كظاهرة مرضية دموية، باقية بقاء الإنسان.
يضع الكتاب الكاتب والروائي والشاعر السوري (ممدوح عدوان 1941 : 2004)، وقد حصل على درجة أكاديمية في اللغة الإنجليزية عام 1966، وعمل في الصحافة والتدريس والكتابة والنقد والترجمة، فترك ما يقارب تسعين مؤلفاً في الشعر والنثر والرواية والأعمال المترجمة، والكثير من سيناريوهات المسلسلات التلفزيونية.
تُظهر قائمة المحتويات عشرين موضوعاً كفيلة بخلق أجواء كابوسية عند مطالعتها، وقشعريرة قد تمتد لتعطّل ملكة التفكير المنطقي حول (حيونة الإنسان) .. فتثير تساؤلات وجودية على نحو: ما أصلها؟ لم؟ كيف؟ متى؟ أين؟. من هذه الموضوعات: هل نحن جلادون؟ القامع والمقموع، مسئولية الضحايا، الأخلاق المقموعة، أصل العنف، قلت للطاغية. عليها، يستنفد الكتاب رصيد أنجمي الخماسي بجدارة.
وعلى الرغم من ثراء الكتاب ككل، اقتصر من بين موضوعاته الشائكة ما علق في ذهني منها بعد القراءة، ما يلي:
- في مقدمة الكتاب، يضيف الكاتب إلى أسفه أسفاً مضاعفاً، فالتعود على الوحشية لا يقل شناعة عن الوحشية ذاتها. يبرر العلم (مسألة التعود) بـ (موت إحساس الأعصاب)، فتتكيف الأذن وصاحبها مع ضجيج النخاسين في سوقهم الصاخب بعد أن كان مصدر إزعاج لا يطاق!. لكن مفهوم التعوّد يظهر مغايراً في هذا الكتاب .. إذ أنه يعبّر عن (موت إحساس الضمير)!.
- على الرغم من رواج “تجارة الأفلام المهربة”، إلا أن الحكومات المتحضّرة والبدائية على حدّ سواء لا تسمح بتداولها رسمياً، وذلك لتجنب وصمة التوحش التي ستلحق بها وبمواطنيها، حيث مشاهد الجلّاد والضحية والعنف والتعذيب هي مادتها الأساسية! لم تقف هذه التجارة اللعينة عند هذا الحد، بل وصلت إلى حد التعاقد مع عصابات تختصّ باختطاف الأطفال والبالغين تحت غطاء العمل بالفن أو البغاء، ينتهي أمرهم في استوديوهات أفلام الجنس والشذوذ والتعذيب، حيث اغتصاب الرضّع وتعليق الفتيات من أثدائهن وتقطيعهن بالجلد، في مشاهد حية لا تمسّها يد الخدع السينمائية. بعدها “تختفي الجثث وتسوّق الأفلام”.
- في موضوع (التوصيف) يتطرق الكاتب على مضض إلى مذبحة صبرا وشتيلا التي وقعت عام 1982، إذ تشهد طبيبة فرنسية على دموية مسلحي الكتائب عند اقتحامهم المخيَّمَين، واستبسالهم في التنكيل باللاجئين العُزّل! فإلى جانب الاغتصاب والخنق والحرق والشنق، دفنوا البعض أحياء، وأطعموا آخرين لحومهم بعد أن اقتطعوها بالسكين من أجسادهم، وربطوا الفتى منهم في سيارتين تسيران عكس اتجاه بعضهما البعض.
- يثير الكاتب في موضوع (مسئولية الضحايا) بعداً آخر لمفهوم الوحشية التي يرى البعض أنها “غريزة عدوانية” يتم تنميتها لدى الإنسان عن طريق الممارسة والاعتياد، غير أن الطفل الذي يُعطى بندقية ليستخدمها في القتل والصيد، هو نفسه الطفل الذي سيكتب إن أُعطي قلماً، وسيعزف إن أُعطي بيانو .. ليست غريزة بشرية إذاً وليس قدراً لا مفر منه، بل تنشئة وسلوك.
- يستعرض الكاتب في موضوع (الأخلاق المقموعة) مآل أفراد الشعب المقموع عند المناضل عبد الرحمن الكواكبي، والذي راق له تسميتهم بـ “أسراء الاستبداد”، حيث مع حياة البؤس واليأس والتواكل والتخاذل والتقاعس والفشل، لا يملك أحدهم مالاً يخشى ضياعه ولا يملك شرفاً يخشى هتكه، وقد يكون أحسنهم حالاً من اعتنق ديناً يُمنّيه بسعادة أخروية.
- ومع بداية حديثه في موضوع (الدين والحكم)، يقارن الكاتب مسألة الخلق والخالق بين نظرة الأوروبيين القروسطية إبان سطوة الكنيسة على العقول، وبين تأثير الفكر الإسلامي المغاير آنذاك، حيث اندلعت الشرارة كما استعرضتها الكاتبة روز وايلدر في كتابها (اكتشاف الحرية: صراع الإنسان ضد السلطة). فبينما كان الأوروبي يعتقد بتمام الخلق في ستة أيام وثباته وسكونه ووقوعه تحت سيطرة الخالق ابتداءً من اليوم السابع، سادت أفكار أخرى خلاقة تقول بديناميكية الكون وسيادة الطاقة العاملة فيه، ليصبح التغيير من طبيعة الأشياء. لا عجب بعدها أن تثور ثائرة الكنيسة أمام حقيقة علمية كدوران الأرض، وأن يتصادم الفكر المسيحي مع الإسلامي الذي وُصم أتباعه بـ “المسيح الدجال”، وتجلّت أبشع صور التنكيل بهما مع سقوط دولة الأندلس في أسبانيا.
- يستطرد الكاتب في الموضوع السابق ليتطرّق بذكاء إلى المؤاخاة بين السياسي والمقدّس!. فحتى يسود الطاغية لابد من توظيف قوة زاجرة يستمد منها قوته، ولم يسجل التاريخ أداة أشد ضبطاً اجتماعياً وسياسياً بعد القوة العسكرية مثل الدين!. لا يمكن إنكار دور الإعلام الأكثر خطورة، فالعاملين فيه كالأبواق يضمنون دوام مناصبهم بدوام الثناء على الطاغية وكيل طوفان المديح! غير أن تجنيد رجل الدين في وظيفة إعلامية له بالغ الأثر في نفوس العامة لا سيما إن كان من الأسماء المعروفة، فتتفق المصالح السياسية والدينية، وتعقد تلك الصفقات التي تتزايد فيها أسعار الضمائر.
- لا يزال الكاتب يكيل الذم للدولة عندما تعمل بمكيالين، أولهما يدعي العلمانية والآخر يسترضي رجال الدين! ففي تمثيلية هزلية، ترفع الدولة شعار العلمانية لتأتي السلطة الدينية وتقمع الفكر، لتسعى الدولة من ثم في تبني الرأي الديني بغية استرضاء رجاله ودرء معارضتهم. عليه، يأتي الكيل الأول لصالح العلمانية للإشهار الإعلامي، ويأتي الكيل الثاني لصالح الدين لتوطيد الحكم المستبد. ويختتم الكاتب موضوعه في حيرة إذ يتساءل: “لماذا يُراعى رجال الدين وتُحترم أحاسيسهم تجاه المسائل العلمية، ولا يُحترم العلم والعلماء والعقل والمنطق تجاه الخرافة والتخلف”؟.
- ومع الترويج الإعلامي الآنف الذكر، لا يتورع وعاظ السلاطين من اختلاق أحاديث واستحداث تفاسير من شأنها ترسيخ الحكم، فضلاً عن استصدار فتاوى تعمل على توريث الحكم في نسل الحاكم من ناحية النسب والمسلك. وكما عاصر أقوام بعض من الحكام قد ادعوا للرسل نسبا، إما بأمرهم المباشر أو بفضل حدس حاشيتهم، فقد شاع في العصرين الأموي والعباسي فتاوى تأمر بضرب الأعناق وتحرّم الخروج على الحاكم الفاسق وتحذّر من جور الرعية على السلطان الجائر!! .. وما أشبه الليلة بالبارحة.
- يضرب الكاتب المثل في تردي الطاغية بعد جبروته حين يسخر القدر، فقد تناقلت وسائل إعلام إحدى الدول العربية مقطعاً مصوّراً لرئيسهم المتهالك .. وفخامته إذ يطمئن شعبه -في شرح مفصل- عن صحة سمو خصيتيه الموقرتين وقد أصاب شريانها دوالي لعين، الأمر الذي دعى أحد الشعراء الظرفاء في توصيفه ضمن ديوان كامل أسماه (قوس قزح).
- يختم الكاتب موضوعه عن (الحاشية) بمقطع من رواية (مقتل الرجل الكبير) التي يسردها مؤلفها إبراهيم عيسى بلهجة مصرية محببة تثير المزيد من الضحك، مع ما تُصوّر من شقاء الوزير المغلوب على أمره في مداهنة حاكمه وجهله المستميت، والذي -ولا مفر- قد مسك بزمام البلاد والعباد.
وجاء للمرأة نصيبها بين موضوعات الكتاب، أعرض ما أثار حفيظتي منها ما يلي:
ملاحظة: ترد بعض التعليقات في نص أزرق .. لا تعبّر سوى عن رأيي الشخصي ولا تمتّ لمحتوى الكتاب بصلة.
- بينما يرى أحد الباحثين أن الإنسان -وبعكس الحيوان- قد يشن هجوماً، ليس لأمر استفزه بل لرغبة الهجوم ذاتها، يعلّي باحث آخر -وفي إطار أعمق- العلاقة الجنسية لدى الحيوان الأكثر انضباطاً عما هي عليها عند الإنسان، إذ لم يثبت فسيولوجياً اغتصاب حيوان لأنثاه، أو النيل منها بعد تخديرها أو تقييدها أو الاستعانة بصديق، ولم يتعدّى حيوان على أنثى من غير جنسه، لا ولم يعاشر أحدهم جثتها جنسياً.
- في موضوع (صناعة الوحش .. صناعة الإنسان) يفرّق الكاتب في مفهوم الرجولة-الفحولة بين نظرة الرجل الجاهل المرضية والآخر الأكثر تحضراً! فبينما لا يخرج الأول عن إطار (المرأة وسيلة إشباع جنسي) كحق خالص مشروع له، يرى الآخر أن كمال إنسانيته يتأتى من تبادل الإشباع بينه وبين شريكته. قد تفسّر النظرة الأولى ثقافة شتم عضو المرأة التناسلي لا سيما السائدة في المجتمعات الشرقية، ونصب المرأة في وضع (مفعول فيه) على الدوام، كوسيلة انتقام من شرف رجل أساء لآخر.
- يخلص الكاتب مع نهاية موضوع (القامع والمقموع) إلى سيادة منطق القوة العضلية، والذي يتجلّى في اخضاع الرجل للمرأة على شكل قمع علني، بينما يستتر القمع الاقتصادي الأقوى وقد أخضع تحته الجميع! غير أن هذا المنطق يفضح من ناحية أخرى ازدواجية المجتمع الشرقي، حيث يقاوم الرجل القوي العنف عندما يقع عليه، بينما لا يتدخل لمنع رجل آخر يعنّف امرأة، فهو (يؤدب امرأته) أو (ليس لأحد شأن بيني وبين أهلي). وبهذا ضمان لثبات منطق المجتمع الأعوج.
- كما أن تقنية التحويل تجعل من الأسد يقفز كالبهلوان عند ترويضه، فإنه من السهل تطبيق نفس التقنية على الإنسان، فإذا به مقهور الإرادة شيمته الطاعة! وفي هذا، تصدق الفيلسوفة الوجودية سيمون دي بوفوار حين قالت: “إن الأنثى تولد إنساناً ثم تُصنع امرأة”. كم يصادق هذا القول على الواقع المخزي للمرأة الشرقية في استدامة عبوديتها تحت قيود أعراف وأديان وقوانين ما أنزل الله بها من سلطان!.
- يستطرد الكاتب في نفس مفهوم التنمر وهو يرى الضحية وقد تأقلم مع جلاده الذي يسومه سوء العذاب الجسدي والنفسي، فلا يعترض بقول أو بفعل مخافة إثارة سخطه، بل والأمرّ أنه قد يبحث عما يبعث السرور لديه. إنه لحق توصيف دقيق لوضع المرأة الشرقية البائس، بين استعباد ذكوري طبقي واستكانة أنثوية مقيتة تصل لوثتها إلى حد التمجيد وإضفاء القدسية لما هي عليه!. وبينما تُصنف تلك المرأة كـ (مازوخية) أو مصابة بـ (متلازمة ستوكهولم) من ناحية علمية، أقول أنا: ليس على (ممسوخة الكرامة) من حرج!.
- عجباً كيف يتقاطع عالم الحيوان مع عالم الإنسان في ازدواجية التوحش! حيث يروي الكاتب في موضوع (مجتمع المقموعين) حادثة الأسد الذي أشبعه سجّانوه وخزاً وضرباً وتعنيفاً أثناء عملية نقله من قفص لآخر وهو رافض في ذل وسخط، فما كان من الأسد بعد نقله إلى قفصه الثاني إلا أن انقض على لبوته نهشاً وعضاً وضرباً، في حين استكانت ولم تنطق ببنت شفة .. وعلى الرغم من أن بعض أقوام المجتمع الشرقي يُطلق على المرأة المومس لقب (لبوة)، فإن لبوة الأسد في تلك الحادثة تستحق لقب (شرقية) .. حرفياً!.
ومن الكتاب الذي يعرّي الوحش في داخل بعض البشر، أقتبس في نص دموي ما جاء في وحشيته (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) كما يلي:
- يتساءل الكاتب في موضوع (ورطة الإنسان الأعزل) تساؤل المذهول الذي لا يرتجي إجابة، فيقول: “ما الذي يدفع الإنسان الأول إلى إيقاع الأذى أو التشويه في الإنسان الثاني بعد تحقيق النصر وإيقاع الهزيمة؟ حين يرى الإنسان السوي جثة حيوان فإنه يبعدها لكي يبعد رائحتها ومنظرها، وحين يرى الإنسان السوي جثة إنسان آخر ينفعل، ثم يسارع إلى دفنها، ليس فقط لأنه يريد تجنب رائحتها، بل هو لا يريد أن يرى تفسخها ونهش الكلاب لها وتفجر الدود منها. لماذا؟ لأن الجثة لإنسان مثله، وهناك احترام ضمني للرابطة المشتركة بين الإنسان والإنسان، ولعل الإنسان لا يريد أن يرى مصيره القادم في مثال هذه الجثة، ولذلك فإن أبشع أنواع المجرمين هم الذين يحفرون المقابر ويعبثون بالجثث. فماذا نقول إذاً حين يكون العبث والتشويه بالجسد الإنساني الحي؟ وحين يكون الجسد لإنسان ضعيف وأعزل ومسالم؟ وماذا نسمي من يضع إنساناً مقيداً أو عاجزاً أمامه ثم ينهال عليه ضرباً وتجريحاً وتقطيعاً، ليس في مباراة للفوز، بل في زنزانة، حين يكون معتقلاً وبين يدي من نسميه الجلاد أو خبير التعذيب؟”.
- ينقل الكاتب في موضوع (صناعة الوحش .. صناعة الإنسان) بعض ما ورد في كتاب (التعذيب عبر العصور) لمؤلفه (بيرنهاردت هروود)، فيقول: “يقول الكاتب: «ومن المؤكد أن هناك دليلاً واضحاً لإثبات أن الجماهير التي تنظر إلى مشاهد سفك الدماء، كثيراً ما يثور فيها تشّهي الدم الذي يؤدي في النهاية إلى عربدات جنسية عفوية، وكان هذا حدثاً شائعاً في الحلبة الرومانية». وفي مكان آخر يقول وهو يصف حرق إنسان: «ويقول الدوق دوريشلو في مذكراته إن رائحة اللحم المشوي كانت شديدة حتى (ملأت جو المحكمة كله) وأثير الجمهور بالعرض الوحشي الذي يجري أمامهم، إلى درجة أنه في الوقت الذي كان فيه بعضهم يتساءلون إلى متى سيصمد هذا التعيس البائس، كان آخرون قد انتشوا إلى درجة أنهم بدأوا يتضاجعون على الأرصفة»”.
في عجالة -وعلى سبيل النقد الأدبي- فإن هذا الكتاب الثري:
- سليم اللغة، واضح المفردات، وخالٍ من الكلمات الغريبة.
- متناغم الإيقاع في سرد الأفكار حول موضوعاته المختلفة على طول الكتاب.
- مثير في أسلوبه الأدبي لعاطفة القارئ، ومحفز لنظرته التحليلية نحو سلوك النفس البشرية المتأرجحة بين نزعتي الخير والشر، وطغيان الشر بالأخص كموضوع الكتاب الرئيس.
- غزير الخيال في إيراد الكثير من الأمثلة لتوضيح فكرته.
لم يعرض الكتاب في خاتمته مراجع مادته الأدبية، غير أنه توسع في التعرض لها ضمن محتويات بحثه العشرين، مما يجعل من المجدي فعلاً استخلاص موسوعة متكاملة -وخاصة لذوي الاهتمام- عن هذا اللون القاتم من الأدب في كل زمان ومكان. منها ما يلي:
- الكتب: الطاغية، العزلة، العسف، العنف، الجذور، ظاهرة ستالين، الملك عارياً، الحكم المدني، المحاكمة والإرهاب، تاريخ الخلفاء، الفكر البري، العدوان البشري، العنف والقداسة، التهذيب والطاعة، جغرافية الجوع، معذبو الأرض، القرد العاري، سرير العرس، تاريخ الشيطان، مجموعة الشر، رجال عنيفون، مثيرو المشكلات، التعذيب عبر العصور، الخوف من الحرية، حديقة الحيوان البشرية، أصل العنف والدولة، دفاعاً عن الجنون، السعي نحو العزلة، المتنمر تحت النظر، خطاب حول العبودية الطوعية، الحرب الباردة الثقافية، خطب الديكتاتور الموزونة، اليمين واليسار في الإسلام، اغتصاب الجماهير بالدعاية السياسية، شخصية العربي في المسرح الإسرائيلي، الصراع العربي الإسرائيلي في مرآة الأدب العربي، طاعة السلطة: نظرة تجريبية، التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الانسان المقهور، اكتشاف الحرية: صراع الإنسان ضد السلطة، المقاومة بالحيلة: كيف يهمس المحكوم من وراء ظهر الحاكم.
- الروايات: 1984، نحن، أعدائي، التطليق، الغريب، الورثة، المهجع، خريف البطريرك، مزرعة الحيوان، العقب الحديدية، الليل والعودة، الرجل-نعم، ملك الذباب، مسحوق العمى، الرجل والنملة، العسكر الأسود، ثورة المشنوقين، ذئب السهوب، الناس والسراطين، من وراء القضبان، صاحب الفخامة الديناصور، الطريق إلى بئر السبع، جسر على الدرينا، مقتل الرجل الكبير.
- المسرحيات: ماري ستيوارت، هاملت، أوديب، الشلال، الكلاب، الغول، الحصان، القرد الكثيف الشعر، الرجل الذي صار كلباً.
- الدواوين: ملحمة جلجامش.
وللكاتب على مكتبتي بالإضافة إلى هذا الكتاب، آخرين، هما: تهويد المعرفة / دفاعا عن الجنون. كما لدي من الأعمال التي قام بترجمتها: كتاب/ تاريخ التعذيب – لمؤلفه/ بيرنهاردت ج. هروود (والذي جاء ذكره آنفاً بعنوان: (التعذيب عبر العصور) / ورواية/ سدهارتا – لمؤلفها/ هرمان هيسه.
لا يسع القارئ وهو يطوي جلدة الكتاب الأخيرة وقد تبصّر بغلو شطحات النفس البشرية، حين تتسلط شهوة التعذيب، ويصبح الألم من أمتع الملذات .. سوى أن يرتل في عجب: ” وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا”
ختاماً أقول: كم كان قلم الكاتب قاسياً يقطر دماً، بقدر ما سطّر من متعة وجاد بثراء أدبي .. فكأنما كان سادياً والقارئ مازوشياً .. رحمه الله.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (33) في قائمة ضمت (105) كتاب قرأتهم عام 2020 تتضمن تسعة كتب لم أتم قراءتها، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (100) كتاب فقط! وهو ثاني كتاب اقرأه في شهر يونيو من بين واحد وعشرين كتاب. وقد حصلت عليه من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية عام 2019 ضمن (80) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض.
لقد كان عام الوباء الذي جاء من أعراضه الجانبية (ملازمة الدار وقراءة أكثر من مائة كتاب)! لم يكن عاماً عادياً وحسب .. بل كان عاماً مليئاً بالكمامات والكتب.
في هذا العام، دأبت على كتابة بعض من يوميات القراءة. وعن هذا الكتاب، فقد قرأته في شهر (يونيو)، والذي كان من فعالياته كما دوّنت حينها:
“كان شهراً حافلاً بالقراءة وإعداد مراجعات الكتب المقروءة .. مع استمرار الحجر الصحي بطبيعة الحال”.
ومن فعاليات الشهر كذلك: كنت قد استغرقت في القراءة بشكل مهووس خلال النصف الأول من هذا العام دون أي فاصل يُذكر، رغم الوقت الذي استقطعه عادة بعد قراءة كل كتاب من أجل تدوين مراجعة عنه! ما حدث في تلك الفترة هو تراكم الكتب التي أنهيت قراءتها من غير تدوين، حتى قررت على مضض بتعطيل القراءة لصالح التدوين .. وأقول “على مضض” لأن القراءة المسترسلة من غير انقطاع بالنسبة لي هي أشبه بالحلم الجميل الذي لا أودّ أن أستفيق منه، لكنني تمكّنت من تخصيص وقتاً جيداً في نهاية الشهر لتأدية عمل الأمس الذي أجلّته للغد.
تسلسل الكتاب على المدونة: 215
التعليقات