الكتاب
فاتتني صلاة: لماذا يحافظ البعض على الصلاة .. بينما يتركها الكثير؟
المؤلف
دار النشر
مؤسسة زحمة كتاب للثقافة والنشر
الطبعة
(1) 2018
عدد الصفحات
208
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
05/14/2020
التصنيف
الموضوع
الصلاة في نداء (حي على الفلاح)
درجة التقييم

فاتتني صلاة: لماذا يحافظ البعض على الصلاة .. بينما يتركها الكثير؟

كتاب رغم قصره فهو عظيم المنفعة .. عن عبادة هي الأعظم في الدين الإسلامي بعد شهادة التوحيد.

يزخر الكتاب بنفحات من روحانية ما تجدد الطاقة الإيمانية للمحافظ على صلاته، وهو لا يتخلى عن المقصّر في حقها .. من يؤخرها أو يجمعها أو يتهاون في خشوعها أو لا يقيمها في الأساس! فيشحذ همته ليعزم أمره ويستدرك ما فاته من فضلها العظيم .. في أروع ما تكون النصيحة الخالصة، وفي ضرب الأمثال التاريخية والمعاصرة، ورسم المنهج السليم للحفاظ عليها، وغرس قيم التواضع والتقوى وحسن الظن بالله.

وعلى الرغم من المادة الدينية الصرفة للكتاب، فقد جاءت في قالب أشبه إلى حد ما ببرامج التنمية البشرية، لا سيما من خلال عرض المؤلف لتجربته الشخصية، وطرح المشكلة بمنهجية ابتداءً من الاعتراف بها ومن ثم التدرج في وضع ما يناسبها من حلول، واقتراح الحلول الواقعية والعملية التي تتمثل بشكل أساسي في الانضباط، والتشجيع على اتباع بعض العادات السليمة، كالاستيقاظ باكراً والمشي نحو المسجد، ومواجهة التحديات اليومية التي قد تعمل -رغم الصعوبات- على تجديد الإيمان، كحكمة كامنة .. كل هذا في لغة واضحة وسلسة وإيجابية، تعتمد أسلوب الترغيب بصورة أوضح، وهو الأسلوب الذي غفل عنه الكثير من دعاة الدين لصالح أسلوب الترهيب الذي ما عاد يُجدي في حال المفاضلة بين الأسلوبين!.

وبينما يُقرأ الكتاب من عنوانه، جاءت صفحة المحتويات مفصّلة في خمسة عشرة موضوعاً للبحث في تساؤل الكتاب الرئيسي الذي جاء كعنوان فرعي له بـ “لماذا يحافظ البعض على الصلاة بينما يتركها الكثير؟” .. وهي كما يلي:

  • فاتتني صلاة
  • يوماً ما
  • قبل أن تصلي
  • أنت أفكارك
  • الصفة المعجزة
  • ألك حاجة؟
  • دواء العادة
  • كن صباحاً
  • بيت هناك
  • وترتيبها
  • حماقات ارتكبتها
  • لا طاقة لك
  • واصطبر عليها
  • هكذا عرفته
  • خاتمة عاشق

… ومن حكمتها، أسرد على طريقة رؤوس الأقلام في الأسطر التالية، ما علق في روحي منها بعد القراءة، وقد حصد بها الكتاب رصيد أنجمي الخماسي كاملاً:

  • الصلاة عماد الدين ولا إسلام بلا صلاة
  • سر السعادة يكمن في المحافظة على إقامة الصلاة المكتوبة في أوقاتها
  • من عرف الله حق المعرفة كما يليق بمقامه جلّ وعلا، ما ترك الصلاة أبداً
  • للناجحين في الحياة عادات تتشابه، وللمحافظين على الصلاة عادات تتشابه كذلك .. وهي أصل الفلاح
  • يخلق غير المحافظين على الصلاة أعذاراً تلو أعذار في انتظار اليوم الذي سيُصلح فيه حالهم، وكأنه قدر مرتقب، لا كأنه نية وعمل
  • أنت نتاج أفكارك، فالأفكار الإيجابية تخلق لك واقع حسن، والعكس صحيح! لذا، دع عقلك يخلق لك أفكاراً تعينك على الصلاة، لا أن يخلق لك الأعذار في تركها أو تأخيرها
  • سكينة القلب هي ثمرة الخشوع في الصلاة، ومن غير الخشوع تصبح الصلاة عادة لا عبادة
  • مناجاة الله، واستشعار كل ركن من أركان الصلاة بما فيه من تلاوة وذكر وقيام وقعود، يتحصّل بهما فضل الصلاة
  • “اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا” هو دعاء مأثور عن النبي ﷺ وهو منهج عملي للنجاح في الحياة .. وإنما صلاة الفجر تعمل عمل المعجزات
  • النوافل والسنن الرواتب من غير الفريضة، ضمان لبيت في الجنان .. وهي حصن، وهي حرز، وهي رضا وقربى من الله
  • جدولة العمل اليومي وترتيب الأولويات يجب أن يتم وفق مواقيت الصلاة، لا أن يتم توقيت الصلاة وفق جدول العمل اليومي والأولويات الأخرى
  • رصيد الحماقات السابقة إنما هو خبرة متراكمة من الأخطاء والتجارب والدروس، فلا يجب تكرار الخطأ بل الاعتماد عليه في تحسين جودة الحياة .. كذلك الصلاة، فغلبة وسوسة الشيطان مرة إنما هي فرصة لمعرفة السبب وتجنب تكراره
  • الوضوء كشرط للصلاة هو كذلك طهارة جسدية وفائدة صحية في الوقاية من الأمراض .. السير نحو المسجد كفضل يستحق الأجر هو كذلك رياضة حيوية ومهدئ للأعصاب، الركوع والسجود ركنيين أساسيين هما كذلك تمارين تقلل من آلام الظهر وتنظّم العمليات الحيوية، مواقيت الصلاة المفروضة هي كذلك فرص لتجديد الطاقة الروحية وتعزيز السلام الداخلي
  • الصلاة برنامج حياة .. تؤتي أكلها باستمرار المواظبة عليها، ما بقي الإنسان

ومن عبق الروحانية، أقتبس في نص خاشع ما ورد في الصلاة التي ينهزم أمامها كل سوء (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) كما يلي:

“أحب دائماً أن أذكر نفسي بعبارة (إلا المصلين) وهي الآية التي وردت في سورة المعارج: (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ). فكلما شعرت بالحزن أقول (إلا المصلين) فالحزن لن يستطيع أن ينال مني ما دمت أصلي، وعندما يضيق صدري أقول (إلا المصلين) فأطمئن أن الله تعالى سيشرح صدري ما دمت أصلي، وحين يصيبني التعب أقول (إلا المصلين) لأن الصلاة قوة، وكلما أسبغ الله علي من نعمه أقول (إلا المصلين) فأتذكر أن الفضل كله الله تعالى”.

على الهامش، أستحضر وأنا أنشر هذه المراجعة حملة التشويه المغرضة التي طالت الكتاب باعتباره يحمل في مادته من التصوف وعلم النفس وعلم الكلام وأسماء بعض الرموز ما يجعله بدعة وجب التحذير منه! وقد تمكّن أصحاب ذلك الفكر الظلامي من منعه رسمياً في بعض الدول الإسلامية. ولقد صادفت أحد أصحاب دور النشر في معرض للكتاب بإحدى المدن العربية حين استفسرت عما دار في منعه، فأفاد بأن تلك المحاولات بائت بالفشل وها هو يُعرض رسمياً في المدينة الراعية للمعرض .. وبعد أن حصلت عليه، قرأته من الجلدة إلى الجلدة في جلسة واحدة كانت كفيلة بشحذ طاقتي بالبركة، فوق البركات والرحمات المتدفقة في استهلال العشر الأواخر من رمضان عام 1441 .. لم أدع الخير يقف عندي، فقررت فيما بعد أن اشتري منه نسخاً كثيرة بغرض التوزيع الخيري .. وفعلت! وإنه بالفعل يستحق.

ختاماً، يروى في الأثر أن النبي ﷺ كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة .. وإن هذا الكتاب خير معين!.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (26) في قائمة احتوت على (105) كتاب قرأتهم عام 2020 تتضمن تسعة كتب لم أتم قراءتها، رغم أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (100) كتاب فقط! وهو أول كتاب اقرؤه في شهر مايو من بين سبعة كتب .. وقد حصلت عليه في نفس العام من معرض للكتاب بإحدى المدن العربية ضمن (90) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض!.

لقد كان 2020 عام الوباء الذي جاء من أعراضه الجانبية (ملازمة الدار وقراءة أكثر من مائة كتاب)! لم يكن عاماً عادياً وحسب .. بل كان عاماً مليئاً بالكمامات والكتب.

وفي هذا العام، دأبت على تدوين بعض من يوميات القراءة .. وعن هذا الكتاب، فقد قرأته في شهر (مايو)، والذي كان من فعالياته كما دوّنت حينها:

يُختم شهر رمضان المبارك .. مع استمرار الحجر الصحي“.

تسلسل الكتاب على المدونة: 209

تاريخ النشر: مايو 26, 2022

عدد القراءات:712 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *