رواية تتحدث عن العلاقة المثلية المستترة بين النساء العربيات، لا سيما وأن المجتمع العربي المحافظ في ظاهره على يقين بما يصول ويجول بينهن، وما يعتمل من صراع في ميولهن التي تمثّلها بطلات الرواية السحاقيات خير تمثيل!
يأتي عنوان الرواية اقتباساً عن نرجسية إحدى البطلات التي عشقت نفسها حتى الثمالة، والتي كانت تقول “ولأنني أحببت نفسي، أحببت أن أعرفها .. ولا تتم المعرفة إلا عن طريق خوض علاقة مع الجنس ذاته”. حيث تعتقد أن امتلاكها لنفسها لا يكون حقيقياً عن طريق الجنس الآخر، إنما هو أعمق وأشمل عندما يكون من نفس الجنس .. وكأنها علاقة مع الذات!.
وعلى الرغم من موقفي الصارم تجاه هذا النوع من الأدب فضلاً عن ظاهرة المثلية في حد ذاتها، فقد اعتقدت أن اقتحام أسواره بأسلاكه الشائكة ورصد الوقائع بالعين المجرّدة، سيشكّل تصوّراً أكثر وضوحاً، وسيمكّن من تكوين رأي وفكر وموقف أكثر صدقاً وموضوعية! حيادياً، وبمنأى عن موقفي هذا، فقد وجدت الرواية فارغة من الأحداث والمواقف والآراء والأفكار التي كان من شأنها أن تحدّث عن الظاهرة في قالب روائي يدور أحداثه بين مجموعة من النساء الشاذات جنسياً، فضلاً عن السطحية والثرثرة واللقاءات الاعتيادية التي كانت تقطعها خواطر يستعرّ بين سطورها شبق شهواني، تقذف بسهامه الملتهبة البطلة سهام.
ومن الرواية التي لم تستحق سوى نجمة واحدة من رصيد أنجمي الخماسي، لمتفرقات حسنة جاءت بها من هنا وهناك، أقتبس في نص مشتعل ما جاء في تحليل حقيقة المثلية على لسان إحدى بطلاتها المنافحات (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) كما يلي:
“أظن أن كل كائن بشري هو مزيج من العنصرين، الأنثوي والذكوري، وهذا المزيج يختلف بين شخص وآخر، ولهذا السبب فإن الرجل مثلاً الذي يتشكل كيانه من كمية معينة من الذكورة ومن كمية أخرى من الأنوثة، يبحث في الآخر عما ينقص ذكورته كي تصبح هذه الأخيرة وحدة مكتملة، وهذا يعني أن ما يجذبه في المرأة ليس ما عندها من أنوثة بقدر ما عندها من متمم لذكورته، وهكذا الأمر عند المرأة أيضاً. إذا كان هذا التحليل صحيحاً فهو يفسر العلاقات المثلية إذ أن جنس الآخر ليس مهماً بقدر ما هو مهم اكتمال الشبيه. قد يكون التكامل هذا داخل الجنس الواحد كما عند السحاقيات واللواطيين، وقد يكون بين الجنسين كما هو الشائع والمعروف”.
جاءت خاتمة الرواية المقتضبة كرسالة تؤكد على أن العلاقة السحاقية قد تطال كل الفئات الأنثوية، فلا تُستثنى المراهقة، ولا العجوز، ولا المتزوجة، ولا أم البنين، ولا أستاذة الجامعة …..!! غير أن الاعتبارات القيمية والمكانة الاجتماعية قد تلعب دوراً بارزاً في المراوغة والكبت وتعزيز فنون الاستخفاء والاستغفال والاستغباء .. حتى حين.
ختاماً، قد يكون للارتباط الروحي معنى أكثر سمواً من الارتباط لمجرد التكاثر، ومن رفضه في سبيل الحرية وإيثار الوحدة، حيث: “غالباً ما نفضل المشاركة المزعجة على الوحدة الصعبة والقاتلة إن لم تكن مطلباً واعياً لتحقيق الذات” .. كما ورد بين أحاديث الرواية!.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الرواية (71) في قائمة ضمت (85) كتاب، قرأتهم عام 2019 تتضمن أربعة كتب لم أتم قراءتها، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (80) كتاب فقط! وهي سادس ما قرأت في شهر نوفمبر من بين ثمانية كتب! وقد قرأتها بنسخة إلكترونية رغم موقفي المضاد للكتب الإلكترونية، وذلك لأنني لم أفكر في اقتنائها ورقياً بسبب موضوعها الذي لا أجده يستحق .. وقد شدّني الفضول لقراءتها عندما جاء ذكرها عرضاً وأنا اقرأ في إحدى الكتب التي تعني بحقوق المرأة!.
ومن فعاليات الشهر: حضرت معرض للكتاب في إحدى المدن العربية والذي خرجت منه بحصيلة رائعة من الكتب لا سيما تلك التي كنت أبحث عنها منذ زمن، وكتّاب وزبائن وبائعين، وأصحاب قدامى، ومعرفة طيبة مع أناس قابلتهم للمرة الأولى .. تركت لي جميعها ذكرى لطيفة.
تسلسل الرواية على المدونة: 180
التعليقات