الكتاب
مذكرات طفلة
المؤلف
دار النشر
دار الساقي
الطبعة
(1) 2015
عدد الصفحات
111
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
11/12/2019
التصنيف
الموضوع
أسئلة طفلة وجودية تنتهي بموتها وهي عروس قاصر
درجة التقييم

مذكرات طفلة

مذكرات طفلة منحها معلّم اللغة العربية عليها صفراً بينما منحها القرّاء النجوم!! ما من شك في أن طغيان النزعة الذكورية التي صاحبت معلم أتخمه الغرور الأحمق في زمن بائد، هو ما دعاه لأن يستفرغ لوثته على كل ما من شأنه أنثوي المظهر والجوهر، غير أن القدر يداول أيامه بين الناس، ويأبى .. فيُخرج من أصلاب أولئك الناقصين من يعيد للطفلة اعتبارها ولو بعد الفوات والممات!

تجرف الكاتبة المثيرة للشجن والجدل معاً المشاعر المتضاربة في مذكراتها، وهي تعلو وتهبط في تفاصيل حياة تلك الطفلة المحبّة للحياة، وألوان عشقها الفطري للأرض والشمس، والتباين الواضح في حب الأبوين لها وحب الأهل، والخوف المصاحب لها من العفاريت والموتى …، والكثير من التأملات والتساؤلات التي لم يكن يقابلها جواب، أو جواب لم يكن يروي غليل التعطش الفكري الذي تفتّق ذهنها عليه باكراً .. تلك التساؤلات الوجودية على طُهرها يحكم عليها المجتمع الأبوي بالإعدام، وذلك حين تأتي اللحظة الحاسمة التي تُختم بها المذكرات في سطورها الأخيرة، وتُدمي القلب والروح معاً!.

أما كاتبة المذكرات، فلا تُخفي تعجّبها بعد مرور خمس وأربعين عاماً من تلك الكتابة التي جاءت على هذا القدر من العمق وقد كانت في سن مبكّرة جداً، وهو التعجّب الذي يقابله قرّائها بالإجلال .. فلولا الصدق الذي ما برحت تنادي به وتعتنقه قبل أي شيء، لما تواصلت المذكرات بعد مضي العمر بنفس القدر من الإحساس والقيمة والجمال والحكمة.

إنها د. نوال السعداوي (1931 : 2021) الرائدة في مجال حقوق الإنسان، وحقوق المرأة على وجه الخصوص. تخرجت في كلية الطب جامعة القاهرة عام 1955 وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة. وبالإضافة إلى ممارسة مهنة الطب، تقلّدت مناصب مرموقة في بلادها، كمنصب الأمين العام لنقابة الأطباء، ومنصب المدير العام لإدارة التثقيف الصحي في وزارة الصحة، ورئاسة تحرير مجلتي الصحة والجمعية الطبية، وساهمت في تأسيس الجمعيات الحقوقية، كما حصدت جوائز عالمية، وتُرجمت أعمالها العلمية والفكرية والروائية إلى أربعين لغة.

ومن المذكرات التي تصيب ثلاث نجمات من رصيد أنجمي الخماسي، أقتبس في نص طفولي ما ورد في طُرق التعليم المدرسي البائس في بلادنا العربية، والتي تقوم أساساً على الحفظ والتلقين لا الفهم والتحليل (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) كما يلي:

“وكان أبوها قد أحضر لها مدرساً خاصاً إلى البيت، يهز رأسه وهو يقرأ قواعد النحو كأنه يرتل القرآن، ولسانه ثقيل، ويغمض عينيه ويفتحهما ثم يغمضهما ويفتحهما، وهو يردد: أأأأأأأأفهمت؟ فتقول سعاد: لا، فيرمش المدرس بعينيه قائلاً: ليس من الضروري أن تفهمي، عليك بالحفظ”.

رحم الله الطفلة سعاد .. والروائية د. نوال السعداوي!

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

من الذاكرة: جاء تسلسل المذكرات (69) في قائمة ضمت (85) كتاب قرأتهم عام 2019 تتضمن أربعة كتب لم أتم قراءتها، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (80) كتاب فقط! وهي رابع ما اقرأ في شهر نوفمبر من بين ثمانية كتب .. وقد حصلت عليها من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية عام 2018 ضمن (140) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض.

ومن فعاليات الشهر: حضرت معرض للكتاب في إحدى المدن العربية والذي خرجت منه بحصيلة رائعة من الكتب لا سيما تلك التي كنت أبحث عنها منذ زمن، وكتّاب وزبائن وبائعين، وأصحاب قدامى، ومعرفة طيبة مع أناس قابلتهم للمرة الأولى .. تركت لي جميعها ذكرى لطيفة.

تسلسل المذكرات على المدونة: 179

تاريخ النشر: مايو 7, 2022

عدد القراءات:730 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *