لم يأت عنوان النصوص ليتوعد بجزاءً وفاقا ..
بل هو حديث عين لعين حين صمت القول
بين عتب مستتر
أو شوق مكبوت
أو سحر يرمي بشرر.
تهدي النصوص فيمن أهدت “الروح البعيدة القريبة” ..
تعبير به من الألم بقدر ما به من الأمل، غير أنه يرادف شعور الخواء في نص شاعر الوطن والثورة محمود درويش حين نزف قلمه فجاد بالمأثور: “هو الغائب الذي لا يأتي .. وأنا المشتاق الذي لا ينسى” ..
يستطرد صاحب النصوص مرحبّاً بالنقاش على بصيرة .. متفقاً أو معارضاً، وفي تحد على ما يبدو، ليبدو مستسلماً تارة أخرى أمام العقول ذوات الأقفال، وقد اتعظ بحكمة من أوجز وأبلغ حين قال: “لا تجادل السفيه فـيستدرجك إلى مستواه، ثم يغلبك بخبرته في الجدال السفيه”.
تحظى النصوص بنجمتين من رصيد أنجمي الخماسي! وعلى سبيل المجاراة الشعرية .. وفي مقتطفات، تأتي نصوصي لتنحت جمالاً يصطف موازياً أو متنافرا -كما شاءت- إلى جانب نصوص الديوان الصغير في اقتباس تركوازي (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) كما يلي:
ملاحظة: الرقم المشار إليه هو رقم الصفحة المذكور فيها النص
- نص 9: الحرص والإهمال .. وجهان لعملة الهلاك. وللشغوف أقول: لا تبالغ في رعايتك .. فكثرة السكر قاتلة.
- نص 11: هي كأمه .. أنفاسها مدعاة للوسن. ولآدم أقول: أوعيت إذاً لماذا سُميت حواء بـ (السكن)؟
- نص 14: مجرد دعوة .. فقد يلين الحديد! وإن “المشوار المستحيل يبدأ بـ (دعوة)”. وللعاشق ذو الحيل أقول: أهي القهوة حقاً؟ بل إنها حجة .. وعيناي هي اللقاء.
- نص 15: اقرأ ما بين السطور .. فقد يكون ما تبعثر من كلمات، شظايا لبركان سيتمكن بعد أن يتمسكن!.
- نص 20: يختزن البحر في جوفه ما فاض عن جوفنا، فـ “نعود وقد أفرغنا دواخلنا المنهكة فيه .. نعود وقد هدأ جوفنا لما ألقينا في جوفه”. ولها أقول: اهدري نهر عينيك في البحر .. لا عليك!.. فالبحر يُغرق كل ما يلقى فيه.
- نص 24: فوات الفعل كفوات القول .. وقد يتضاعف الندم في موقف غلب الصمت القول.
- نص 26: قد يفعل الاختلاف ما لا يفعله الاتفاق.
- نص 27: عند نقطة ما لا تأتي صدفة .. قد تبدأ البدايات من جديد! فلقد: “تعطلت الساعة منذ آخر لقاء لنا .. توقف وقتي .. أرفض خلع ساعتي أو تغيير مشاعري”. وأقول عنها: وكأنها لحظة ميلاد جديدة حين أبصرَته متوشحاً بالشيب .. وعمرها يطرق أبواب الخريف!.
- نص 28: عندما تعتن بنفسك وتعود لمن ينتظرك في أقرب وقت .. هو “من مبدأ (رد الأمانات لأهلها)” كذلك!. وأقول له: عندما ترحل، استودعك أنت، فاعتن بنفسك .. وبخافقي الذي رحل معك.
- نص 31: عجباً كيف ذاك يقطع الوصل، ثم وبذكر المحاسن يطالب!. ولناكر العشرة أقول: لا تندبني بعد موتي، ووصلك في حياتي كان مبتور.
- نص 33: تساؤل: أهي قطعة مفقودة اكتمل بها البناء الثمين؟ أم روح خلدت إلى سكنها بعد تيه؟ وأقول: بل هي (جنود مجندة) .. فسمّها ما شئت!
- نص 36: وهل الجمال يحسده عشّاقه؟ وأقول: قد يكون؟ فالمحب ينظر بعين كليلة!.
- نص 37: حين “تكون بينهم ولست معهم” .. خاطرة تحمل “بلاغة روحية”. وأقول: وليس كل الأحياء كذلك!.
- نص 38: دعوت ربي أن يصرف عني برحمته شر ما قضى .. ففعل!.. ولم تعد حولي.
- نص 44: متى ألقاك؟ والصبر فاض صبره .. وسؤال كـ “يأس يبحث عن أمل”. وأقول: متى ألقاك؟ وعزائي الليل، حين يأخذني الحنين إلى هناك .. حيث قلبي يشتاق.
- نص 48: صوتها عنده أشبه بخيال .. آه لو حظى بعناق!. وأقول: صوته كربيع، لم أشهده إلا في الغربة.
- نص 62: بين أشلاء صندوق الذكريات، وجوه استعصت على النسيان، ووجوه أخرى وكأنها لم تكن. ولمن باع وخسر ثم جاء إذ ندم أقول: كن مخلصاً للغدر، فقد أخلصت للنسيان.
- نص 95: منطوية، غليظة الخلق، شحيحة الكلمة والعشرة .. ليست أخلاق سوء، بل هو مجتمع الكبت والسمعة والرياء .. “فليستتر قلبك الطيب عنهم”. أما أنا فأستزيد وأقول: بل هو زمن تعيشه .. لا يشبهها.
- نص 98: ما الجحود؟: “رصاصة الرحمة القادرة على قتل الرجل في ثانية واحدة تُعرف بـ (الجحود)، ولسوء الحظ، فإنها الخصلة الوحيدة التي لا تستطيع النساء التخلي عنها” .. وأقول: إن جحود الإحسان وكفران العشرة وخيانة الميثاق الغليظ .. لهي الجينات المتأصلة في حمض الرجل النووي، في تسلسل معقد لشيفرة وراثية منذ عهد أبوه آدم. ثم يأتي ليتنطع على حواء التي لم يكن لها ذنب سوى مرافقته في جنة غادرتها حين (عصى وغوى).
- نص 106: يترصع الليل بكلمات كأنجم تأفل مع أول بصيص للنهار. وأقول: أما قرأت في محكم الكتاب: “وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ”؟
- نص 111: “كالأطفال” .. تبقى الأرواح طاهرة في أصلها، مهما أفسدتها المواقف. لذلك أقول: .. وفي خضم خصامنا، كان يراني ابنته، وكنت أراه أبي .. ولعينيه كتبت.
نجوى:
ليست ممن تسهر للنجم .. فتعدّه عدا
بل تراه -إن رأته- سديماً من هيدروجين وعناصر أكثر ثقلا!
هكذا نشأت
حتى عليه أصبحت
لكنها علمت
بأن وسم الفضيلة يلحق بصاحبه إن أقرّ بالحق!
أهو إهداء الكاتب الذي تمنى لعينيها ما تمنى القلب
قد أيقظ شعور في اللاشعور قسراً أحالته؟
أم إنها نصوص لامست قلباً خاويا
فتمكنت؟ ..
ليجود في برهة عن نصوص أخرى
انقطعت حتى أصبحت
مجرد نصوص تقابل نصوص
حبيسة الورق
كما الروح في جسد
اعتاد الموت كل يوم ..
لكنه كقدره .. طويل الأمد
تنويه بالخط العريض:
… ما سبق من سطور لا يرتبط شخصياً بي ككاتبتها
لكنه قلمي الذي اعتاد أن يرتاد كل بستان .. ليرسم زهرة من هناك.. ومن ها هنالك شوك صبّار!
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (82) ضمن قائمة من (85) كتاب قرأتهم في عام 2019 تتضمن أربعة كتب لم أتم قراءتها، رغم أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (80) كتاب فقط .. وهو تاسع كتاب اقرؤه في شهر ديسمبر من بين اثنا عشر كتاب.
أما عن اقتنائه، فقد حصلت عليه من معرض للكتاب بإحدى المدن العربية في نفس العام ضمن (80) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض.
من فعاليات الشهر: لا شيء مميز يُذكر فيه سوى مسابقة الزمن في قراءة ما خصصته من كتب لهذا العام وقد شارف على الانتهاء! أما عن فعاليات الشهر السابق له واللاحق له، فقد حضرت معرضين للكتاب بمدينتين عربيتين، وحصلت في مجملهما على 170 كتاب .. ولعل الوقت يتسع لقراءتهم من غير تأخير!
تسلسل الكتاب على المدونة: 95
التعليقات