قراءات عام 2025

قراءات عام 2025

… لقراءة المراجعة الكاملة لكل كتاب (يرجى الضغط على صورته) …

…………………………………………………….. يناير 2025 ……………………………………………………..

.
1 * * * الأنثى المعبودة عبر التاريخ
كتاب يتتبع المسار التاريخي لتجسد الأنثى كآلهة أو ربّة خالقة .. حتى الانقلاب الذكوري الأخير، يؤزه المقدس! والمؤلف في هذا يبدو حساساً نحو التفرّد الأنثوي عبر الميثولوجيا في التاريخ الحضاري للبشرية، وقدرة الأنثى الإبداعية وحيويتها الروحية في الخلق والتبصّر والتطور، والترقي الإعجازي في فضاء الربات والأرباب .. الرؤية التي تدفعه دوماً لتحريض النساء -وقد عمل محاضراً في كليات النساء لمدة أربعة عقود- على أن يتصدرن لرسم ملامح المستقبل الأنثوي .. وهو يكرر مقولة الشاعر جوته في مسرحيته فاوست: “إن الأنوثة الخالدة تشدنا إلى أعلى”
.
2 * * * في رفقة الملائكة
في هذا الكتاب الذي يبدو مع السطر الأول خارق للعادة، تُخبر مؤلفته الإيرلندي بعفوية وثقة منقطعة النظير عن رفقتها للملائكة منذ نعومة أظفارها .. تحدثهم كل يوم وهي تراهم رأي العين، كوضوح رؤية باقي البشر! لقد كانوا لها بمثابة معلمين وأصدقاء، ولا يزالون كذلك حتى اليوم .. ورغم تنبيه أولئك الملائكة في صغرها بعدم إفشاء خبرهم لأحد، فقد تحدثت لورنا بشأنهم معها في كتابها الأول (الملائكة في شعري) الذي أصدرته عام 2008، والذي تمت ترجمته إلى أكثر من ستة وعشرين لغة وبيع في أكثر من خمسين دولة
.
3 * * خلوة النفس والاختلاط بالآخرين
كتاب لطيف في تطوير الذات من وجهة نظر مؤلفته وتجربتها الشخصية، والتي هي في الحقيقة كاتبة ناشئة، تقرأ وتكتب بشغف وتنشر مقالاتها على منصة عالمية، والتي حظيت بأكثر من أربعة ملايين مشاهدة. وكما اختارت عنوان كتابها، فهي تصف القدرة على (البقاء وحيداً) بـ (فن) .. في حين اعتبرت (العزلة) بيتها و (الوحدة) قفصها .. فترسم لذلك خطاً فاصلاً بين ما يُعتبر (عزلة) و (وحدة)، كما بين ما هو إيجابي وسلبي .. وبين التوازن في مصادقة النفس ومنحها حقها من الخلوة من ناحية، وبين الاختلاط الطبيعي بالآخرين من ناحية أخرى .. وهو الكتاب الذي تهديه إلى كل حبيس عقله، كما خطت في بدايته
.
4 * * * * * الصحة بين الخرافة والحقيقة
هنا حصيلة (خرافات) طالما تم اعتمادها طبياً كـ (حقائق) جاءت -كما تعارف- نتاج دراسات علمية وأبحاث رصينة .. وذلك على ذمة مؤلف الكتاب الذي يعمل كطبيب منذ أكثر من عقد من الزمان، وعاين أكثر من عشرين ألف مريض، وبحث فيما اعتبره (أساطير طبية وأكاذيب صريحة) يرويها الأطباء عادة لمرضاهم. يُقرأ كتابه -الذي أثار حفيظة الكثير من أقرانه- من عنوانه حرفياً .. فهو يكشف عن (أكاذيب أخبرني بها طبيبي)، ويحذر عنوانه الفرعي من (خرافات طبية قد تؤذي صحتك). ففي رأيه، غالباً ما يستند الأطباء في نصائحهم على القليل من البحث أو لا شيء على الإطلاق، وغالباً ما يقومون باتخاذ خيارات الوصفات الطبية بناءً على إعلان دواء أو بيانات سطحية نقلها مندوب مبيعات لشركة أدوية، وهو يؤكد على أن الحقائق العلمية التي من شأنها دعم بعض نصائح الأطباء، قليلة بدرجة صادمة
.
5 * * * رأي أديبة في الشعر الحديث
في خريف 1931، تبدأ الأديبة الإنجليزية (فرجينيا وولف) بالعمل على مسودة خصصتها للرد على سؤال شاعر شاب يُدعى (جون ليمان 1907 : 1987) كان أحد قرائها الذي همّه رأيها حول الشعر الحديث .. المسودة التي حملت رأي ثاقب رغم قصرها، فخرجت للنور في نهاية المطاف كمقالة تحمل عنوان هذا الكتاب. لذا، تفصّل فيرجينيا -والتي عُرفت كنسوية لا تتملق أحد- في طرحها عن الشعر والنثر والرؤية الشخصية لكل شاعر فيما يكتب، متضمناً تأملاتها الخاصة حول الشعر كفن، والغرض منه، ومكانته في الأدب الحديث، والتحديات المنوطة به
.

……………………………………………………. فبراير 2025 …………………………………………………….

.
6 * * * * فساد الحياة ومحاولة إصلاحها .. فلسفياً
فلسفة تشاؤمية تصف الواقع من منظور النصف الفارغ من الكأس، أو بالأحرى .. إن الواقع هو هكذا، فليس الوصف تشاؤمياً في حد ذاته بقدر ما أنه واقعي في عرض الوجه الآخر للحياة على حقيقته! يسلط هذا الكتاب الضوء على جملة من آراء الفيلسوف الألماني (آرثر شوبنهاور) الصارمة، حول كوميديا الحياة في سخفها وزيفها وفسادها، ورؤيته الشخصية في محاولة إصلاحها، والتي انتقاها من كتابه الأخير (الملحقات والمحذوفات) مؤرخ أمريكي يُدعى (توماس بيلي سوندرز)، والذي وجده يقول في موضوع (الحِكَم): “الحكمة النظرية وحسب والتي لا تمارس، مثل الوردة المزدوجة، تبهج الآخرين بألوانها وعطرها الجميل، لكنها تذوي وترحل بلا بذور” .. وهو الفيلسوف الذي كان الوجود الإنساني برمته شغله الشاغل، حتى قال: “إذا لم أجد شيئاً يقلقني، فهذا في حد ذاته يقلقني”
.
7 * * * * تشاؤم فيلسوف شاب
كتاب يرسم أشباح فلسفة تشاؤمية تنظر للحياة من خلال سواد الليل البهيم الأشد تشاؤماً وسوداوية! أما وعلة هذه الأشباح الفلسفية، فأمر آخر، لا سيما وصاحبها كان يبلغ الثانية والعشرين فقط من عمره حين تصدى لها! فحين ينهي الفيلسوف الروماني المولد الفرنسي الإقامة (إميل سيوران) دراسته الجامعية، ويتملكه ذلك الزهو برطانته الفلسفية المبكرة تجاه من يتحدث بلغة عادية في نظره، يحدث ما لم يكن في الحسبان ويعرّض الفيلسوف الشاب لانقلاب داخلي يحطّم مشاريعه المستقبلية ويخطط له بأخرى! فقد ابتلي بأرق لا منقطع ككارثة بامتياز .. عدم لا يقطعه هدنة .. فردوس خُصص للتعذيب .. غياب إجرامي للنسيان .. ما جعله يسرح في الطرقات الخالية تارة ويخالط المنعزلين والمنحرفين تارة أخرى -وقد عدّهم “رفاق مثاليون خلال لحظات القلق المستبد” .. حتى أدرك في جهنمية تلك الليالي الظلامية بمدى بطلان الفلسفة
.
8 * * * الإنسان الممزق بين التاريخ والمثاليات
كتاب آخر عن الواقع الوجودي من وجهة نظر فيلسوف تشاؤمي، لا محل فيه للطوبائية ولا للفراديس ولا للأنظمة السياسية الوضعية! إنه الفيلسوف الروماني المولد الفرنسي الإقامة (إميل سيوران) الذي اصطبغت فلسفته بالتشاؤمية المفرطة حد مراودة نفسه الانتحار، بحيث عدّ كل ما في الوجود مجرد كذبة .. بالعزلة التي ارتضاها وبالنشوة التي التمسها، وقد استثنى منها الموسيقى .. إضافة إلى تأثره بالفلسفات الإغريقية والشرقية والميثولوجيا الدينية. لا يمنع هذا من عدّه مفكّر ذو نظرة ثاقبة، لا يتوارى في نظرته السوداوية خلف مسميّات مبهمة مصطنعة كبعض أقرانه الفلاسفة، بل إنه يُفصح عن جواهره المظلمة، وبكل فجاجة
.
9 * * * اليأس كطريق مختصر نحو الموت
يعرض هذا الكتاب من جانب واحد، فلسفة مركبة عن مفهوم اليأس في نظر فيلسوف معتنق للمسيحية، قد تكون مزيجاً من رؤية وجودية عميقة وتحليل نفسي وبصيرة لاهوتية، وهي تنطوي على فكرة مشوقة ومثيرة للانتباه ومدعاة للتفكر .. بينما يتصدى من جانب آخر لمفهوم الخطيئة كما جاءت بها المؤسسة المسيحية -لا المسيحية- في نظره أيضاً، دون أن يبدو مهرطقاً أو مرتداً، بل كم يبدو أنه يثير حفيظة أتباعها في التشكيك بتلك المعتقدات التي شابها الكثير من تشوهات المعنى، وطالها الحذف والإضافة والتعديل بصورة عبثية
.
10 * * * الأخ والأرض في قصة من فلسطين
ليست الحياة قبل نكسة 1967 كما هي بعدها! فبينما تتسلل حينها امرأة فلسطينية شابة إلى قريتها (كفر راعي) في قضاء جنين، عائدة من المنفى عبر مجرى نهر الأردن مشياً على قدميها، وهي تجرّ خلفها أطفالها الثلاث الجائعات، في تحدٍ لتقارير الحرب المعلنة، ورغم المخاطر التي لم تكن لتُحمد عقباها آنذاك، وهي عازمة على الاحتفاظ بأرضها مهما كلف الثمن .. تستكمل ابنتها الكبرى (سيرين صوالحة) قصّ ما جرى فيما بعد من أحداث على مدى عقود، تضاءل فيها نصيب الفرح لكل فرد من أفراد العائلة البالغ عددهم ثلاثة عشر إضافة إلى الوالدين، لصالح الشقاء، بينما توجّهم جميعاً شرف التمسك بالأرض حتى آخر رمق .. الأرض التي زرعوها وحصدوا ثمارها، والتي من جانب آخر ارتوت بدم ابنهم الشاب (إياد) الذي انخرط في أعمال المقاومة المسلحة ضد العدوان، حيث جاء عنوان القصة يمثلهما خير تمثيل (أخي .. أرضي: قصة من فلسطين)، وهي القصة العائلية التي لا بد وأن تتقاطع مع الكثير من قصص كفاح العوائل الفلسطينية التي تشكل في طابعها العام تاريخ فلسطين تحت نير الاحتلال الصهيوني على أرضها التاريخية
.
11 * * تعذيب بشع في سجون برازيلية
يروي هذا الكتاب المصنّف ضمن أدب السجون واقعة حقيقية لتعذيب سجين بريء، جاءت كنموذج بشع عن سجون التعذيب في جمهورية البرازيل، والتي ادعى وزير العدل فيها آنذاك (ألفريدو بوزيد) بخلوها من التعذيب! وبينما يروي هذه الواقعة الكاتب والمحامي (هنريكي شنايدر) ضمن ثلاثية (الديكتاتورية)، والتي تفوز بجائزة (بارانا) للمسابقات الأدبية الرئيسية في البرازيل، فإن (راؤول دوس سانتوس فيجيرا) البالغ من العمر خمسة وعشرين عاماً، المصرفي النموذجي، والمحطّم بعد تجربة حب فاشلة .. هو ضحيتها
.
12 * * * * إبداعات أديب عاشق للكتب
كتاب آخر حول إبداعات ألبرتو مانغويل، جاءت هذه المرة من خلال مجموعة حوارات أدارها معه عدد من الصحفيين في الشرق والغرب، يبثّ فيها كعادته ولعه العارم بالكتب وافتتانه بعالمها اللامحدود، مع الكثير من خواطره وفلسفاته وعصارة أفكاره، وأشياء أخرى ما بين سطور عالم يراه كتاب كبير .. وذلك على حساب ما يصرّح به عادة من معلومات متفرقة حول حياته الشخصية، والتي لا يُعرف عنها سوى أنه كان ابناً لديبلوماسي أرجنتيني، تنقّل معه بين المدن ولم يتعلم في مدارس نظامية، حيث أشرفت على تعليمه في صغره مربية صارمة كانت تعتقد أن الطفل في سن الثالثة حتى الخامسة لا بد وأن يعرف التاريخ والجغرافيا واللغات .. وفي سن السادسة عشرة بدأ بالعمل في مكتبة وطنية كان يرتاد عليها الأديب الأرجنتيني العالمي خورخي بورخيس، والذي كان يدعو الشباب من هناك لبيته من أجل القراءة له بعد أن أصبح كفيفاً، وقد رحّب مانغويل بعرضه ذاك وقد صوّر له زهو الشباب حينئذ أنه يقدم للأديب خدمة
.
13 * بحث في نظرية المؤامرة والمؤامراتيين .. على ما يبدو
كتاب جاء في طابعه العام إنشائياً أكثر منه بحثاً، في محاولة من مؤلفه الفرنسي تسفيه آراء (المؤامراتيين) حسب تعبيره، وهو يعني بقوله أولئك الذين يعتنقون (نظرية المؤامرة) بما قد يتحلون من ملكات فكرية، وبما قد يملكون من قرائن تعزز ادعاءاتهم، كممارسة ثورية تهدف إلى فضح أجندات المشاريع العالمية غير المعلنة في كبح حريات الشعوب، والحيلولة دون استقلالها فكرياً وسيادياً، وضد مواقفها في رفض الظلم المتمثل في نهب ثرواتها وسحق كرامتها .. وقد اعتبر المؤلف هذه التوجه الفكري بمثابة مهرب نحو واقع افتراضي أخف وطأة مما هو عليه الواقع الحقيقي من أزمات تحيكها قوة سياسية خفية ومتآمرة مزعومة .. أو على حد تعبيره “عملية تزييف للواقع باسم الحقيقة”، في حين أن ما تثيره هذه النظرية بوصفها ظاهرة ثقافية، من شكوك تتلاعب بالوعي الجمعي، يشكل خطراً من وجهة نظره “في مختلف أبعادها اللعبية والانتهاكية”
.

……………………………………………………. مارس 2025 …………………………………………………….

.
14 * * * * * الحداثة ومستقبل الذات الإنسانية
هل نهضة الحضارة الإنسانية نعمة كلها، أم أنها تخفي أفق مستقبل قاتم سيخلف وبالاً على الإنسانية نفسها؟ فحينما يمتلك الإنسان الكثير ويستخدم الكثير يكون قد أضاع كينونته التي تناسى في خضم الماديات كونها مركز نشاطه الإنساني الرئيس .. أو بمعنى آخر، أصبح ذو “كينونة ضئيلة”. هكذا يعتقد المؤلف، الفيلسوف وعالم النفس الألماني-الأمريكي (إيريك فروم 1900 : 1980)، فالإنسان في نظره، وإذ هو يصنع المنتجات العصرية، يتحول بمرور الوقت إلى مجرد شيء خاضع لسيطرتها، ومع أنه (مجرد شيء)، فقد بات متضخم الأنا جرّاء توحّده مع تلك الأدوات وتلك المؤسسات وتماهيه مع طوفان منتوجاتها الاستهلاكية
.
15 هرطقات تنموية
هل كان هذا مزحة؟؟؟ أتساءل إثر الصدمة! هنا مجرد مجموعة ورقية تضم 144 صفحة شبه بيضاء، تبعثر فيها المؤلفة -التي ليست هي بعالمة نفس ولا خبيرة توعوية بل مصممة جرافيك- حفنة من أسئلة لا تقل في سطحيتها عن تلك المتداولة -صبيانياً- على وسائل التواصل الاجتماعي، بحجة التحفيز نحو (الكشف عن خبايا الذات، تتبع النوايا الكامنة، الإفصاح عن النفس) …. وغيرها من ترّهات مما يقود إلى الفقاعة الكبرى (أن تكون نفسك)
.
16 * *  الوجه الآخر لأينشتاين
من خلال مجموعة مقالات قصيرة بل ومقتطفات ومراسلات ومقابلات، يظهر الوجه الآخر لعالم الفيزياء اليهودي-الألماني (ألبرت أينشتاين 1879 : 1955) .. حيث يبدو هنا كسياسي في المقام الأول، يؤمن بالدين والعلم والفن والأدب والثقافة والحضارة والحياة والإنسانية والعلاقات الاجتماعية والتعايش السلمي، ويتطرق للحديث عن الأطفال والنسوية والاقتصاد والإنتاج والفاشية والعداء للسامية والشباب اليهودي والمسيحية مقابل اليهودية ومسائل نزع السلاح، وهو يتخذ موقفاً صارماً ضد الحروب والتجنيد الإجباري والخدمة العسكرية …. ثم يبدو وهو يتملّق الثقافة الأمريكية بنظامها السياسي والانتخابي والرأسمالي، ورديفتها الصهيونية، مؤيداً في هذا إقامة دولة يهودية في فلسطين -أو كما أسماها بالأرض (البائرة)- وداعماً لهجرة اليهود إليها وبناء المستوطنات فيها، وداعياً في الوقت نفسه العرب واليهود على التفاوض والتعايش السلميين
.
17 * * * * فلسفة رواقية فائضة المثالية
جرعة فلسفية مترعة بفائض من طوباوية تسعى لخير الإنسان وحسب، والتي بدت لا واقعية في مثاليتها بل وسلبية في بعض جوانبها، كحيلة لمن لا حيلة له أمام طغيان الطغاة وبؤس الحياة! ففي روما القديمة، وبين القرنين الأول والثاني الميلاديين، يقف شيخ نحيل يجلله الصدق والتواضع والحياء بين تلاميذه من طليعة الشباب، يجود عليهم بحكمة رواقية بعد أن تجرّد من أغلال العبودية وترّفع عن ماديات الحياة إلى المدارك العقلية والمعارج الروحية، وهو الذي نُقش على قبره عبارة: “عبد أعرج معوز، ولكن عزيز لدى الآلهة”، وقد ترك إرثاً من التعاليم السامية ضمنّها تلاميذه في كتابين رئيسيين، هما (المحادثات) و (المختصر) … إنه الفيلسوف الرواقي (إبكتيتوس 55 : 125م)
.
18 * * * * سيرة مكتئب نحو التعافي
كتاب قصير يعرض تجربة إنسانية لمكتئب بريطاني أو هكذا كان .. لم يلعن الظلام حينها لكنه قرر أن يضيء شمعة أصرّ على إذكاء شعلتها بعد أن أسفرت له عن بصيص ضوء، حتى ملئت حياته نورا! لقد كان (مات) متقوقعاً في سواد الكآبة التي نهشته في ظلماتها وساوس الشيطان وراوده فيها الانتحار، وهو ابن أربع وعشرين عاماً فقط، يظهر وهو يخشى تعاطي الخمر ويتخذ موقفاً رافضاً من تناول الدواء رغم قناعته بفائدته، ويهاب مخالطة الناس ومجرد التبضّع من البقالة المجاورة لسكن والديه، اللذين كان يلجأ لهما غير شاكياً .. ورفيقته المحبة (أندريا) التي لم تدخر جهداً في محاولة شفائه، كاصطيافهما معاً في إسبانيا ومحاولته الانتحار هناك وقد باءت بالفشل والتي عاد منها لبلاده مريضا، وحجزها المسبق لزيارة فرنسا في يوم ميلاده، وبداية رحلة شفاءه فيها، وقد أخلصت له ولم تتخلَ عنه حتى في أحلك ظروفها لا سيما أثناء إصابة والدتها بالسرطان
.
19 * * * شيء من تشاؤم وبؤس وتجديف
رغم أنها مقتطفات .. فقد أثقل بها الفيلسوف كتابه، تشاؤماً وبؤساً بل وتجديفاً على الله! إنه الفيلسوف الروماني المولد الفرنسي الإقامة (إميل سيوران 1911 : 1995) الذي اصطبغت فلسفته بالتشاؤمية المفرطة حد مراودة نفسه الانتحار، وقد عدّ كل ما في الوجود مجرد كذبة، وارتضى بالعزلة بديلاً وبالنشوة التي التمسها فيها! لا يمنع هذا من عدّه مفكّر ذو نظرة ثاقبة، وقد تأثر بالفلسفات الإغريقية والشرقية والميثولوجيا الدينية، لا يتوارى في نظرته السوداوية خلف مسميّات مبهمة مصطنعة كبعض أقرانه الفلاسفة، بل إنه يُفصح عن جوهره المظلم، وبكل فجاجة .. وإن كان في هيئة مقاطع، كما في هذا الكتاب
.
20 * * * الإباء في سيرة أسير فلسطيني
لا ينفك أدب السجون يثير من أمشاج المشاعر الإنسانية إزاء ما يكشف عنه من ظلم وعنف وقهر وتعذيب وتقتيل تجري في غياهبها، ما يجعله الأصعب ضمن ما عداه من التصنيفات الأدبية، وكأنه التصنيف الذي أحاط نفسه بأسلاك من رعب شائكة تحذّر القارئ من الاقتراب! فكيف إذا اجتمع بالنضال الفلسطيني؟ ففي سجون الاحتلال، يمضي الكاتب والصحفي الفلسطيني والمساعد الأكاديمي في جامعة بيرزيت (علي جرادات 1955) أسيراً لمدة أربعة عشر عاماً، متقطعة من خلال ستة اعتقالات، بلا تهمة واضحة وبمراوغة لا تكل ولا تمل من قبل ضباط الاحتلال، للاعتراف بما لا علم له به، فضلاً عن جلسات التعذيب التي يتعارك في وحشيتها القسوة والدناءة، وسيل الإهانات العابرة، وفي خارجه حيث المطاردة إثر التخفي والإقامة الجبرية وترويع الأهل بالأطفال والشيوخ معاً .. إضافة إلى الكثير من النماذج الفلسطينية من نساء ورجال التي رسخت مع صاحب هذه التجربة، أسطورة الفلسطيني الذي لا يُقهر
.

 

مراجعة صوتية عن مجموعة كتب الربع الأول …♥

 

 

 

عدد القراءات:33 قراءة