الكتاب
Lies My Doctor Told Me: Medical Myths That Can Harm Your Health
المؤلف
دار النشر
Victory Belt Publishing
الطبعة
(1) 2019
عدد الصفحات
272
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
02/26/2025
التصنيف
الموضوع
الصحة بين الخرافة والحقيقة
درجة التقييم

Lies My Doctor Told Me: Medical Myths That Can Harm Your Health

هنا حصيلة (خرافات) طالما تم اعتمادها طبياً كـ (حقائق) جاءت -كما تعارف- نتاج دراسات علمية وأبحاث رصينة .. وذلك على ذمة مؤلف الكتاب الذي يعمل كطبيب منذ أكثر من عقد من الزمان، وعاين أكثر من عشرين ألف مريض، وبحث فيما اعتبره (أساطير طبية وأكاذيب صريحة) يرويها الأطباء عادة لمرضاهم .. هكذا على طريقة “وشهد شاهد من أهلها”.

يُقرأ كتابه -الذي أثار حفيظة الكثير من أقرانه- من عنوانه حرفياً .. فهو (بالبنط العريض) يكشف عن (أكاذيب أخبرني بها طبيبي)، ويحذر عنوانه الفرعي من (خرافات طبية قد تؤذي صحتك). ففي رأيه، غالباً ما يستند الأطباء في نصائحهم على القليل من البحث أو لا شيء على الإطلاق، وغالباً ما يقومون باتخاذ خيارات الوصفات الطبية بناءً على إعلان دواء أو بيانات سطحية نقلها مندوب مبيعات لشركة أدوية، وهو يؤكد على أن الحقائق العلمية التي من شأنها دعم بعض نصائح الأطباء، قليلة بدرجة صادمة!.

إنه (د. كين د. بيري)، طبيب الأسرة المعتمد. حصل عام 1996 على درجة البكالوريوس في العلوم مع مرتبة الشرف في علم الأحياء وعلم النفس الحيواني من جامعة تينيسي الأمريكية، وفي عام 2000 حصل على درجة الدكتوراة في الطب من مركز علوم الصحة بنفس الجامعة، ثم على درجة الزمالة من الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة.

لا ينكر د. بيري رغبة الجميع في الاعتقاد بأمانة الأطباء واستثمار ما أمكنهم من وقت وجهد في تقديم رعاية مدروسة ومدعومة بأبحاث سليمة! وبالفعل، يبذل معظم الأطباء قصارى جهدهم بما هو متاح من أدوات ومعلومات في هذا، غير أنه غالباً ما تكون هذه الأدوات قديمة أو لا تكون المعلومات على درجة كافية من الدقة، أو قد تستند نصائحهم على أبحاث رعتها شركات أدوية وأغذية وزراعة كبرى، أو على أبحاث مولتها الحكومات بغرض تقديم توصيات داعمة لتلك الصناعات العملاقة، بدلاً من تعزيز صحة الفرد ورفاهته … وبحيث تأتي عليها جميعاً نصائح الأطباء -ومن غير قصد- بما لا يعزز الصحة العامة كما هو مطلوب!

لقد أخذ د. بيري على عاتقه تتبع العديد من الحقائق الطبية المدعومة خلال فترة من الزمن، حين ساوره الشك ابتداءً في مصداقيتها، وشرع من ثم في إجراء تحقيقه الخاص، حتى ما لبث أن وقف على عدد من الأبحاث بنتائجها واستنتاجاتها وتوصياتها التي لم يتحقق لها بشكل كاف شروط البحث العلمي فضلاً عن تضارب الحقائق فيما بينها! وحيث أن الكثير -مما كان هو والعديد من زملائه- يخبرون به مرضاهم، قائماً على أبحاث خاطئة، إضافة إلى اطلاعهم السطحي والمستعجل على توصيات ما يقع تحت أيديهم من دراسات، فقد قرر د. بيري تغيير نهجه مع نفسه أولاً، حتى ما إذا أثمر هذا التغيير وأسفر عن نتائج مرضية، طفق يشارك ما تعلمه مع مرضاه وزملائه.

في هذه الطبعة المنقحة والأكثر مبيعاً، يشارك د. بيري كل ما سبق مع قارئه، وهو يحفّزه على إجراء تحقيقه الخاص بدوره وبناء علاقة أكثر صراحة مع مقدمي الرعاية الصحية، لا سيما فيما يتعلق برفض العيش وفقاً للأكاذيب، وبالتغييرات الممكنة، وبفرصة الحصول على صحة أعلى جودة .. ثم يكلّفه بواجب منزلي في نهاية كل موضوع، لا يخرج عن قائمة من الكتب والمقالات والمواقع الإلكترونية، الجديرة بالاطلاع.

أما زميله جرّاح العظام د. جاري فيتكي الذي قدّم لكتابه .. وبينما يؤكد بدوره على أن العديد من الأطباء حول العالم يمارسون الأساطير التي يغطيها هذا الكتاب، فهو يؤكد في نفس الوقت أنه لم يتم وضعه لانتقادهم بقدر ما يمكن اعتباره مورداً لإدارة نقاش موضوعي حول الخيارات الصحية بين جميع الأطراف المعنية .. وهو في حد ذاته كتاب يأتي بمثابة أداة فعالة من أجل (البقاء على قيد الحياة) بصحة أكثر رفاهية، لكل من المرضى والأطباء على حد سواء! فبالنسبة للمرضى الذين هم بحاجة للحصول على معلومات أفضل، فإن على الأطباء مناقشة ما أتيح لهم من معلومات على نطاق أكثر اتساعاً ووضوحاً، وألا يعولوا كثيراً على المثل القائل “ثق بي أنا طبيب” الذي لم يعد يتمتع بمصداقية الأمس، وأن (البقاء على قيد الحياة) بالنسبة لهم لا يتم سوى من خلال القراءة المستمرة في مجال الطب وحوله.

الجدير بالذكر أن د. فيتكي ود. بيري لم يلتقيا أبداً بشكل مباشر، لكنهما تقاطعا على نفس النهج الموجّه لخدمة المرضى، وتواصلا عبر وسائل التواصل الاجتماعي! فهو كما يعرّف نفسه ينتمي لهؤلاء الأطباء الذين سلكوا نهج المقاومة ضد النماذج التقليدية الراسخة، حيث جوبه بتوبيخ وبتهديد شطب سجله المهني، لكن بفضل دعم الكثيرين محلياً ودولياً، إلى جانب سيف وسائل التواصل الاجتماعي ذو الحدين، فقد انتصر المنطق السليم وتم إلغاء القرارات التي اتخذت ضده مع اعتذار رسمي! عليه، وهو إذ لا ينكر أن عدم اتباع (المبادئ التوجيهية) أمر محرج في حقيقته، إلا أنه مستمر في العيش والممارسة وفقاً له .. فالعلم في نظره يتطور من خلال التحدي وليس من خلال اتباع الآخرين، وإن الطب يقف حالياً عند مفترق طرق يستلزم تحدي النماذج التقليدية، وإن المرضى يضطلعون بهذا التحدي نيابة عن الأطباء من خلال شبكات الإنترنت التعليمية، سواء أحب الأطباء ذلك أم لا .. وإن كشف الأكاذيب وفضح الجناة في أي موقف هو تجربة غير مستساغة بالتأكيد، لكنها الطريقة الوحيدة للمضي قدماً نحو الإصلاح المنشود.

والكتاب الذي يحصد رصيد أنجمي الخماسي كاملاً، يعرض فهرسه سبع وعشرين موضوعاً، يبدأ كل منها بقول مأثور عن أعلام العلم والأدب كمقدمة تشويقية لما سيأتي من تفنيد صادم لما تم اعتباره حقيقة .. والمواضيع هي:

  1. ثق بالله وليس بطبيبك
  2. إذن ما الذي يحدث هنا؟
  3. المعلومات عن الدهون
  4. عظامك تستحق الأفضل
  5. هل الكوليسترول عدوك حقاً؟
  6. لماذا لا يكون القمح كما هو
  7. هرم الطعام يكذب
  8. التمارين الرياضية رائعة .. لكنها لن تساعد كثيراً في إنقاص الوزن
  9. المكسرات والبذور لا تسبب هذه المشكلة
  10. هل هذا يسبب سرطان البروستاتا للرجال؟
  11. النساء أكثر من الإستروجين
  12. الفيروسات تسخر من المضادات الحيوية
  13. ملح الأرض
  14. السعرات الحرارية ليست متساوية
  15. هل يسبب الكالسيوم الزائد حصوات الكلى؟
  16. هرمون الغدة الدرقية طبيعي .. لذا فإن الغدة الدرقية لديك بخير
  17. إذا لم تكن تعاني من الكساح .. فإن فيتامين د طبيعي
  18. حليب الثدي لا يحتوي على كل ما يحتاجه المولود الجديد
  19. خلق الله الشمس .. وخلقك الله
  20. الألياف ضرورية لأمعاء صحية
  21. تناول اللحوم الحمراء يسبب السرطان
  22. يجب أن تأكل الكثير من الكربوهيدرات لتغذية عقلك
  23. شواء اللحوم يسبب السرطان
  24. تناول اللحوم المصنعة يسبب السرطان
  25. أكاذيب بيضاء صغيرة
  26. افعل كما أقول .. وافعل كما أفعل
  27. زملائي الأعزاء

ومنها، أدوّن مقتطفات مما علق في ذهني بعد القراءة، وأقتبس باجتهاد شخصي في الترجمة (مع كامل الاحترام لحقوق النشر):

يقول في الموضوع الرابع (عظامك تستحق الأفضل Your bones deserve better):

One large study found that women who drink two to three glasses of milk daily have a higher fracture risk than women who drink less than one glass a day. Another study found that men who drink two or more glasses of milk daily had higher rates of prostate cancer than men who drink less milk. The list goes on and on

وهو يعني بقوله:

وجدت إحدى الدراسات الكبيرة أن النساء اللاتي يشربن من كوبين إلى ثلاثة أكواب من الحليب يومياً معرضات لخطر الإصابة بالكسور أكثر من النساء اللاتي يشربن أقل من كوب واحد يومياً .. ووجدت دراسة أخرى أن الرجال الذين يشربون كوبين أو أكثر من الحليب يومياً لديهم معدلات أعلى للإصابة بسرطان البروستاتا مقارنة بالرجال الذين يشربون كميات أقل من الحليب.

 

يقول في الموضوع الثاني عشر (الفيروسات تسخر من المضادات الحيوية Viruses laugh at Antibiotics):

Any time you take antibiotics for a cold or other viral illness, two things occur:

The antibiotic has no effect on the cause of your illness or on the number of days you will be sick.

The antibiotics kill billions of beneficial bacteria in your gut and other places in and on your body. That bacterial slaughter can have a negative effect on your health in many ways

وهو يعني بقوله:

في كل مرة تتناول فيها المضادات الحيوية لعلاج نزلات البرد أو أي مرض فيروسي آخر، يحدث أمران:

لا يؤثر المضاد الحيوي على سبب مرضك أو على عدد الأيام التي ستمرض فيها.

تقتل المضادات الحيوية مليارات البكتيريا المفيدة في أمعائك وأماكن أخرى في جسمك. يمكن أن يكون لهذا القتل البكتيري تأثير سلبي على صحتك بعدة طرق

 

يقول في الموضوع التاسع عشر (خلق الله الشمس، وخلقك الله God made the sun and God made you):

A company would make very little profit at all by telling people to stop eating junk food. The same concept applies to how doctors are paid to treat and remove skin cancers.

Insurance pays a doctor about the same amount for a routine office visit as they pay to remove a noncancerous skin lesion. For removing a precancerous skin lesion (actinic keratosis), the doctor is paid roughly twice the amount that’s paid for an office visit.

Therefore, just by calling a skin lesion a precancerous lesion, a doctor can double what he is paid to remove it. If the lesion is diagnosed as cancer, with or without a pathologist confirming the diagnosis, the doctor is paid anywhere from four times the cost of an office visit fee up to many times more to remove that lesion.

If the doctor removes a large enough piece of skin, the patient also needs expensive skin grafting procedures to repair the defect, and, of course, that’s another charge. You can easily see how it’s in the doctor’s financial best interest for your skin lesion to be labeled precancerous or skin cancer. The same doctor who makes the precancerous or skin cancer diagnosis would have been paid very little to counsel you years earlier to avoid eating grains or using vegetable oils in cooking and to include certain vitamins in your diet to prevent skin cancer from ever starting in the first place

وهو يعني بقوله:

لن تحقق أي شركة ربح يذكر إذا ما طلبت من الناس التوقف عن تناول الوجبات السريعة! ينطبق نفس المفهوم على الطريقة التي يتقاضى بها الأطباء أجورهم عن علاج سرطانات الجلد وإزالتها.

يدفع التأمين للطبيب نفس المبلغ تقريباً مقابل زيارة روتينية للمكتب مثلما يدفع مقابل إزالة آفة جلدية غير سرطانية. ولإزالة آفة جلدية سرطانية سابقة (التقرن الشعاعي)، يتقاضى الطبيب ضعف المبلغ الذي يتقاضاه مقابل زيارة المكتب.

وبالتالي، فبمجرد وصف آفة جلدية بأنها آفة سرطانية سابقة، يمكن للطبيب أن يضاعف ما يتقاضاه مقابل إزالتها. وإذا تم تشخيص الآفة على أنها سرطان، سواء أكد أخصائي علم الأمراض التشخيص أم لا، فإن الطبيب يتقاضى مبلغاً يتراوح بين أربعة أضعاف تكلفة زيارة المكتب إلى عدة أضعاف تكلفة إزالة تلك الآفة.

وإذا أزال الطبيب قطعة كبيرة من الجلد، فإن المريض يحتاج أيضاً إلى إجراءات ترقيع جلد باهظة الثمن لإصلاح العيب، وبالطبع، هذه تكلفة أخرى. يمكنك أن ترى بسهولة كيف أن من مصلحة الطبيب المالية أن يتم تصنيف آفة الجلد لديك على أنها سرطانية. نفس الطبيب الذي يقوم بتشخيص سرطان الجلد كان سيحصل على أجر زهيد مقابل نصيحتك قبل سنوات بتجنب تناول الحبوب أو استخدام الزيوت النباتية في الطهي وإدراج بعض الفيتامينات في نظامك الغذائي لمنع الإصابة بسرطان الجلد من البداية.

ختاماً، لا يجد د. بيري من غضاضة في عدم قراءة كتابه من الغلاف للغلاف، أو في تخطي بعد المواضيع والاكتفاء بقراءة ما يهم صحة كل قارئ، بل ويطلب منه أن يخط خطوطه فيه ويضلله ويطوي زواياه وينسخه ويشاركه بقدر ما يريد .. فهو يطمح إلى أن يساعد كتابه هذا أكبر عدد ممكن من الأشخاص في التعرف على تجارب وخبرات أكثر علم وجودة وصحة .. وهو يترك حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي مرحبّاً بكل الراغبين التواصل معه والمساهمة في خلق عالم أكثر صحة ورفاهية.

لقد عمل د. بيري على كشف الحقيقة ورد المفاهيم الخاطئة الشائعة حول الرعاية الصحية، وهذا الكتاب هو المورد الأفضل للتمييز بين الحقائق والأكاذيب!

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (4) ضمن قائمة طويلة جداً خصصتها لعام 2025 .. وقد حصلت عليه من موقع (أمازون) في سبتمبر الماضي ضمن مجموعة قيّمة من الكتب باللغة الإنجليزية .. وهو الرابع ضمن خمسة كتب قرأتهم في يناير!

من فعاليات الشهر: كعادة كل عام، تزدحم الأعمال في نهايته لتمتد إلى العام الذي يليه .. وهذا ما حدث في هذا الشهر، فلم أتمكن من قراءة سوى خمس كتب …… حتماً سأعوض ما فات!

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر: The Art of Being ALONE / المبدأ الأنثوي الأبدي: أسرار الطبيعة المقدسة / A Letter to a Young Poet

تسلسل الكتاب على المدونة: 604

تاريخ النشر: فبراير 6, 2025

عدد القراءات:57 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *