الكتاب
الاكتئاب: أسبابه وطرق علاجه
المؤلف
دار النشر
دار الأدب العربي
الطبعة
(1) 2018
عدد الصفحات
79
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
11/14/2024
التصنيف
الموضوع
كلام علمي وجيز في الاكتئاب
درجة التقييم

الاكتئاب: أسبابه وطرق علاجه

كتاب قصير يعرض معلومات مختصرة حول مرض الاكتئاب، أسبابه الطبية وعلاجه الدوائي .. يشوبه شيء من التكرار وشيء من التخصص كذلك! ففي الفصل الأول منه، يظهر الاكتئاب كمرض خادع وماكر، في حين يتوسع الفصل الثاني في التعريف به وبمريضه وهو يصف آلامه، وعما يُعرف بالاكتئاب المقنّع وعن الألم النفسي المصاحب للاكتئاب ككل .. حتى يختم الفصل الثالث بالربط بين الحب والاكتئاب والحالات المصاحبة منه في حالة فقد شريك الحياة، والحالات الخاصة الأخرى كما في اكتئاب الأطفال!

وفي الوقت الذي يعتبر فيه المؤلف الاكتئاب “مرض الأذكياء والمثقفين”، وبأن “الفنان الصادق له نفس أميل إلى الإحساس بالاكتئاب .. النغم واللون والكلمة ما هي إلا هدير نفوس أفعمها الاكتئاب” .. فهو يحثّ الطبيب حديث التخرج على البحث في مرض الاكتئاب، أسبابه وطرق علاجه، وعن علاماته لدى كل مريض يدخل لعيادته، وإلا “فإنني أتنبأ لك بأنك ستكون طبيباً فاشلاً” كما يحذّر!

وعن هذا المؤلف، فهو د. عادل صادق (1943 : 2004)، تعلّم وتخرج في كلية الطب عام 1966 نزولاً على رغبة والده، رغم ميله نحو الأدب والفن الموسيقى، ثم حصل على درجة الدكتوراة في الأمراض العصبية والنفسية عام 1973، وعمل أستاذاً للطب النفسي والأعصاب بكلية طب عين شمس. شغل مناصب أخرى منها رئيس تحرير مجلة الجديد في الطب النفسي، وأمين عام اتحاد الأطباء النفسيين العرب، وافتتح عام 2000 مستشفى يحمل اسمه لعلاج الإدمان والأمراض النفسية لا تزال تمتد شهرته على مستوى الشرق الأوسط. عُرف بالنبوغ منذ صغره وبدماثة الأخلاق وإخلاصه للعمل وسعيه الحثيث نحو رفع وعي المجتمع بالمرض النفسي وسبل علاجه، وذلك من خلال مؤلفاته وأبحاثه التي تجاوزت الثلاثين إصدار، والتي أهلّته عام 1990 للحصول على جائزة الدولة في تبسيط العلوم.

ومن الكتاب الذي استقطع اثنتان من رصيد أنجمي الخماسي، أقتبس (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) ما ورد في حيرة المريض النفسي ومعاناته التي قد لا يعلم شيئاً عن كنهها:

المريض يذهب إلى طبيب باطني تخصص في الأمراض العضوية، والمريض لا يشكو إلا من ألم له مائة سبب والسبب، الذى يحمل رقم مائة هو الاكتئاب أو أي حالة نفسية .. إذن هناك ٩٩ سبباً عضوياً يجب استبعادها خاصة أن المريض لا يعاني من أي أعراض اكتئابية .. والطبيب نفسه غير متمرس في اكتشاف الأعراض النفسية والواضحة والبسيطة على حد سواء. إذن لا بد من رحلة الأبحاث: الأشعة العادية وبالألوان وبالكومبيوتر والفحوصات المعملية. وفي منتصف الطريق ييأس المريض من طبيبه أو يمله أو يكتشف حيرته أو يشك في كفاءته أو حتى يكرهه، فيتركه إلى آخر وإلى ثالث ورابع، وكل طبيب يبدأ من جديد لشكه في أن زملاءه الذين سبقوه ربما قد أخطأوا أو تهاونوا .. حتى يأتي الدور على طبيب استطاع وبمساعدة الأطباء الذين سبقوه أن يستبعد الـ۹۹ سبباً ولم يبق إلا أن يخبر المريض بالاكتشاف العام وهو أن هذه الآلام سببها الاكتئاب وأن عليه أن يتجه إلى العيادة النفسية. وهنا تبدأ المشكلة مع المريض! إلى أي مدى سيقتنع ويوافق على هذا الرأي، وهو معه حق ومعذور .. فهو لا يعاني من أي متاعب نفسية .. هو فقط يعانى من الألم، وإذا كان هناك اكتئاب فهو بسبب الألم .. وفي أحيان ليست قليلة، يرفض الذهاب للعيادة النفسية، ويساعده في موقفه هذا المجتمع، أي الأسرة والأصدقاء .. فهم يقبلونه بآلامه ويتعاطفون مع معاناته ويعانون معه ولكنهم لا يقبلونه مكتئباً .. فلغة الجسد مقبولة ومعترف بها، ومن حق أي إنسان أن يعاني بجسده .. ولكن لغة النفس مرفوضة وغير مفهومة، وكأنه ليس من حقه أن يمرض نفسياً وأن يقول إنه مكتئب، ولعل هذا أحد الأسباب في ظهور الاكتئاب المقنع .. اكتئاب يتوارى خلف جسده يعبر عنه المريض“.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (121) ضمن قائمة لا تنتهي من الكتب التي خصصتها لعام 2024، وهو سادس ما قرأت في نوفمبر .. وقد حصلت عليه من معرض للكتاب بإحدى المدن العربية العام الماضي، ضمن (400) كتاب كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض!

ومن فعاليات الشهر: لا شيء سوى مواصلة النهار بالليل في القراءة وحدها .. وكأنه حلم تحقق!

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر: ملوك الهرجلة / أهل الكتابة والقراءةلا سلام لفلسطين: الحرب الطويلة ضد غزة / من كتبي: اعترافات قارئة عادية / عزيزي العالم: فتاة سورية تروي الحرب وتُطالب بالسلام .. وللمؤلف، قرأت أيضاً: العشق / مائة نصيحة لحياة سعيدة

وعلى رف (علم النفس) في مكتبتي عدد متزايد من الإصدارات .. منها ما نشرت على مدونتي!

تسلسل الكتاب على المدونة: 571

تاريخ النشر: نوفمبر 22, 2024

عدد القراءات:24 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *