♥
وفي يونيو من عام 2024
أي بعد مرور ثلاثة أعوام ونصف على افتتاح مدونتي
أصبحت مدونتي تضم مراجعات كتابية
عن 500 كتاب
♥
مع خالص الشكر لأصدقاء الكتب على الدعم والمتابعة
♥
اقرأ
لا
لأنني
زاهدة
في
الحياة
لكن
لأن
حياة
واحدة
لا
تكفيني
♥
كتاب عبقري أقرب إلى علم النفس منه إلى الأدب القصصي، حيث يعرض كيان القصة الذي به تخرج للنور، من خلال أبطالها الذين هم حقيقة ليسوا سوى أبطال الحياة، بأنماطهم وانفعالاتهم وآرائهم ونواياهم .. إذ وما حياة البشر إلا سلسلة من قصص، تبدأ بالولادة وتنتهي بالموت .. وقد لا تنتهي!
لكن هذه الحياة تحفّها المخاوف، وقد طورت أدمغة البشر سبلاً لصرف الانتباه عنها، أبرزها ملء الحياة بأهداف طموحة يسعون لتحقيقها .. فما يريده البشر وما يشقون ويسعدون في نيله “هو قصتنا جميعاً، فهي تعطي لوجودنا وهم المعنى وتبعد نظرنا عن الفزع! وببساطة لا توجد طريقة لفهم العالم البشري من دون قصص”. هكذا يقول المؤلف وهو يلقي نظرة فاحصة عريضة على الصحف والمحاكم والملاعب والمكاتب وألعاب الكمبيوتر وكلمات الأغاني والأفكار المتدفقة والمحادثات العامة وأحلام النوم واليقظة .. التي تملؤها قصصنا، أو كما يستطرد ويقول: “القصص في كل مكان .. القصص هي نحن”.
لذا، يمحص المؤلف الذي لا يقل عبقرية في طرحه -وهو يستعين بعلم النفس- بعض من الأعمال الروائية والتلفزيونية والسينمائية، يستقطع منها ما يسقط عليها بحثه، إضافة إلى محاضراته التي يلقيها على أهل الاختصاص من صحفيين ومؤلفين وكتّاب سيناريو، لا سيما وقد أعد كتابه وفقاً للأبحاث التي اختصت بأعمال الكتابة المختلفة.
لكن! إذا كانت الحياة عبارة عن سلسلة من قصص تتلو قصص، فما هي هيكلة تلك القصص إذاً؟ يؤكد المؤلف في مقدمته وهو يتطرق إلى بنية القصة وتصميم الحبكة المثالية، إلى أن التركيز يجب أن ينتقل من الحبكة إلى الشخصية “فالأشخاص وليس الأحداث هم من يهمنا بشكل طبيعي” .. إنهم الأشخاص الجيدين والسيئين .. الرائعين والمعيبين ما يجعلنا نضحك ونبكي، فإن كانت الحبكة حاسمة والبنية فعالة، فهما “فقط لدعم فريق العمل” حسب تعبيره!
أما عنه، فهو ويل ستور .. روائي وكاتب ومفكّر -كما يعرّف بنفسه على موقعه الخاص- والذي أصبحت مؤلفاته القصصية والإنسانية محط اهتمام كثير من المثقفين والمؤثرين العالميين، في حين عقد معه عدد من رواد البث الصوتي مقابلات حوارية حول أطروحاته الفكرية .. إضافة إلى أعماله التي نُشرت في صحف عالمية، مثل الغارديان، صنداي تايمز، الأوبزرفر، ونيويورك تايمز، وقد صُنف بعضها بـ (الأكثر مبيعاً). أما سابقاً، فقد عمل كصحفي مختص في إعداد التقارير حول حقوق الإنسان، كتقريره عن المناطق الريفية التي مزقتها الحروب في كولومبيا، ومخيمات اللاجئين في أفريقيا، والمجتمعات النائية للسكان الأصليين في أستراليا. أما تقاريره الرائدة عن العنف الجنسي ضد الرجال، فقد حازت على جائزة منظمة العفو الدولية وجائزة الصحافة العالمية، كما حصل على جائزة لأفضل فيلم وثائقي استقصائي عن مسلسله الإذاعي في هيئة الإذاعة البريطانية.
يقسم المؤلف كتابه إلى أربعة أقسام يختص كل واحد منها بمرحلة مختلفة من مراحل رواية القصص: (الأول: إنشاء عالم) ويعني بالطريقة التي يخلق فيها الدماغ أو راوي القصة عالم حي يتواجد فيه. (الثاني: الذات المعيبة) وفيه يظهر بطل القصة وسط ذلك العالم المبتكر. (الثالث: السؤال الدرامي) ويكشف عن العقل الباطن للبطل الذي يدور فيه صراع الإرادة والخوف والكفاح وهو يفسر سر الحياة الغريبة التي يخوضها بأحداثها وقصصها الجذابة وغير المتوقعة. (الرابع: الحبكات والنهايات والمعنى) ويعرض معنى القصة ككل والغرض من خلقها.
ومن الكتاب الذي حظي بترجمة متقنة من نصه الأصلي (The Science of Storytelling – By: Will Storr) وبثلاث من رصيد أنجمي الخماسي، أدوّن ما علق في ذهني بعد قراءته، وباقتباس في نص عميق (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) إضافة إلى ما سبق من اقتباسات:
ختاماً، وكقارئة لا تقرأ القصص والروايات إلا قليلا، أجد هذا الكتاب موجّه بطبيعة الحال لأولئك الروائيين وقرائهم، لكنني وجدته كذلك لنا نحن .. بشكل أو بآخر! نحن المتفرجين على الحياة دوماً والمنخرطين فيها فقط عند الحاجة!
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (75) ضمن قائمة لا تنتهي من الكتب التي خصصتها لعام 2024، والذي أرجو أن يكون استثنائياً في جودة الكتب التي سأحظى بقراءتها خلاله، وهو الخامس ضمن قراءات شهر يوليو! وعن اقتنائه، فقد حصلت عليه من معرض للكتاب أقيم الشهر الماضي بإحدى المدن العربية، ضمن (250) كتاب كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض.
وللمؤلف كتاب آخر على مكتبتي، هو: (في علم نفس الاعتقاد: الهراطقة)
ومن فعاليات الشهر: لا شيء سوى مواصلة القراءة ليلاً نهاراً .. وكأنه حلم تحقق!
ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر: محمد كريشان يروي: وإليكم التفاصيل / العنصرية في الخليج: إشكالية السواد / إعجام / من يهودية الدولة حتى شارون / ER Nurses: True stories from the frontline
وعلى رف (علم النفس) في مكتبتي عدد يصل إلى (125) كتاب، منها ما هو قديم جداً .. أذكر منها: (خمسون طريقة للقضاء على الاكتئاب من دون عقاقير) – تأليف: سارة روزينثال / (التخاطر عن بعد والاستبصار: قوة العقل والإرادة) – تأليف: غاي ليون بليفير / (نوادر جحا الكبرى: وآراء علماء النفس في فلسفة الضحك) – تأليف: خليل حنا تادروس / (الألم النفسي والعضوي) – تأليف: د. عادل صادق / (الطوطم والتابو) – تأليف: سيغموند فرويد / (التفرد والنرجسية) – تأليف: ماريو جاكوبي / (مدخل الى العلاج النفس الوجودي) – تأليف: رولو ماي / (فهم الأمراض النفسية) – تأليف: دين برنيت / (هلوسات) – تأليف: أوليفر ساكس / (المدينة الوحيدة: مغامرات في فن البقاء وحيدًا) – تأليف: أوليغيا لانغ / (الدليل العملي لمهارات العلاج الجدلي السلوكي) – تأليف: ماثيو مكاي / (حياة تالفة: أزمة النفس الحديثة) – تأليف: تود سلون / (هل ستأكل قطتي مقلتي؟) – تأليف: كيتلين دوتي / (أنت البلاسيبو: العلاج الوهمي) – تأليف: جو دسبنزا / (ربما عليك أن تكلم أحداً: معالج نفسي وحياتنا كما يكشفها) – تأليف: لوري غوتليب
تسلسل الكتاب على المدونة: 525
تاريخ النشر: يوليو 25, 2024
عدد القراءات:135 قراءة
التعليقات