على الرغم من أن الانتهاكات التي يتعرض لها الفرد في محيط عمله تُعد إحدى السلوكيات التي لازمته منذ القدم، إلا أن إحصائيات الأبحاث الأكاديمية الحديثة التي تناولت ظاهرة التحرش المهني في الأوساط المهنية حول العالم، تشير إلى اضطراد تلك الانتهاكات -لا سيما في الدول الصناعية- الأمر الذي استدعى سنّ القوانين المرعية للحد دون تلك الانتهاكات في حق العامل وصون كرامته في بيئة العمل، وللحيلولة دون آثارها التي لا بد وأن تمسّ سلامته النفسية في المقام الأول، وما قد يلحق بها من تبعات لا يُحمد عواقبها، كالاضطرابات العقلية والأفكار التشاؤمية التي قد تدفع به إلى الانتحار في أسوء الظروف.
تولي تلك الأبحاث عناية خاصة للآثار النفسية -لا سيما الخفية منها- التي تفرزها مظاهر العنف الممارس ضد المتحرش به في محيط العمل من قبل المتحرش، إذ لوحظ أن هذا الأخير يسيء عادة استخدام السلطة التي حظي بها في السيطرة على أعضاء فريق العمل، بغية اخضاع كل عضو منهم لسلطته وإلزامه قسراً بالانصياع، مستخدماً في ذلك كافة أشكال الضغوط المتاحة، كالتهديد المباشر، استمرارية التوبيخ والتجريح، تعمد الإهانة الخاصة والعلنية، وغيرها من مظاهر قد تصل في بعض الأحيان إلى العنف الجسدي.
لا تمس تبعات ذلك التحرش المهني العامل وحسب، فبالإضافة إلى تعرّضه لعرض أو لآخر من الأمراض السيكوسوماتية (أو ما تعرف بالنفسجسمية) حيث العقل والجسد مرتبطان، مع أعبائه المالية المتكفلة بالعلاج الطبي، فإن فريق العمل وجهة العمل معرضان أيضاً لعواقب أخرى، اجتماعية واقتصادية، تتمظهر من خلال زيادة عدد الإجازات المرضية، واضطراب علاقات العمال، ونقص المرونة في سير العمل، وانخفاض معدل الإنتاجية ككل.
ومع عالمية هذه الظاهرة التي أخذت هيئة “الوباء الاجتماعي” حسب تعبير المؤلف، فإنه من اللافت للنظر افتقار الأنظمة العربية للتوعية اللازمة بها، سواء من ناحية التنظير الأكاديمي أو التشريع القانوني، إذ لا يعدو “التعذيب المعنوي” في أجهزتها عن كونه تنظيم إداري معمول به في المؤسسات، أو عُرف تم قبوله بمرور الوقت في مناخ العمل كمتطلب، أو كمظهر من مظاهر السلطة اللازمة لأرباب العمل. لذا، يتصدى المؤلف في كتابه إلى ظاهرة التحرش النفسي في الوسط المهني، فيتناولها بالتعريف النظري ابتداءً، ثم يتطرق إلى نمط شخصية المعتدي (المتحرش) ونمط شخصية الضحية (المتحرش به)، ويوضح آليات حدوث هذه الظاهرة، وسلوكياتها، واستراتيجياتها التي يتبعها المتحرش لتحقيق أهدافه ضد المتحرش به، وما يترتب عليها من آثار سلبية تصيب العامل والمؤسسة والمجتمع معاً. ثم ينتهي باقتراح منهج وقائي لصد هذه الظاهرة على كافة المستويات، مع تعزيز الجانبين الديني والأخلاقي فيها.
وعند المؤلف ثمة وقفة! إنه طبيب وباحث استشفائي في كلية الطب بجامعة وهران الجزائرية، وأستاذ جامعي مشارك بقسم علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية بها. وهو -إضافة إلى تخصصه المهني ونشاطاته في مجال البحث العلمي- كاتب وروائي، حيث صدر له أكثر من عشرين مؤلفاً علمياً وأدبياً، وباللغتين العربية والفرنسية، كما أنه مشارك فعّال في البرامج التوعوية الإذاعية والمتلفزة، لا سيما حول الصحة النفسية.
يصف فهرس الكتاب الجوانب التي عرض لها المؤلف في تناوله للوسط المهني وهو يمثل تحت طائلة التحرش النفسي، وقد استعان بعدد من المراجع العربية والأجنبية إضافة إلى شهادات بعض الضحايا التي تم استخدامها كأمثلة واقعية .. هي كما يلي:
- نبذة تاريخية حول التنظير لظاهرة التحرش النفسي
- تعاريف التحرش النفسي
- صيرورة آلية التحرش النفسي في الوسط المهني
- قائمة نوع المضايقات السلوكية المكونة للتحرش النفسي حسب ليمان
- اتجاهات التحرش النفسي
- مراحل تطور ظاهرة التحرش النفسي
- نمط شخصية الثنائي المتحرش والمتحرش به
- نمط العلاقة بين الثنائي المتحرش والمتحرش به
- أسباب التحرش النفسي
- آثار التحرش على الصحة النفسية
- التشخيص الفارقي
- التكفل بظاهرة التحرش النفسي
- الوقاية من التحرش النفسي
- الإطار العقائدي والأخلاقي لصد ظاهرة التحرش
ومن الكتاب الذي حصد من رصيد أنجمي الخماسي ثلاثة، أعرض في الأسطر القادمة ما أثار انتباهي من تلك الظاهرة التي باتت مستشرية في الوسط المهني بوجه سافر يكاد لا ينجو منها سوى المتملقين والمنبطحين والمرتزقة لأصحاب السلطة، وباقتباس في نص حارق (مع كامل الاحترام لحقوق النشر):
- تعرض النبذة التاريخية اهتماماً عالمياً في الوقت الحاضر لظاهرة التحرش النفسي في الوسط المهني، حيث شهد العقد الأخير من القرن الماضي ضجة إعلامية صاحبت الأبحاث الأكاديمية المتعلقة بالظاهرة، وقد وصفها للمرة الأولى طبيب الأمراض العقلية الأمريكي د. برودسكي بتعريفه: “محاولات متكررة ومتواصلة يقوم بها شخص معين بهدف الضغط، تهشيم المعنويات، والاستفزاز، للحصول على رد فعل من شخص آخر. هذه الطريقة تسبب في الضغط، تفزع، تقهر، تهدد الضحية التي تشعر بأنها لا تملك أي وسيلة لتدافع بها عن نفسها”. وبينما تتعدد المفاهيم والمصطلحات والعينات الدراسية التي تناولتها المراجع الأوروبية والأمريكية للظاهرة، لا تصّنفها نظيرتها العربية ضمن الأولويات، التجاهل الذي يُعزى إلى قلة أو انعدام البيانات والمعلومات والإحصائيات التي تحدد حجم الظاهرة، وحقيقة تأثيرها المترتب على المستوى الفردي للعامل، والإنتاجي للمؤسسة، والاجتماعي ككل.
- وبينما تتقاسم الظاهرة تعريفات طبية ونفسية وقانونية، فإن التشخيص النفسي يستلزم توفّر ثلاثة مظاهر أساسية، هي: ديمومة المضايقات السلوكية ضد الضحية بهدف إلحاق الأذى به، التأثير السلبي على المستوى المهني للضحية، التأثير السلبي على صحة الضحية الجسدية والنفسية. أما المشرّع الفرنسي، فقد سنّ في قانون الحداثة الاجتماعية من المواد ما يتصدى لهذه الظاهرة ويحدّ من ممارساتها، باعتبارها شكل من أشكال الجريمة، فمنها ما ينص على أن: “لا أحد من المستخدمين عليه أن يكون هدفاً لمضايقات متكررة للتحرش المعنوي من أجل أو بغاية الاخلال بمناخ أو ظروف العمل أو بإمكانه سلبه حقوقه وإهانة كرامته، إلحاق الضرر بصحته الجسمية أو الذهنية أو إعاقة مساره المهني المستقبلي”.
- وعن طبيعة المضايقات السلوكية، فقد تم تصنيفها -حسب هدف المعتدي من تحرّشه بالضحية- إلى خمس مجموعات، هي: “منع الضحية من كل وسيلة للتعبير” ومن أشكالها عدم السماح للضحية بالتعبير عن طبيعة عملها ومنصبها ورأيها المهني، وإن حدث فمصيره التجاهل أو الاعتراض. “عزل الضحية عن باقي زملاء العمل” ومن أشكالها توجيه أعضاء فريق العمل نحو عدم التواصل مع الضحية، أو بنقل مكتبها بعيداً، أو منعها من استخدام بعض الوسائل المكتبية، أو عدم تحديد مهام عمل واضحة لها. “تشويه سمعة وضرب مصداقية الضحية” ومن أشكالها: توجيه الإهانة، الاستهزاء، إطلاق الإشاعات، تلفيق الأكاذيب، وتكليفها بمهام أدنى من مؤهلاتها العلمية. “إلحاق الضرر بالمسار المهني للضحية” ومن أشكالها التقييم المهني المجحف بحق الضحية، إنكار دورها ضمن فريق العمل، واستمرار الانتقاد والتوبيخ. “إلحاق الضرر بصحة الضحية” ومن أشكالها توجيه عبارات التهديد المتوعدة بالاعتداء اللفظي أو الجسدي، أو تنفيذهما فعلياً.
- أما عن الاتجاهات التي يتشكّل من خلالها التحرش النفسي، فأربع: (أفقي) وهو على مستوى الأعضاء أنفسهم في فريق العمل. (عمودي تنازلي) وهو على مستوى رئيس فريق العمل نحو مرؤوسيه. (عمودي تصاعدي) وهو على مستوى أعضاء فريق العمل نحو رئيسهم. (كلي) وفي هذا المستوى، يتضامن الرئيس والمرؤوسين في التحرش النفسي ضد الضحية. يوجه هذا النوع الشامل من التحرش عادة نحو العضو الذي يشكل “مصدر قلق وتهديد حقيقي للمسؤول ومعاونيه من زملاء العمل والمتورطين في مخالفات إدارية أو خرق غير قانوني، مقابل إصرار ورفض الضحية المتحرش بها انتهاج نفس سلوكياتهم”. فمع السمو الأخلاقي للضحية، تتكالب زمرة الفساد الإداري عليها لممارسة أقصى ما أمكن من عنف نفسي أو جسدي تصل إلى حد تصفيتها جسدياً، مع استنفاد كافة الحيل لاستمالتها لصالح الزمرة.
- كشفت بعض الدراسات الأكاديمية عن العلاقة التي قد تربط بين نمط الشخصية وفرص نشوب الصراع، بناءً على الاستعداد السلوكي العدواني للبعض، والميل نحو مواجهة العدوان عند البعض الآخر. فعن (نمط شخصية المتحرش) تُجمع تلك الدراسات على تصنيفه كشخص “نرجسي منحرف وشاذ” مع ما يعانيه من اضطراب سلوكي قد يعود منشأه إلى طفولة قاسية مرّ بها، يصاحبه شعور بالدونية وانعدام للثقة وهواجس بالفشل. يوصف كذلك بأنه مصّاص لطاقة الضحية في حرصه على استنزافها وامتهان كرامتها، ناكر لأخطائه لا سيما تجاه ضحيته، شكاك يميل إلى اتهام الآخرين دون دليل واضح، متزعزع غير ثابت في مواقفه، نرجسي مفرط في تبجيل ذاته، بغيض يفتقر لروح التضامن الاجتماعي ولا يتعاطف مع آلام الآخرين رغم فضوله نحو معرفة تفاصيل حياتهم، وهو من ناحية أخرى ماهر في تقمّص دور الضحية ما تطلب الموقف! أما (نمط شخصية الضحية) ومع طبيعتها التي تؤهلها لمجابهة الاعتداء الخارجي والتي قد تضرب في جذورها كذلك إلى مرحلة الطفولة وما حظيت فيها من معاملة أسرية مميزة، فإن الباحثين في ظاهرة التحرش يجعلون كل من يتميز بشخصية عنيدة مؤهلاً لأن يكون سبباً في أصل النزاع المهني، إذ يحول ضميره ومعتقده ومبادئه دون الانصياع لأي تعليمات يشوبها جانب لا أخلاقي، فيوصف بالمشاكسة تارة أو كعنصر مخل بتنظيم العمل تارة أخرى. إن نمط الشخصية الضحية في العموم هي شخصية طموحة ومتألقة وماهرة ومتفانية، بل إن أهم ما يميزها بما تحمله من قيم هو “القدرة على مقاومة الانصياع للنرجسي الشاذ. يتجلى ذلك بوضوح في ردود أفعالها التي تتسم بالشفافية، ولا تتناقض بين ما تشعر به وطبيعة مواقفها اتجاه تعاملات الغير معها. فما ينطق به لسانها هو تعبير خالص من قلبها. الضحية تعبر من خلال رد فعلها بكل صراحة عن عدم تقبلها لعبارات التجريح والألفاظ البذيئة والمنحطة، والرفض لكل تصرف فيه عدم تقدير واحترام. إنه تصرف لا نفاق فيه“. ولما لهذه المؤهلات من طابع استثنائي لا سيما في محيط العمل حيث نظام الجزاءات والعقوبات والهرمية التنظيمية، فهي “تجعل من الضحية ملفتة للانتباه وتدفع بالمتحرش لدراسة نقاط ضعفها حتى يسهل للجلاد الانقضاض على فريسته”.
- وفي الآثار الناجمة عن ظاهرة التحرش النفسي، يتم تشخيص الأعراض النفسية المرضية ضمن أربع مجموعات رئيسية. ففي الأولى تظهر الأعراض على هيئة “اضطرابات الذاكرة، صعوبات في التركيز، العزلة والانطواء، قلة المبادرة، سلوكيات عدوانية، شعور بعدم الأمان” وقد بذل ضحيتها جهداً في البحث عن أسباب ما آل إليه وضعه دون جدوى. أما في الثانية التي تظهر في صفة اضطرابات نفسية وجسمية، فتشمل “أحلام مزعجة، أوجاع البطن، نقص الشهية، عقدة بالحلق، بكاء شديد”. وبينما تظهر الثالثة نتيجة تعرّض الجسد إلى نوبات جزع فجائية، على هيئة “إحساس بثقل على الصدر، تعرق شديد، اضطرابات في نبضات القلب، صعوبة في التنفس”، تظهر الرابعة جرّاء التعرض للضغط المستمر، وهي تشمل “آلام في الظهر والرقبة، قلة التركيز والاهتمام، الشعور بالدوران والرجفة”.
- والمؤلف وهو يؤكد على أن الآثار السلبية التي تصيب المتحرش به لا تعفي المتحرش من تبعاتها الجسدية والنفسية باعتباره المحرّك لهذه “اللعبة الحقيرة والمدمّرة”، يحرص على تأكيد أهمية التكفّل بظاهرة التحرش النفسي على مستوى داخلي بالمؤسسة وعلى مستوى أرفع خارجها، حيث تتطلب الأولى لفت نظر إدارة المؤسسة لممارسات تلك الظاهرة في دوائرها بما يدعمها من قرائن، إضافة إلى ما قد يرفعه طبيب العمل من تقارير طبية تعزو المعاناة النفسية للضحية إلى أسباب مهنية، في حين تتمثل الثانية في دور القضاء والهيئات الحكومية الرقابية وفي الاستعانة بالمجتمع المدني وتأثيره العام.
- يحرص المؤلف في نهاية كتابه على تسليط الضوء نحو الجانبين الديني والأخلاقي، والتذكير بما جاءت به أحكام الشريعة الإسلامية من مبادئ تضمن المساواة والاحترام والتكافل وتنبذ كافة أشكال التمييز وتحارب الظلم وتكفل حق الأجير سلفاً، وقد أشفع حديثه بعدد من الآيات القرآنية والأحاديث المروية، من أجلّها: “بحسب امرئ أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه”. وهو في هذا لا يغفل عن المرأة التي تمثّل نموذج ضحية مثالي لظاهرة التحرش النفسي في الوسط المهني متضمنة التحرش الجنسي، مشدداً من جديد على المكانة الرفيعة التي خصّها بها التشريع الإسلامي منذ تأسيس الدولة المدنية، وتحريم ما كان يمارس ضدها من ممارسات جاهلية قبل الإسلام.
- يختم المؤلف كتابه بتوجيه رسالة إنسانية تحتضن الروابط التي من شأنها أن تجمع البشرية تحت ظل حياة ذات نسق واحد من الأسس والمبادئ والمعاملات، فما الفروق الفردية سوى مصدر قوة لتطور المجتمعات، وما علاقات العمل سوى أقوى الروابط التي ينبغي عليها توطيد روح التضامن وتجاوز الصعوبات وتحقيق المستوى المطلوب من الرضا المهني، ومن ثم ضمان تحقق الرقي الاجتماعي والتقدم الحضاري والاقتصادي ككل.
وعني، يطيب لي أن أختم بالإهداء الذي بدأ به المؤلف كتابه، والذي خصّ به “أصحاب العقول النيّرة” .. أولئك الذين أخلصوا أعمالهم وهذّبوا سلوكهم وتحمّلوا ما عليهم من مسئوليات بوفاء، فاستطاعوا الوصول إلى قلوب الأفراد المفعمة لهم بالعرفان والامتنان. إهداء يبدو لي كمرآة عكس فيه المؤلف شيء من وجدانه من حيث لا يدري، تشهد له مؤلفاته التي أظهرته كصاحب رسالة إنسانية توعوية، ذو حس عالٍ بالمسئولية، وظّفه مع ما يملك من علم وخبرة لصالح الإنسان.
تم نشر عرض الكتاب في جريدة الشرق: جزء1 – جزء2
تم نشر جانب من هذا العرض على موقع نبض
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (49) في قائمة من (50) كتاب خصصتها لعام 2023 والذي رجوت مع بدايته أن يكون استثنائياً في جودة الكتب التي سأحظى بقراءتها فيه .. وهو الكتاب ما قبل الأخير الذي قرأت خلال شهر ديسمبر ضمن تسعة كتب، وقد حصلت عليه في نفس العام من معرض للكتاب بإحدى المدن العربية ضمن (400) كتاب كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض.
لقد قرأت للمؤلف قبل هذا الكتاب اثنان، هما: (الطب السردي والعلاج السردي بالعربية) و (الاحتراق الذهني لدى المرأة)، وهما لا يقلّان عنه في الأهمية العلمية والرسالة الإنسانية.
وعلى رف (علم النفس) في مكتبتي تصطف إصدارات أخرى كثيرة، أذكر منها: (تقنية التحليل النفسي) و (ليوناردو دافنشي: تحليل نفسي للسلوك الجنسي الشاذ) تأليف (سيجموند فرويد) / (فهم الأمراض النفسية) و (المخ الأبله: ماذا يستطيع عقلك أن يفعل؟) تأليف (دين برنيت) / (سيكولوجية الجماهير) تأليف (غوستاف لوبون) / (جينيالوجيا الأخلاق) تأليف (فريدريك نيتشه) / (انفعالات النفس) تأليف (رينيه ديكارت) / (تشريح التدميرية البشرية) تأليف (ايريك فروم) / (التفرد والنرجسية) تأليف (ماريو جاكوبي) / (مدخل إلى العلاج النفس الوجودي) تأليف (رولو ماي) / (غذاء الدماغ) تأليف (ليزا موسكوني) / (عندما يقول الجسد لا) تأليف (جابور ماتيه) / (عقول مرتابة) تأليف (جويندا بوند) / (ربما عليك أن تكلم أحداً: معالج نفسي وحياتنا كما يكشفها) تأليف (لوري غوتليب) / (أنت البلاسيبو: العلاج الوهمي) تأليف (جو دسبنزا) / (المتخفي: الحيوات السرية للدماغ) تأليف (ديفيد إيجلمان) / (أسباب وجيهة للمشاعر السيئة) تأليف (راندولف إم نيس) / (في علم نفس الاعتقاد: الهراطقة) تأليف (وول ستور) / (سيكولوجية المال) تأليف (مورجان هوسيل) / (مباريات سيكولوجية) تأليف (عادل صادق) / (مدخل إلى اضطراب التوحد) تأليف (عادل عبد الله محمد) / (انسان بعد التحديث: دليلك العلمي للارتقاء النفسي) تأليف (شريف عرفة)
من فعاليات الشهر: تتصادم الأولويات لدي عادة في آخر شهر من كل عام! فهناك دائماً ما هو ضروري لإنجازه قبل بدء العام الجديد .. الضروري الذي يعيق الضروري الدائم لدي .. (القراءة).
وفي هذا الشهر، استلمت شحنة كتب جديدة تجاوزت حمولتها المائة وعشرين كتاب .. حمّلتها أمنياتي لقراءة أكثر غنى في العام الجديد.
تسلسل الكتاب على المدونة: 449
تحية طيبة ….اشكرك بصفتي قارىء لمراجعاتك لمؤلفاتي….و صراحة هي نوع من الطرق السليمة و المثمرة للمؤلف حتى يتسنى له الاجتهاد نحو الاحسن و المفيد.
استفدت شخصيا من مراجعاتك و اشكرك على جهودك المبذولة في تشجيع المقروئية في الوطن العربي و التي مسحت الحدود الجغرافية عنها و جعلتي الكلمة العربية هي القاسم المشترك و راية العلم رفعتها بكل تخصصاتها الاكاديمية دونما تعصب. اتمنى لك التوفيق و السداد مع بداية يوم جديد في كل ايام السنة. شكرا لك.
وبدوري كقارئة لإصداراتك الثمينة التي تمس ألم الإنسان في واقع معاشه وتحمل معها رسالة إنسانية نبيلة .. أشكرك جزيل الشكر وأتطلع لقراءة المزيد من إبداعاتك.
في الحقيقة، أجد هذا النوع من الإصدارات فريد من نوعه، فقد اعتدنا على صورة نمطية للطبيب .. بردائه الأبيض ومحدودية تواصله الذي لا يخرج عن نطاق مهنته، حتى نجده هنا يخلع الرداء ليصل إلى جوهر ألم الإنسان النفسي ويسعى إلى شفاء مسبباته من جذورها، حتى وإن كانت تلك المسببات تقبع على رأس السلطة ومؤسساتها ودور القضاء ومواد القانون، ولا مانع من تأليب الرأي العام كذاك.
في الحديث الشريف (اعملوا، فكل ميسر لما خلق له) .. وفي حدود مدونتي المتواضعة وما حباني به الله من عشق للغة العربية، أجد علي لزاماً نشر كل مفيد ولا بد للخير أن يستقطب أهله.
“وحب القراءة يجمعنا”
الشكر موصول لك د. حشلافي حميد وأرجو لك دوام العطاء والنجاح
مع التحية