الكتاب
الاحتراق الذهني لدى المرأة: صعوبات التوافق بين العمل والأسرة
المؤلف
دار النشر
ألفا للوثائق
الطبعة
(1) 2022
عدد الصفحات
158
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
09/16/2023
التصنيف
الموضوع
العمل عندما يحترق عطائه لأسباب نفسية
درجة التقييم

الاحتراق الذهني لدى المرأة: صعوبات التوافق بين العمل والأسرة

كتاب يبسّط الأعراض الجانبية التي تصاحب العمل المهني في العموم، مع تسليط الضوء على ما يتعلق منها بعمل المرأة على وجه الخصوص .. العمل الذي بات في حد ذاته أحد سمات العالم المتحضر، فضلاً عن ضرورته في إحراز الاستقرار المادي والرفاه الاجتماعي وتحقيق الذات. بيد أن عمل المرأة -الذي أصبح رجل الألفية الثالثة يعدّه أحد صفات الزوجة المرتقبة- يضاف كعبء إلى بقية الأعباء الطبيعية والأسرية والاجتماعية التي تضطلع بها المرأة لا يُنقص منها شيء، العبء الإضافي الذي يمهّد لخلق ضغوط نفسية تتطلب مراعاتها بحكمة وتروٍ، يعزّزها محدودية فرص العمل المتاحة للمرأة في بعض المجتمعات، فضلاً عن تنظيمات العمل التي لا تأخذ بعين الاعتبار العوامل المتعلقة بالأوضاع الأسرية والاجتماعية، والتي تدفع المرأة ضريبتها في العادة من صحتها النفسية. لذا، تشهد مؤشرات السجلات الطبية اضطراد الطلبات المقدمة من العاملات في المجال الطبي لتخفيف العبء -لا سيما في فترات المناوبة الليلية- والتي ترفق عادة بتقارير الاستجواب الطبي الذي يعلل أصل منشأها بـ “صعوبة التوافق بين متطلبات الأسرة والالتزامات المهنية”. وبينما تنتهي مرحلة “الاحتراق الذهني” بطاقة ذاتية مستنزفة، بعد فشل التأقلم مع أوضاع مهنية مستجدة أو مع خبرات صادمة تراكمية أو مع استمرار مصارعة معوقات المسار المهني، فإن هذا الاحتراق يطال “الفئة الهشة” التي تنهار في العادة بعد مرور فترة وجيزة من مواجهة الصعوبات، وهي في تعبير أخص “الفئة العمالية التي تتميز بدرجة عالية من التفاني والإيثار واضفاء الطابع المثالي على مهنتها”، بحيث تعيق تلك الصعوبات احتفائها بالتقدم المهني الذي أحرزته أو ترغب في إحرازه، “وكأنه نزع لقارورة الأوكسجين التي كانت تنعش حياتها”.

وعن ماهية الاحتراق الذهني، يسعى هذا الكتاب إلى تدقيق النظر فيه وتقليب مراحل تطوره من كافة المجالات المعرفية، بغية تأطير الخطط الوقائية التي تتلاءم والظروف الاجتماعية لا سيما في المجتمعات العربية، ومن ثم نشر مخرجات الأبحاث الأكاديمية المعنية لعموم الإفادة. والمؤلف إذ يستخدم تقنية المسح المكتبي المشترك عالمياً بين الشرق والغرب، فهو يعني بدمج الجانب الاجتماعي للحياة في الثقافة العربية، إذ أن “فهم الظاهرة الاجتماعية أو تشخيص المرض هو بالفعل جزء من علاجها” كما يختم المؤلف مقدمة كتابه.

أما عنه، فهو طبيب وباحث استشفائي في كلية الطب بجامعة وهران الجزائرية، وأستاذ جامعي مشارك بقسم علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية بها. وهو -إضافة إلى تخصصه المهني ونشاطاته في مجال البحث العلمي- كاتب وروائي، حيث صدر له أكثر من عشرين مؤلفاً علمياً وأدبياً، وباللغتين العربية والفرنسية، كما أنه مشارك فعّال في البرامج التوعوية الإذاعية والمتلفزة، لا سيما حول الصحة النفسية.

ابتداءً، يهدي المؤلف كتابه “إلى كل امرأة تسعى من أجل بناء مجتمع صالح”، ثم يفرد لها أربعة فصول رئيسية تتناول معضلة “الاحتراق الذهني” لديها ولدى أقرانها، يندرج تحت كل منها عدد من المباحث ذات الصلة، والتي بدوري أفرد الأسطر القادمة لمقتطفات عنها، وباقتباس في نص حارق إضافة إلى ما سبق (مع كامل الاحترام لحقوق النشر)، وقد حاز الكتاب ثلاث نجمات من رصيد أنجمي الخماسي:

الفصل الأول: التوافق بين العمل والأسرة

يبحث هذا الفصل أولاً في معنى التوافق المشار إليه، يليه ما يترتب على عدم تحققه، وينتهي بعرض الواقع الاجتماعي المتمثّل فيه.

  • بينما يتم التعارف علمياً على هذا التوافق كصراع يتمظهر في ثلاثة أوجه: (الوقت – تبادل الأدوار – السلوك)، فإن وجه الصراع مع الوقت يمثّل الهاجس الأكبر لدى المرأة، وذلك تحت ضغط الانضباط بمواعيد العمل والالتزام المهني والأداء الوظيفي وتحقيق الأهداف المرجوة منه، والذي يرتبط بشكل رئيسي مع الأجر الشهري .. الهاجس الذي يستلزم المرأة إعداد التخطيط اليومي اللازم لإنجاز الواجبين المنزلي والمهني، بحيث يصبح أي طارئ بمثابة عبء مفاجئ يضاف إلى “عداد الضغوط النفسية القاهرة” لليوم الواحد.
  • وبين الشق الأسري والتزاماته وما يطرأ عليه من أزمات كالمرض والحاجة المادية، والشق المهني بتحدياته وصعوباته المتمثلة في الجزاءات والعقوبات، تتفق المطامح، حيث الحياة الأسرية تلتقي مع الحياة المهنية كسلسلة طبيعية لتحقيق مشروع حياة متكامل، وهو يستدعي جهود مبذولة ومتواصلة لوضع تناغم متناسب، لكن في نفس الوقت أمكن لهذا الهرم الهيكلي من الاستقرار أن يتصدع وينهار سقفه ليصل لمرحلة الاحتراق الذهني إن هزت أركان السقف في أحد زواياه من الحياة الأسرية أو المهنية“.

الفصل الثاني: الاحتراق الذهني

يبحث هذا الفصل أولاً في ماهية الاحتراق، ثم يستعرض أعراضه النفسية، ويختم بمسبباته.

  • كـ “كينونة ذات طبيعة نفسية مرضية”، تم في الآونة الأخيرة إدراج “متلازمة الاحتراق الذهني” ضمن منظومة العوامل الأكثر خطورة في الوسط المهني المتمثّلة تحديداً في الجانبين النفسي والاجتماعي، والتي تُعرف كحالة مزمنة من الإرهاق النفسي المصاحبة لـ “تداعيات جسدية متنوعة” .. الحالة التي لها أن تتطور إلى “حالة عصبية قاهرة” تنتهي بالموت انتحاراً، إذ أن ديمومة تلك المتلازمة التي تدفع الفرد ابتداءً إلى تطوير مهارات دفاعية عقلية، تستنزف قدراته وطاقته وتوازنه النفسي بمرور الوقت، والتي قد يبدو معها ظاهرياً سليماً متماسكاً إلى حد معقول. إن تلك المتلازمة تتحدد من خلال ثلاثة أبعاد رئيسية، هي: “الفشل العاطفي، تبدد الشخصية والشعور بالاغتراب، وعدم الإنجاز”.
  • لا يصل الفرد إلى المرحلة النهائية من الفراغ العاطفي وانعدام القدرة على الاستثمار النفسي وعلى التفكير الإيجابي، إلا بعد مروره بعدة مراحل من التوترات المتلاحقة وحيل مواجهتها، إذ أن “إن ارتباط تكدّس مصادر إضافية من المعاناة النفسية في حياته اليومية هو الذي يعجّل وتيرة التطور نحو المواقف السلبية في اتجاه الذات من خلال الاستصغار الشخصي، وفي اتجاه الآخرين من خلال التجنب والعزلة”.
  • يضرب المؤلف مثلاً في الفريق الطبي كفئة مهنية معرّضة لمهلكة الاحتراق الذهني، وذلك لطبيعة الالتزام العلائقي بينها وبين المتلّقي للعلاج والذي يتطلّع إلى تخفيف آلامه ومعاناته بطبيعة الحال، وهي علاقة مرتبطة على درجة كبيرة مع “التعاطف التجاوبي” .. كما أن الإرهاق النفسي قد ينتج عن الشعور بالإحباط بعد تقديم أقصى خدمة طبية في حين تقابلها نتائج عكسية، كحالة اليأس التي تعصف بالفريق الطبي بعد فقد المريض الذي قدم له خدمات مضنية وسهر على شفائه. يُصنف هذا الفريق المكلوم ضمن الفئة المهنية التي تُسمى بـ “مهن الإيثار”، كغيرها من المهن في القطاع الخدمي، كالتعليم.

الفصل الثالث: الاحتراق الذهني المهني

يلقي هذا الفصل الضوء على الاحتراق الذهني المصاحب لعدد من المهن لا سيما الأكثر انتشاراً، وهي: الطب، التعليم، القضاء، الشرطة، التجنيد، الصحافة.

  • على الرغم من اشتراك بعض القطاعات المهنية في الأعراض السريرية لحالة الاحتراق الذهني، تتباين المسببات تبعاً لطبيعة المهام وظروف العمل المحيطة! فعند المنتسبين لمهنة الطب، تأتي الأسباب من جملة: عرقلة المهام بنقص المعدات، تصادم التخصص المهني والواقع العملي، تكرار الفشل .. كما أن العمل الليلي يتسبب في العادة باضطرابات نفسية وعقلية مقارنة بالعمل النهاري، تظهر في أعراض مثل: “التهيج، الجسدنة، اضطرابات الوسواس القهري، الحساسية المفرطة بين الأشخاص، القلق، اضطرابات المزاج، اضطرابات جنون العظمة”. أما عند الطبيبة تحديداً، فقد أظهرت دراسة حديثة خصّت الطبيبات المختصّات في العمل الجراحي، مدى العبء الملقى عليهن تجاه أسرهن وواجباتهن المنزلية، في حضور أزواجهن أو شركائهن بما في ذلك رعاية الأطفال (57.2% مقابل 11.2%) ، والإنقاذ أو رعاية الأطفال الطارئة (43.5% مقابل 26.3%)، الطهي (43.9% مقابل 11.2%) ، التسوق (45.9% مقابل 24.8%)، شراء الملابس للأطفال (86.4% مقابل 2.7%)، التخطيط للإجازة (50.2% مقابل 15.2%) ، المساعدة في الواجبات المنزلية (22.1% مقابل 3.9%) والغسيل (13.1% مقابل 4.46%)“. أما مهنة التعليم، فقد تم تصنيفها عالمياً من مختلف السياقات الثقافية بالأكثر إرهاقاً ضمن المهن الأخرى، في حين تأخذ المعلمة تحديداً على عاتقها ضرورة تعدد مهامها من تدريس ورسم ورياضة وتواصل مع أولياء الأمور، لا سيما في المرحلة الابتدائية، ما يضاعف من حدة ضغوطها النفسية، إضافة إلى محاولات التكيف المستمرة مع الإصلاحات التنظيمية والتربوية وما يستلزمها من تدريب وتطوير مستمرين. وفي حين صرح الكثير من الملتحقات بسلك الشرطة عن رغبتهن في ممارسة هذه المهنة لفائدتها المجتمعية واتصالها بشرائحه وضمان احترام القانون بها، فقد أظهرت نتائج إحدى الدراسات تعرضهن “لخطر اضطراب ما بعد الصدمة” بشكل أكبر، وما يلحق به من إرهاق ذهني ووهن عاطفي واحتمالية محاكاة صور العنف التي كان يتوجب عليهن مكافحتها في الأصل. ومن جانب العمل الصحفي والإعلامي “وبالأخص لدى الصحافية المعتقدة براسخة في أداء مهمتها النبيلة والمتمثلة في حق المواطن في المعلومة، فقد تعرض نفسها للإقصاء واختلاق المتابعات القضائية ضدها بحجج القذف للأشخاص وتقييد لحرية القلم والتعبير من طرف الأنظمة الاستبدادية، أو حينما تفضح الصحافية الاستقصائية مشاهد الفساد والرشوة، فيكون مآلها نحو السجون والمعتقلات أو إلى سبيل الاغتيالات لقمع الحريات. وعلى سبيل الاستدلال ما أحصته لسنة 2020م المنظمة الدولية للدفاع عن الصحافيين بتواجد 274 صحافي معتقل في السجون بسبب أدائهم المهني. هذه الهواجس المخيفة ذات الطابع الأمني تهز باستمرار كيان الصحافية، فتعيش في دوامة الاضطرابات النفسية تصل بها إلى حافة الاحتراق الذهني مع كل مضاعفاته الصحية”.

الفصل الرابع: الاحتراق الذهني لدى الأم العاملة

  • على الرغم من أن التحديات نحو تحقيق الطموحات في الحياة يحوطها الكثير من المتاعب، إلا أن تلك المعنية بمتاعب الأم العاملة لا سيما الأسرية منها تبقى طي الكتمان، كنوع من التحدي الذي تواجهه في سبيل المحافظة على توازن نجاحها المهني والأسري معاً. تظهر تلك التحديات أكثر ما تظهر لدى الأمهات الشابات، وذلك لما يلحق بهن من صدمات في سن مبكّرة ترتبط بواقع الحياة من تأسيس أسرة سليمة ومستقرة مقابل التنازلات والتضحيات، تحت ظرف انخفاض روح المسئولية المشتركة من قبل الزوج. وبينما تبرز صفات التفاني والبذل والإيثار لدى هذه الفئة، فإنها تسعى للتعويض مادياً من نصيبها تجاه زوجها وأطفالها ومن أجل بقاء أسرتها متماسكة .. إن مشاعر الندم والذنب في حالة الفشل المدرسي أو انحراف في سلوك أطفالها يمكن أن تخلق بداخلها عدم ارتياح نفسي متزايد، خاصة إذا لم تجد الحلول المناسبة وفي أقرب وقت ممكن. يمكن أن تتحول المعاناة الأسرية لدى الأمهات العاملات إلى صورة تطورية خطيرة للغاية وفي مواقف معينة التي قد تكون مرتبطة بمختلف الاهتمامات المتعلقة بالمجال المهني، مما يعقد حالتها النفسية الشبيهة تماماً بالصورة الناجمة من الاحتراق الذهني المتأصل لوحده في مناصب العمل المختلفة وقطاعات النشاطات المهنية المتنوعة“.

على هامش مادة الكتاب، ثمة ملاحظات لفتت انتباهي أسردها فيما يلي:

  • جاءت اسقاطات الاحتراق الذهني على المرأة، عامة، ومن غير استفاضة، وتفتقر للنماذج والإحصائيات التي تتعلق بها تحديداً، وذلك خلافاً لما صرّح به عنوان الكتاب.
  • يزخر الكتاب بنسب وإحصائيات مستمدة من مراجع غربية! قد يعود هذا لبحث المؤلف الأكاديمي الذي نشره ابتداءً باللغة الفرنسية. قد يُعزى السبب الآخر إلى قصور الدراسات العربية وشحّ تلك البيانات في المراجع العربية.
  • ترد بعض المفردات التي قد تكون غريبة في اللغة العربية، أذكر منها على سبيل المثال: ص48: عدم تزوّده في حينه / ص50: التربص القاعدي / ص54: الجسدنة / ص85: العمل الجواري
  • ترد بعض الأخطاء المطبعية واللغوية -ولا أدّعي اتقان اللغة العربية- أذكر منها على سبيل المثال: ص12: للحلحلة هذا النوع (لحلحلة) / ص28: لأدوارهم الاجتماعية كزوجات (لأدوارهن) / ص33: بين المجال المهني والأسري (المجالين) / ص48: توضحنا لنا (توضح لنا) / ص50: للإشراف فعال ومنتظم (للإشراف الفعال والمنتظم) / ص51: بالمن خلال (من خلال) / ص52: قانون العمل لجزائري (الجزائري) / ص68: إن القاضيات مقارنة بزملائهم الذكور لديهم قيود (بزملائهن / لديهن) / ص69: حياتهم (حياتهن) / ص74: للمعني (المعني) / ص100: لمرتبة السلطة (مرتبة) / ص117: بملايير الدولارات (بمليارات) / ص128: أباحنا (أبحن) / ص143: لحلحة الإشكالية (حلحلة).

عود على ذي بدء، يحمل المؤلف همّ المرأة العاملة التي تبلبلت جهودها في الوقت الحاضر بين مطرقة العمل المهني وسندان الواجب الأسري، في عالم أضحى يحترم المواثيق الدولية ويعزز مبادئ المساواة بين الجنسين، والتي لا بد منها بشرط الأخذ في الحسبان الاعتبارات الثقافية والاجتماعية وضمان عدم تضارب الدورين الحيويين .. وقد تناول المؤلف بموضوعية علمية آهات تلك المرأة النفسية التي لم يكن لها أن تُفلت إلا استحياءً، والتي لم يكن لها أن تُشخّص سوى كقلق نفسي في أحسن الأحوال، محاولاً تزويد المكتبة العلمية بمنظور أكثر دقة في تناول عمل المرأة وأكثر توازناً بين مهامها الأسرية ومقتضيات عملها المهني.

وأخيراً، أختم بمقولة للفيلسوف الفرنسي فولتير التي أوردها في مقدمة كتابه (الرسائل الفلسفية): “إن أكثر الكتب إفادة هي تلك التي يسهم فيها القارئ بنفسه” .. وفي هذا الكتاب، لا بد وأن يتقاطع القارئ والكاتب بشكل ما على مفرق الطريق! فكم منا يتلبّسه نمط الشخصية المحترق ذهنياً؟ ذو الصورة المثالية، الكفؤ الدؤوب الحيوي النشط، المفعم بالحركة، الملفت للنظر، المنهك بحالة من التعب المزمن جرّاء إخلاصه لقضية ما في حياته .. الذي عمل خيراً ثم شر لقى؟ إنه هنا في هذا الكتاب وإنها هنا! تحت مجهر الحكيم .. اسماً ورسماً، ووصفاً وعلاجاً.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (9) في قائمة طويلة من كتب فكرية خصصتها لعام 2023 والذي رجوت أن يكون استثنائياً في جودة الكتب التي سأحظى فيه بقراءتها .. وهو أول ما قرأت في شهر سبتمبر، وقد حصلت عليه من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية من نفس العام ضمن (400) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض.

وللمؤلف في مكتبتي كتابين آخرين، هما: الطب السردي والعلاج السردي بالعربية / التحرش النفسي في الوسط المهني.

من فعاليات الشهر: قضيت رحلة سياحية في ربوع سويسرا الساحرة .. وكعادتي في اصطحاب الكتب أثناء سفري، فقد كانت مفارقة أن ألتقط هذا الكتاب تحديداً في الوقت الذي كنت أعاني فيه من (احتراق ذهني) يوافق ما جاء به الكتاب إلى حد كبير .. الاحتراق الذي أردت الهروب منه لكنه جعل (الصداع النصفي) حاضراً وسط الطبيعة الخلّابة والثلج على سفح الجبل وزخّات المطر وبريق قوس قزح .. غير أن الفنتازيا التي خلقتها تلك الرحلة أخمدت ذلك الاحتراق .. ولعله لا يعود!.

تسلسل الكتاب على المدونة: 409

 

تاريخ النشر: سبتمبر 23, 2023

عدد القراءات:612 قراءة

التعليقات

  1. مقال ممتاز وواف كالعادة ويعطينا نظرة شاملة عن كتاب مهم تفتقر لمثله المكتبة العربية
    مقدّر جدًا لنشاطك في ضخ كمية طيبة من المحتوى التثقيفي النافع والرائع رغم سفرك وانشغالاتك.
    وفقك المولى تعالى ورزقك ما تحبين وزادك من فضله

    1. أشكرك جداً على تشجيعك وعلى ردك الكريم .. نعم يوجد شح في مثل هذه الأبحاث في المكتبة العلمية العربية، وهذا ما صرّح به المؤلف في كتابه، وعسى أن يستمر في طرح مثل هذه الأبحاث القيّمة وأن يكون محفّزاً لغيره من الباحثين للحذو حذوه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *