♥
الكتاب رقم 99
نعم
بيدي الآن الكتاب رقم 99 للعام
إنه كتاب (يوميات القراءة) .. لمؤلفه الكاتب-القارئ الموسوعي (ألبرتو مانغويل)
لم يقع اختياري عليه عشوائياً
فقد قصدته ليحتل المرتبة (99) ضمن قائمة قراءاتي
وذلك لما وجدت في عنوانه تعبيراً مماثلاً للشغف الذي لازمني منذ بداية العام
في مواصلة القراءة ليل نهار
وما كنت أسجل من ملاحظات في كراستي
وما كنت أدوّن منها على مدونتي
يقول (ألبرتو مانغويل) في مقدمة كتابه:
“ثمة كتب نمر عليها بسرور مرور الكرام، ناسين صفحة بمجرد قلبها إلى صفحة أخرى، وكتب أخرى نقرأها باحترام دون أن تكون لنا شجاعة أن نوافق أو لا نوافق، وغيرها تقدم لنا محض معلومات وتمنعنا عن التعليق، وثمّة كتب تبقى، لأننا أحببناها لوقت طويل وبكثير من الودّ، نستطيع ترديدها كلمة كلمة، بما أننا نعرفها -بالمعنى الصحيح للعبارة- عن ظهر قلب.
القراءة حوار! يدخل المجانين في حوارات تخيلية يسمعونها تتردد في أماكن ما من عقولهم، ويدخل القراء في حوار مماثل تحرضه بصمت الكلمات المطبوعة على صفحة.
لا تُسجّل عادة ردود القراء! بيد أن أحدهم يمكن أن يشعر مراراً بالحاجة إلى تناول قلم رصاص وكتابة إجابة على هامش النص. هذا التعليق، هذه اللمعة، هذا الظلّ الذي يرافق في بعض الأحيان كتبنا المفضلة، يوسع وينقل النص إلى زمن آخر وتجربة أخرى. إنه يعير الواقع إلى الخيال بأنّ كتاباً يتحدث إلينا (ويشتاقنا نحن القراء) إلى وجوده”.
♥
أما الآن
فأترقّب الكتاب رقم (100)
وعنكم؟
ماذا قرأتم؟
♥
♥
♥
وقرأت الكتاب رقم 100
نعم
بيدي الآن الكتاب رقم 100 للعام
إنه كتاب (أنا والكتب) .. لمؤلفه الأكاديمي والكاتب والمؤرخ الفلسطيني (طريف الخالدي)
وكما حصل مع الكتاب رقم (99)
فلم يقع اختياري عليه عشوائياً
فقد قصدته عن عمد ليحتل المرتبة (100) ضمن قراءاتي
وذلك لما وجدت في عنوانه تعبيراً مماثلاً للشغف الذي لازمني منذ بداية العام
في مواصلة القراءة ليل نهار
حتى كدت أذهل عمّا حولي
يقول (طريف الخالدي) في مقدمة كتابه:
“الشك والامتناع عن الأحكام الجازمة والعلم بعواقب الأمور، كلها أمور تأتي في غالب الأحيان من التجارب التي يقع عليها المرء في الكتب. فلو لم تكن للكتب فائدة سوى هذين الأمرين لكانت الفائدة عميمة النفع”.
إنه .. كتاب عن كتب
ممتنع .. قصير وثري
ويتعذر الوصف في تصوير روعته
♥
لكنني لا زلت مستمرة في القراءة
وأترّقب نهاية العام
وآخر كتاب فيه كمسك للختام
♥
فيا أصدقاء الكتب؟
ما حالكم مع القراءة؟
لمشاهدة المقطعين معاً
أظن بأنه سيكون عندي نفس الرأي لسابقة حصلت معي وأنا أقرأ بكتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله، كنت جداً مستمتعاً بالقراءة، فبدأ الحديث عن خلق السماوات والأرض ثم عن خلق سيدنا آدم أبو البشر ثم عن الأقوام تبعاً كيف نشؤوا ومن ثم اندثروا، حتى وصل إلى سيرة خير الخلق أجمعين وخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت سيرة عطرة فيها من الأحداث العظيمة التي حصلت معه صلى الله عليه وسلم ومن ثم بعد وفاته صلى الله عليه وسلم بدأ بسرد خلافة أبي بكر الصديق ومن ثم عمر وعثمان وعلي، فتوحات وانتصارات وانتشار لرقعة الدولة الاسلامية، تاريخ مشرف وترفع رأسك عالياً وأنت تقرأه، ثم معاوية ابن أبي سفيان الذي حول نظام الحكم من الخلافة إلى النظام الملكي المتوارث، وبدأت تحصل أمور تثير الإشمئزاز كأن أصبح للحاكم قصور وخدم وأموال طائلة .. تلك الأمور التي كان يعتبرها الخلفاء الراشدين ليست من حقهم وإنما هي أموال الرعية، ولكن بقيت أعيش جو الانتصارات والفتوحات مع بعض الأخبار المخزية كشرب يزيد ابن معاوية الخمر وكذلك هارون الرشيد الذي قيل عنه أنه كان يغزو عاماً ويحج عاماً، كان يشرب الخمر مع وزيره البرمكي، هذا في البداية والنهاية للحافظ ابن كثير وليس لكاتب مستشرق، ثم مع الخلافة العباسية بدأت الجماعت بالخروج على الحاكم وكثرت الانقلابات، وأصبحت القراءة بالنسبة لي أمر محزن ومهين لم أستطع اكمال الكتاب كاملاً وتوقفت في منتصف الخلافة العباسية.
وبالنسبة للثورات العربية فالحديث عنها يطول ولكنني على ثقة لو جاء بعدنا كالحافظ الن كثير وكتب تاريخنا وقرأه شخص مثلي فلسوف يتقيأ ويمرض ويحمد الله أنه لم يعش في زماننا ونحن فوق المليار مسلم ومع ذلك تنتهك حرماتنا وتستباح أرضنا وفوق ذلك نقوم بتقليدهم في شعائرهم كعيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية ونقلدهم في لبسهم وفي كلامهم وطعامهم وعلاقاتهم الاجتماعية .. وصدق صلى الله عليه وسلم “ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه”
جميل أن تحفّز قراءة مراجعة قصيرة ذاكرتك لاسترجاع تجربة قراءة كتاب سابق، لاسيما كتاب ضخم كالذي ذكرت. وصفك للكتاب مسترسل بشكل جيد، ووصف انطباعك ينم عن الصدق والتفاعل مع ما قرأت، لا سيما وهو يتحدث عن التاريخ الإسلامي، والخيبة التي لاحقتك فيما بعد! والذي استثار خبرتي السابقة في قراءة (لا أقول كتب بل كوابيس) محاكم التفتيش في أسبانيا إثر سقوط الأندلس! لا أنكر بأنني أحياناً أتمنى بعد أن عرفت لو لم أعرف .. وأهوال المغول والتتار في العالم الإسلامي لاسيما حضارته .. ليست ببعيدة عن الذاكرة!
أما هذه الرواية، فلم أتمكن من إنهائها -وأنا بعادتي مقلّة في قراءة الروايات- بسبب (اللخبطة) التي حصلت في (خلط) الماضي بالحاضر، من غير هدف واضح كما بدى لي .. فجاء القرار بإقفاله! لا يمنع هذا من تأييد رأيك فيما يتعلق بربيعنا العربي .. والله المستعان.
شكراً جزيلاً لمشاركتك.