الكتاب
سحر النوم
المؤلف
الكتاب باللغة الأصلية
The Magic of Sleep - By: Michael Smith
دار النشر
ثقافة للنشر والتوزيع
الطبعة
(1) 2020
عدد الصفحات
240
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
01/27/2023
التصنيف
الموضوع
عملية النوم الحيوية وما خفي من أسرارها
درجة التقييم

سحر النوم

كتاب أشبه بكراسات اليافعين الملونة الباعثة على السرور المحفّزة للابتسام، وهو يحتوي على معلومات لا يتجاوز بعضها مساحة الفقرة القصيرة، ويشبه بعضها الآخر رؤوس الأقلام، كالتي يكتفي بها من لا يهوى القراءة بطبعه لكنه يرغب في تحصيل معلومات عامة وبشكل خاطف .. وكل ذلك عن (النوم).

إذاً هو كتاب يلم سريعاً بكل ما يحيط بالنوم أو ما أسماه بالسحر وأسراره .. من قصص وطرائف ومعلومات ونصائح متواضعة، وقد جاءت نتائج الأبحاث العلمية الحديثة بقدر صادم من المشاكل الصحية التي يتسبب بها تدنّي جودة النوم، كأمراض القلب والسكري والشيخوخة المبكرة واضمحلال الذاكرة والزهايمر والسرطان. ومع الصفحات الأولى، يشير الكتاب إلى موقع كالم (Calm) الإلكتروني وتطبيقاته وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يقدم مواد تساعد على التأمل اليومي والاسترخاء والهدوء، ومن ثم بلوغ درجة متقدمة من عملية التركيز الذهني، والذي بات يعتبر مطلباً ملحّاً في العصر الرقمي.

ينقسم الكتاب الطريف (The Magic of Sleep – By: Michael Smith) إلى أربعة أقسام رئيسية، يحظى معها بنجمة واحدة من رصيد أنجمي الخماسي، وذلك عن متفرقات جاء بها. والأقسام هي:

  1. علم النوم
  2. مشاكل النوم
  3. عالم الأحلام
  4. سحر النوم

ومن هذه الأقسام، أعرض مقتطفات مما علق في ذهني عن النوم وسحره بعد القراءة، وباقتباس في نص ناعس (مع كامل الاحترام لحقوق النشر):

  • لماذا ننام؟ يجيب الكتاب في القسم الأول (علم النوم) عن هذا السؤال الذي يبدو بديهياً، ليعدد أسباب سبع له، هي: “1. تعزيز المناعة 2. تطلعات أكثر سعادة 3. محيط خصر أصغر 4. يحسّن الرغبة الجنسية 5. الوقاية من مرض السكري 6. قلب أكثر صحة 7. زيادة في الخصوبة”.
  • وعن أغرب وصفات العلاج التي يذكرها التاريخ في مغالبة الأرق، يعدد الكتاب عشرة منها بشكل استثنائي في القسم الثاني (مشاكل النوم)، منها: إتباع إحدى الطريقتين التقليديتين في تناول إما “أحشاء الحلزونات البحرية” قبل الذهاب للنوم وذلك على الطريقة اليابانية التقليدية، أو تناول “الخس المقلي” على الطريقة الفرنسية التقليدية .. غير أن قدماء المصريين قد لجأوا إلى ساق نبتة الخس ليستخلصوا منها “أفيون الخس” ويتعاطونه مع الشراب. وكمخدر آخر، كان شرب “العصارة الصفراوية لخنزير مخصي” على جرعات رائجاً في العصور الوسطى، بينما كان الإيطاليون في عصر النهضة يفركون أسنانهم بـ “شمع أذن الكلب”. وبينما كان البريطانيون في العصر الفيكتوري يربطون رؤوسهم بمنديل بعد غسلها بـ “الصابون الأصفر” كعلاج طبيعي، كان أديبهم (تشارلز ديكينز) يقسم على فائدة “توجيه سريرك نحو الشمال” كوصفة فعّالة.
  • وعن الأحلام الأكثر شيوعاً حسب دراسة أمريكية أجريت عام 2016، يحددها القسم الثالث (عالم الأحلام) بعشرة، هي على التوالي: “السقوط، الملاحقة، العودة إلى المدرسة، عدم الاستعداد لخوض اختبار أو حدث مهم، التحليق، القيام بعلاقة جنسية محرّمة، مقابلة شخص ميت، الموت، سقوط الأسنان، الضياع”. وبينما يتطرق هذا القسم إلى النظريات التي وضعها عدد من علماء النفس والأعصاب في مجال الأحلام، كأمثال (سيغموند فرويد) و (روبرت مكارثي)، يعرض قول مؤسس علم النفس التحليلي السويسري (كارل يونغ) الذي يذهب إلى ربط بساطة الحلم وتعقيده بطبيعة الحالم نفسه، فيقول: “لاحظت أن الأحلام تأخذ شكلاً معقداً أو بسيطاً تبعاً لتعقيد الحالم نفسه أو بساطته، إلا أنها دائماً تسبق وعي الحالم بخطوة”.
  • وفي القسم الأخير (سحر النوم) الذي اتخذه الكتاب عنواناً رئيسياً له، يتساءل عن مدى إمكانية “التعلم أثناء النوم”، والذي جاءت إجابته بالإيجاب. حيث يعرض هنا عدة نماذج عملية للتدليل عليها، مثل “تعلم ارتباطات جديدة” في تجربة تعريض مدخنين متطوعين أثناء النوم لرائحة دخان ممزوجة برائحة عفنة لسمك وبيض، ما نتج عنه انخفاض معدل التدخين لديهم خلال أسبوع بعد التجربة .. كذلك، إمكانية “دراسة المفردات الأجنبية” كما حصل في تجربة تعليم ألمان مفردات هولندية خلال نومهم، إضافة إلى إمكانية “تحسين المهارات الموسيقية” كما في تجربة المتطوعين لتعلّم عزف مقطوعة موسيقية على الغيتار. لذا، تأتي التوصية في النهاية بأن: “تأكد من الحصول على قيلولة بعد تعلّم أي شيء جديد، ودع النوم يطبق تأثيره السحري”.

وعلى هامش مادة الكتاب، تحصد عيناي عدداً من الأخطاء الإملائية والمطبعية، إضافة إلى الطبعة المتعبة التي أظهرت محتوى الكتاب في خط إما صغير أو مرتعش وبخلفية إما باهتة أو داكنة، ما أعاق سلاسة القراءة، رغم بساطة اللغة المستخدمة.

أختم وأنا استحضر قول مجنون ليلى (قيس بن الملوّح) في قصيدته الحالمة (تذكرت ليلى والسنين الخواليا)، كاشفاً عن جانب من سحر النوم وسرّه، وقد عاش المجنون في القرن الأول الهجري وما عاصر تطبيقاً إلكترونياً .. فقال:

وإنّي لأسْتَغْشي وما بيَ نَعْسَةٌ … لعَلَّ خَيالاً مِنكِ يَلْقى خَيالِيا
هِيَ السِحرُ إِلّا أَنَّ لِلسِحرِ رُقيَةً … وَأَنِّيَ لا أُلفي لَها الدَهرَ راقَيا

 

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (2) في قائمة طويلة من كتب فكرية خصصتها لعام 2023 والذي أرجو أن يكون استثنائياً في جودة الكتب التي سأحظى بقراءتها خلاله .. وهو ثاني كتاب اقرؤه في شهر يناير، وقد حصلت عليه من متجر جملون الإلكتروني للكتب العربية في يوليو عام 2021، ضمن (20) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من تلك الشحنة.

خاطرة: ذنبي هو أنني لا اقرأ عن الكتاب بما يكفي قبل شراؤه في بعض الأحيان، ولو تصفحت هذا قبل شراؤه ما اشتريته، أو لكنت اشتريته لأهديه لأحد أطفال العائلة .. وسأفعل الآن!

من فعاليات الشهر: لا شيء مميز سوى مصارعة الوقت من أجل استكمال أعمال فائتة عن العام الماضي .. وقد أجلّت عمل الأمس إلى اليوم وإلى الغد وإلى ما بعد الغد!

تسلسل الكتاب على المدونة: 402

 

تاريخ النشر: يناير 27, 2023

عدد القراءات:458 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *