الكتاب
1970 عام البطولة
المؤلف
الكتاب باللغة الأصلية
Setenta - By: Henrique Schneider
المترجم/المحقق
د. السيد واصل
دار النشر
دار صفصافة للنشر والتوزيع
الطبعة
(1) 2024
عدد الصفحات
178
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
02/25/2025
التصنيف
الموضوع
تعذيب بشع في سجون برازيلية
درجة التقييم

1970 عام البطولة

يروي هذا الكتاب المصنّف ضمن أدب السجون واقعة حقيقية لتعذيب سجين بريء، جاءت كنموذج بشع عن سجون التعذيب في جمهورية البرازيل، والتي ادعى وزير العدل فيها آنذاك (ألفريدو بوزيد 1969:1974) بخلوها من التعذيب!

وبينما يروي هذه الواقعة الكاتب والمحامي (هنريكي شنايدر 1963) ضمن ثلاثية (الديكتاتورية)، والتي تفوز بجائزة (بارانا) للمسابقات الأدبية الرئيسية في البرازيل، فإن (راؤول دوس سانتوس فيجيرا) البالغ من العمر خمسة وعشرين عاماً، المصرفي النموذجي، والمحطّم بعد تجربة حب فاشلة .. هو ضحيتها!

وفي حين يُفرج عنه في يوم 21 يونيو من عام 1970 .. اليوم الذي شهد فوز الفريق البرازيلي بأربعة أهداف نظير واحد للفريق الإيطالي في مباريات كأس العالم وإحرازه لقب البطولة وحصوله على الكأس للمرة الثالثة .. فقد بدى استمراراه في إنكار الاتهامات الموجهة له تحت التعذيب “وكأنه نوع من البطولة” على مسامع كبير زبانية التعذيب!

لم يقف حد البشاعة في صنوف التعذيب التي مورست عليه دون تهمة مثبتة أو تحقيق مسبق، ناهيك عن بذاءة الألفاظ وفُحش الشتم والسب والتقريع، بل كان الأدهى والأمر استمرار أولئك الزبانية في طغيانهم حتى بعد أن تبين لهم -عن طريق مستوى رسمي رفيع- بأن (راؤول) برئ تماماً من تهمة التورط مع جماعات شيوعية بلشفية تخريبية، إذ تم إلقاء القبض على المطارد الحقيقي .. بل إنهم أرادوا تصفيته دون علم أحد كمحاولة لتغطية سوأة أعمالهم، ثم عدلوا قرارهم بإطلاق سراحه وهو معصوب العينين وتركه يهيم في مدينته (بورتو أليجري) حتى منتصف الليل قبل السماح له بالعودة إلى منزله، تحت تهديد سافر بالقتل إن تحدث لأحد، حيث سيبقى تحت مراقبتهم المباشرة .. فهو إن كان طليقاً فليس حراً .. كما أفهموه! ولقد تم! ففي حين لجأ إلى أحد المطاعم التي اكتظت بالمشجعين البرازيليين أمام شاشة المباراة، فقد تتبعه أحد الزبانية الذي قصد الجلوس إلى جواره وحاول جرّه في حوار يكشف عن مدى ولائه للبرازيل، وكرسالة مبطنة في استمرار اتهامه كشيوعي متآمر على وطنه!

وفي حين ظهرت والدته المكلومة تهيم بين مراكز الشرطة والكنيسة ودور الصحافة وبيوت الجيران والأصدقاء، وهي تكرر وصفها الشجي لابنها الوحيد، الملتزم بطريقه من البيت إلى العمل، المحب للسيدة العذراء، الخلوق والمسالم، فلم تعرض تفاصيل الواقعة المشهد الأخير وهو في طريق عودته نحو منزله حيث أمه التي لا تعلم بإطلاق سراحه .. لا بد وأن سيخفف من جرعة الألم التي تجرّعها القارئ مع بداية هذه الواقعة الوحشية!

ومن ذلك المشهد الأخير الذي جمع بين السجين والسجان على مائدة واحدة في ذلك المطعم الصاخب، وقد جاء في الفصل الثاني والعشرين، واستقطعت الواقعة بأكملها اثنتان من رصيد أنجمي الخماسي، وقد جاءت في ترجمة متقنة من النص الأصلي (Setenta – By: Henrique Schneider) .. أقتبس ما جاء من ردة فعل (راؤول) حين وضع النادل أمامه طبق الطعام (مع كامل الاحترام لحقوق النشر):

“نظر راؤول إلى الطبق والمشروب الموضوعين أمامه على الطاولة! إن شيئاً كهذا بسيط وعادي، تذكر أنهم حرموه منه دونما سبب، وهمّ بالوقوف لطلب الانتباه من الجميع لحظة يخبرهم فيها عن الهمجية التي حدثت له، لكنه أدرك على الفور أنه لن يستطيع أبداً، ولن يملك الشجاعة للقيام بذلك، وأن هذا سيكون جنوناً، ثم راوده مرة أخرى الشعور بالعجز الذي من الآن فصاعداً سوف يصاحبه بالتأكيد على مر الأيام! لم يبق له شيء يفعله سوى البكاء في صمت مهين ومشين .. أدار وجهه حتى لا يدرك أحد ضعفه فالرجل لا يبكي علناً، فكر … ثم تجرع دموعه! الرجال يمكن أن يبكون فقط عندما يعذبون”.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (11) في قائمة طويلة جداً خصصتها لعام 2025 .. وقد حصلت عليه من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية العام الماضي ضمن (250) كتاب كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض، وقد جاء بترشيح من البائعة .. وهو سادس ما قرأت في فبراير!

من فعاليات الشهر: لا شيء سوى محاولة إيجاد الوقت الكافي من بين مهام الحياة الأخرى .. لقراءة المزيد!

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر: على مرتفعات اليأس / جنتلمان المكتبات / أفيون الحمقى / المرض طريق الموات / My Brother, My Land

تسلسل الكتاب على المدونة: 611

تاريخ النشر: مارس 4, 2025

عدد القراءات:33 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *