الكتاب التوأم لكتاب الخرافات الطبية .. إذ لا يصحح وحسب المعلومة الصحية المتداولة بين العامة وما يلتف حولها من قيل وقال، بل يثري ساحة التثقيف الصحي بمعلومات أخرى قد يجهلها الكثيرون في زمن تفجّرت فيه المعلومات، بين مجرّب ومشكك وبين دعيّ وحكيم.
على الرغم من اصطكاك المعلومة جنباً إلى جنب في صفحات ممتدة على أكثر من مائتين وخمسين ورقة خشنة، إلا أن قراءتها لا تستغرق سوى ساعة .. قد تكون على متن رحلة جوية، أو في انتظار موعد الطبيب وما أطوله، يدعم هذا خفة المعلومة ورشاقة الأسلوب وقفشات ضاحكة فيما بينها .. إضافة إلى لغة الكتاب التي جاءت أقرب إلى التعبير العفوي عن الطرح العلمي الجاف، ما جعل مادة الكتاب في متناول القارئ العادي غير المختص.
وعند حكيم الكتاب، ثمة وقفة! إنه د. أحمد عبدالملك. تخرّج في الكلية الملكية للجراحين في إيرلندا وحصل على زمالة طب العائلة من الكلية الملكية لأطباء العائلة في لندن، وعلى درجة الدكتوراة في طب العائلة من معهد الكويت للتخصصات الطبية، لذا فهو يعمل حالياً كاستشاري في طب العائلة في مستشفيات الكويت الحكومية. ولأنه يحمل رسالة إنسانية يبثّها من خلال حساباته النشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، فهو يقدّم برنامج طبي نوعي إضافة إلى إصداراته المتعددة في مجال الصحة العامة، والتي تصبّ بأكملها في نفس الهدف الإنساني التوعوي.
ينبسط فهرس الكتاب على ثلاثة عشر صفحة تعرض محتوى الكتاب الذي جاء بأكمله على هيئة أسئلة يطرحها المرضى ويتداولها المهتمين بالصحة العامة، والتي تصدى لها المؤلف بالتوضيح العلمي المبسّط، وقد قسّمها إلى ثلاثة أقسام رئيسية، هي:
- القسم الأول: جسم الإنسان
- القسم الثاني: الغذاء
- القسم الثالث: اعتقادات وخرافات
في مقدمته، يستعرض المؤلف الخلفية التي جاءت عنها فكرة الكتاب، إذ ألهبه الحماس -أو أثار حفيظته- كتاب أجنبي، يتناول الأسئلة الغريبة المتداولة في الصحة العامة .. التقطه من مطار كينيدي في نيويورك وختمه عند مهبط قدميه في مطار هيثرو بلندن، حيث أتى القرار الصارم حينها: “سأكتب كتاباً أفضل منه باللغة العربية”.
وهنا تستوقفني ملاحظة شريرة! لم يترجم المؤلف عنوان الكتاب الأجنبي إلى العربية (?Why do men have nipples)، بل اكتفى بعرضه بلغته الأم على قرّائه العرب! أكان سهواً أم حياءً؟ أم أن التحدث علمياً عن (حلمتي الرجل وحواشيهما) محرّم شرعاً؟ عجباً كيف يزدان صدر الفرد منهم بحلمتيه في شهر أكتوبر بـ (pink ribbon)، حميّةً وشهامةً وحماسةً في إحياء توعية سنوية نسوية، لا تمس الرجل لا من قريب ولا من بعيد، بل تستهدف سر المرأة .. وعيني عينك!.
يحظى الكتاب السهل الممتنع بأربع نجمات من رصيد أنجمي الخماسي لما أضاف من فائدة إلى رصيد معلوماتي الشحيح في الصحة العامة بطبيعة الحال. ومنه، أجود بما علق في ذهني بعد قراءته في الأسطر القادمة، وباقتباس في نص بلون العافية (مع كامل الاحترام لحقوق النشر)، كما يلي:
ملاحظة: يحلو للمؤلف مناكفة قراءه لا سيما من الجنس اللطيف! لذا، تظهر بعض تعليقاتي مشاكسة تناكفه .. مع حفظ الود.
- استهل بالصلعة، إكراماً لعنوان الكتاب الذي جاء عن سؤال لمريض كاد أن يُضحك الطبيب ويبكيه في آن واحد .. ففي الموروثات، يحُكى أن آدم بعد طرده من الجنة وهبوطه إلى الأرض، أصبحت رأسه تلامس السماء حينما كان يمشي، فقد كان (رجلًا طوالًا، كثير شعر الرأس، كأنه نخلة سحوق) كما يُذكر، ومع تكرار الاحتكاك تساقط شعر رأسه لينحسر عن صلعة ساطعة .. (وهذا ما جناه أبي علي وما جنيته على نفسي) .. أما علمياً، فإنه بفعل الجينات الوراثية تحدث بعض التحولات الهرمونية في بصيلات الشعر، فتؤدي إلى تساقطه شيئاً فشيئاً، حتى يستطير شرها فلا تُبقي ولا تذر وتُسفر في النهاية عن سطوع صلعة كالقمر إذا اكتمل تعكس الضوء أينما حلّت. رغم هذا، ليس من ثمة خسارة في استعمال سائل الشامبو، إذ لا تزال الجمجمة بطبيعة الحالة تحوي أوعية دموية وأخرى لمفاوية وغدد دهنية وعرقية وجملة أعصاب، ويصيبها من الأتربة والغبار وأشعة الشمس ما تحتاج بعدها إلى تدليل وتنظيف وسنفرة .. فدلل صلعتك ولا حرج! وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فإن ما يشاع حول خصوبة الأصلع أو جاذبيته أو رجولته هي من باب (جبر الخواطر) وحسب ولم يثبت علمياً .. إلا أنه من الصعب الإنكار أن كل أصلع يتحلى بملامح طفولية (Babyface).
- وعن الدم الأحمر في طبيعته البيولوجية، وعلى الرغم من تفنيد أسطورة الدماء الزرقاء التي شاعت حول سريانها في عروق نبلاء العصور الوسطى، فقد أثبت علمياً قوة الضوء الأزرق دون غيره من ألوان الطيف على اختراق طبقة الجلد، مسبباً اصطباغ العروق باللون التركوازي! يجيب الطبيب على سؤال: (لماذا تظهر الأوعية الدموية خضراء مائلة إلى الزرقة تحت الجلد مع أن لون الدم أحمر؟) قائلاً: “بسبب قدرة الضوء الأزرق على اختراق طبقات جلدك أكثر من اللون الأحمر، تظهر عروقك باللون الأزرق المخضر على الرغم من احتوائها على الدم الأحمر اللون”. وعن هذا الدم، يتساءل ساءل عن إمكانية انتقال قطعة زجاج أو شوكة من خلاله عبر العروق إلى القلب، ما إذا دخلت بسبب أو بآخر إلى جسم الإنسان! فيطمئن الطبيب سائله بأن هذا الاعتقاد غير صحيح حيث يتعامل الجسم بشكل تلقائي مع هذا الكائن الغريب عنه، بقوله: “الجسم له طرقه الخاصة بالتعامل مع أي شيء غريب عنه يدخل إليه ولو لم يتم إخراجه، وذلك عن طريق إرسال خلايا مناعية خاصة لتذويب وتفكيك المادة الغريبة ثم التهامها وهضمها. قد يحدث ذلك بصورة سريعة عن طريق تورم المنطقة والتهابها أو بصورة بطيئة خلال أشهر من دون حدوث التهاب بالمنطقة. إذا كان الجسم كبيراً وغير قابل لعملية التذويب، يُكوّن الجسم كبسولة حوله ويعزله عن الأنسجة المجاورة، أمثلة (شظايا القنابل، بطاريات القلب وبراغي تثبيت العظام) .. في هذه الحالة يتأقلم الجسم مع الجسم الغريب من دون مشكلة”.
- وكما تستطيع وردة أن تمتص غضباً، فإن قطعة شكولاتة تخفف حروق الفلفل في الفم وليس الماء كما هو شائع .. يضع سرّه في أضعف خلقه!
- لا تقتصر تفاحة آدم على ملء حناجر ذريته وتفخيم أصواتهم فقط، بل تشمل بنات حواء أيضاً لكن بحجم (XS) ومن غير رابط بهرمون الذكورة.
- عندما تأتي نتيجة فحص الحمل المنزلي للزوجة إيجاباً، تعلو التبريكات والزغاريد، أما إذا جاءت بالمثل عند الزوج، فما عليه إلا أن يهرع لإجراء الفحص الوقائي من السرطان! ليس الأمر مدعاة للتهكم لمن قد يتخذه هزوا .. إذ يجيب الطبيب عن سؤال: (ماذا يحصل إذا عمل الرجل تحليل الحمل المنزلي الخاص بالنساء؟ وماذا يعني إذا كان التحليل إيجابيا؟) بقوله: “بالنسبة للرجل هناك عدة أورام في الخصية قد ترفع هرمون ال hCG ، لذلك إذا عمل رجل تحليل الحمل المنزلي النسائي وجاءت النتيجة أنه حامل فلن نقول مبروك! وإنما ننصحه بمراجعة الطبيب بشكل عاجل لاستبعاد أورام الخصيتين”.
- متوسط عمر التوأم يزيد عن الأفراد العاديين، لأنهما ليسا توأم جسد فقط .. بل وروح. يقول الطبيب عن السبب حسب دراسة دانماركية أجريت على أكثر من 3000 توأم: “أن التوأم غالباً ما يعتني بتوأمه ويوفر له الدعم العاطفي ويشجعه على اتباع سلوكيات صحية، ويعتني به أثناء مرضه وحاجته. كل ذلك ينعكس إيجاباً على صحته ويزيد من معدل عمره الافتراضي”.
- إذا أصابه الامتحان بالتوتر، وأصابها الصرصار بالذعر، فإن سرعة التنفس ستزيد من كمية الأكسجين المستنشقة وستصحبها رعشة، والحل يكمن في التنفس بداخل كيس وخارجه، ليتوازن ثاني أكسيد الكربون بالأكسجين .. أطربتني المعلومة التي أوردها الطبيب في هذا الخصوص، حيث الزوج يكفيه كيس السوبرماركت المستهلك، أما الزوجة فلا بد لها من كيس ماركة عالمية كـ Gucci .. وأضيف: يا حبذا بحقيبته!.
- إذا برمجت عقلك على اشتهاء الحلو بعد وجبة الطعام، فإنه سيفرز هرمون السيروتونين/السعادة بعد كل وجبة، مستبشراً ومترقباً لطبق الحلو .. أجدها برمجة تحفيزية نحو إنجاز ما لا بد من عمل بغيض، إذا كان سيُختم بمكافأة من أم علي أو صنف حلو آخر من أخواتها الطيبات.
- كما أن قدر الفرد يفرض عليه أبواه وعرقه وجنسه كشر مفروغ منه في بعض الأحيان، كذلك فصيلة الدم. وعن مختصر التبرع بالدم: أصحاب فصيلة الدم (O) خيرهم موصول للقاصي والداني، لكن مغدور بهم عند الضيق (جيل الطيبين). وأصحاب فصيلة الدم (A) و (B) لا يتزوجون إلا من العائلة (محافظين). أما (AB) فأصحابه من بخلاء الجاحظ (شريرين).
- يحتاج الرجل إلى قدر أكبر من السعرات الحرارية عن المرأة، لأسباب تعود إلى بنيته العضلية، وحجم الأعضاء، ونسبة محتوى الدهون لديه .. وقد كان الطبيب شريراً بما يكفي حين حاول إغاضة القارئات، إذ سيلتهم الرجل منهم أكبر برغر ولن يسمن، بقوله: “ذلك يعني أننا نستطيع أن نأكل شطيرة بيغ ماك أكثر منكم يومياً دون أن نخاف من زيادة الوزن”.. فليكن! وما الـ (بيغ ماك) إلا (Junk Food).
- لا تغضب من أصحاب النادي الصحي إذا احمرّت عيناك وأنت في بركة السباحة، على افتراض أنهم لم يضيفوا إليها مادة الكلور حسب المقاييس العالمية، بل لك أن تسخط على من أضاف لها نصيباً من مثانته، فتفاعل النشادر بالكلور وأصاب عينيك .. يتهم الطبيب عديمي الإحساس والضمير في هذه الفعلة اللاصحية واللاأخلاقية، إلا أن آخرهم كان رجل أعمال عربي نزل في أكبر فنادق اليابان، حيث طُرد منه ولم يأوه غيره بفضل شبكة الاتصالات بينهم، إلا فندق (أبو نجمتين)، ليس استرحاماً بل لعدم وجود بركة سباحة به في الأصل .. يا للخزي!.
- تقرقر المعدة عادة، لا لوجود خلل بل لمرور السوائل والغازات. ولتفادي الإحراج الاجتماعي (وحفظ البريستيج)، قم بما يلي: أكثر الماء والألياف، خفف البقوليات، امضغ ببطء، لا تعلك، لا تتخم .. وقد كان الفاروق يوبخ قرقرة بطنه قائلاً: “قرقري أو لا تقرقري، لن تذوقي اللحم حتى يشبع أطفال المسلمين”.
- سفر وهدايا .. تستحقهما المرأة الحامل حتى الشهر 36 من الحمل الفردي والشهر 32 لحمل التوائم، فالسفر آمن والهدية تفرّح .. وأنت كريم وهي تستاهل.
- مصاصة الأطفال (طيبة) إذ تساعد على التهدئة والنوم، (وشريرة) إذ تسبب بروز الأسنان ويُستبدل بها الحليب أحياناً .. يا حبذا لو نصح الطبيب الأهل باختيار الطرق الطيبة لمنع المصاصة، مع الحرص على إيقافها قبل بلوغ الطفل عامه الأول على أبعد تقدير، إذ أن من شرور طُرق العرب دهن المصاصة بالدقوس والكاري والفلفل كوسيلة إرهابية لإكراه وتكريه الطفل البريء منها! على عكس الأوروبيين .. إذ شوهد أحد آبائهم يعقد المصاصة ببالونة لتقوم طفلته بتقبيلها وتوديعها دامعة العينين، قبل إطلاق سراحها في الهواء .. اختلاف ثقافات لا أكثر.
- ليس هناك من داع في استعارة تعبيرات (الإيموشن) عندما يصف طبيب حبوب منع الحمل لـ (آنسة)! إذ لها استطبابات أخرى بالإضافة إلى مفعولها في منع الحمل .. فلنرتق بأخلاقنا ونحسن الظن.
- تتساقط مائة شعرة في اليوم وتنمو مائة غيرها، فلا داعي للقلق إلا إذا: تضاعف التساقط، أو استمر إلى ثلاثة أشهر، أو انحسرت الجمجمة .. وإذ يتألم الطبيب من (سيرة) الشعر في العموم، تألمت أكثر عندما عانيت من الأعراض المذكورة، ونصحني بفتور ذلك الاستشاري اللامبالي قائلاً: (لا تفكري بالأمر).
- بحة الصوت العذبة تزيد من شجن المواويل، لكن إذا كانت البحة عارضة، فالحلول هي: إراحة الصوت، تجنب الدخان، والإكثار من السوائل .. وبينما ينصح الطبيب الواحدة من مريضاته بابتسامة نصف بريئة قائلاً: “قللي كلامك قدر المستطاع، ولو تقدري أن لا تتكلمي أفضل .. تقدرين؟” .. أستبدلها بنصيحة مع ابتسامة غير بريئة اطلاقاً: إذا استطال شرير بلسانه عليك، فاكسري الصمت الحكيم، وردي عليه الصاع بالصاعين .. طبعاً تقدرين!
- لا علاقة للمشاعر بنزول دمع إحدى العينين قبل الأخرى، وإنما يعود لاحتمالية وجود انسداد في إحداهما. (وإذا بكى الرجل) ففي السنة مرة أو مرتين، أما المرأة فأربع مرات شهرياً في المتوسط .. فيدفع هو ثمن رجولة زائفة من عمره، وتبدأ هي حياة حقيقية (بعد عينه).
- لم ترتبط الجبنة يوماً بالغباء، لا علمياً ولا ذوقياً، غير أنها قد تتسبب في حدوث السمنة لما هي عليه من سعرات حرارية عالية في تصنيعها! وعلى الرغم من أن الفرنسيين هم أكثر الشعوب استهلاكاً للجبنة، فلا يجد فيهم الطبيب أي صفة توحي بالغباء على الإطلاق .. غير أن شارل ديغول -الأب الروحي للفرنسيين- قد قال يوماً في أهل عاصمة النور والموضة والعطور والجمال: “كيف لي أن أحكم بلداً بها 365 نوع من الجبن، ومثلها من الأذواق والآراء؟”.
- من لا يعشق الجبنة فهو عليل المزاج وقد فاته خيراً كثيرا. وعلى ذمة الطبيب، جبنة الكوتج والفيتا والتشيدر والريكوتا أفضلها، وجبنة كرافت وكيري وذات المثلثات تجارية فاجتنبها.
- وبدافع الحب، يدحض الطبيب الإشاعات الرائجة حول البيض واحتمالية الإصابة بالتسمم جراء بعض العادات الخاطئة، فيؤكد أنه من الآمن إبقاء البيض خارج الثلاجة لمدة ساعتين بعد طهوه، وداخلها في إناء محكم لمدة أربعة أيام .. وإذ تغنى في حب البيض المائع على طريقة الصافي بـ: “شفت كتير وأكلت كتير غيره ما حبيت” .. فلمعشوقتي الشكولاتة المخملية أترنم مع الحناوي بـ: (أنا بعشقك).
- هل سمعت بعصير البيض؟ وعلى ذمة الطبيب مرة أخرى، البيض نيئاً مفيداً فاشربه هنيئاً مريئاً، لكن آمن شر السالمونيلا بشراء البيض المبستر .. ويا لطيف من اللون والرائحة والطعم .. فبينما يستعد الطبيب للإجابة عن سؤال (هل أكل البيض النيئ مفيد؟)، تسترجع ذاكرته فيلم روكي وبطله سيلفستر ستالون المفتول العضلات وهو يتناول ثلاث بيضات نيئة قبل أن يباشر تمرينه الرياضي “لماذا؟ الطبخ بصورة عامة يقلل القيمة الغذائية للأطعمة بصورة بسيطة، والسيد روكي كان يعرف ذلك. البيضة مصدر ممتاز للبروتين وخاصة بياضها، ليس فقط لمحتواها العالي منه وإنما لقدرة الجسم الكبيرة على امتصاصها”.
- بيض سيدات الدجاج أعلى في قيمته الغذائية من بيض آنساتهم، فالسيدات تم إخصابهن بديوك أما الآنسات فلا يا حسرة!. وحتى هذه اللحظة لم أكن أعلم بأن ثقافة الـ (Single-Chick) منتشرة بين معشر الدجاجات .. لا غرابة! ففي زمن العولمة، أصبح الديك مثلي، والدجاجة فيمنست.
- القهوة! وعلى الرغم من الذوق الرفيع الذي يتمتع به عشّاق القهوة كما يعتقد الطبيب، إلا أنهم يتسببون في إلحاق الضرر بأجسادهم ما إذا جعلوها أول ما يتناولونه بعد الاستيقاظ من النوم صباحاً، والذي يحددها فيما يلي: “يؤثر على الساعة البيولوجية بالجسم. يُفرز في أجسامنا طبيعياً هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) طبيعياً ما بين الساعة الثامنة صباحاً حتى يهيئنا لمواجهة اليوم، شرب القهوة في هذا التوقيت يؤثر على إفراز هذا الهرمون. يزيد من تأثير ظاهرة تحمّل الكافيين حيث تحتاج كوبين من القهوة للحصول على تأثير كوب من القهوة”. لهذا، فهو ينصح بتناولها بعد الساعة التاسعة صباحاً، بدلاً من تناولها مباشرة على الريق .. لكن ماذا عن مشروب الشكولاتة الساخنة (الهوت شوكلت) لأمثالي .. عند الفجر وتسبيح الطير؟!.
- نعم، تصطبغ الأسنان بتأثير الشاي والقهوة، ولا حل لها سوى زيارة طبيب الأسنان مرتين خلال العام، وأي اقتراحات أخرى بزلطها أو بلعها تعتبر إجحافاً وإهانة، فلا هي بيرة ولا (دوا كحة) .. تلذذ ولا تكرع.
- أما عن العادات الخاطئة المتعلقة بإنقاص الوزن كالجلوس في ماء ساخن بغرض حرق السعرات الحرارية، فإن الطبيب رغم إفادته بإمكانية حرق ستين سعرة حرارية خلال نصف ساعة من المكوث في ماء ساخن بدرجة ستين سيليزية، فإنه يلفت الانتباه إلى الأعراض الجانبية التي قد تلحق بالجسم جرّاء ذلك، مثل: “يزيل الطبقة الدهنية المرطبة في جلدك ويتركه جافاً بشكل كبير. نصف ساعة جلوس في بانيو سيسبب شداً عضليا لعضلات ظهرك”، فضلاً عن تأثيرها الضار على خصوبة الرجل، “لذلك، تمشي وتتحرك أفضل من ستين سعرة حرارية في بانيو حار يحرقك، وخاصة للرجال”.
- وعن اليوغا، فيما يصحّ تصنيفها كرياضة، فيفيد بأن ذلك يعتمد على كيفية أداؤها، “إذا كانت ترفع من معدل خفقات قلبك ومعدل تنفسك وتجعلك تتعرق، فنعم يمكن أن تعتبرها رياضة. لكن في أغلب الأحيان أكثر ممارسي اليوغا يمارسونها كرياضة عقلية وطريقة للاسترخاء وتقليل الضغوط بالإضافة إلى تحسين مرونة العضلات والمفاصل، ولا يتم حرق سعرات حرارية بها لدرجة نستطيع أن نصنفها كرياضة”.
- تطرق الطبيب إلى فضح بعض الخرافات حول الغلوتين والمنتجات الخالية منه، فهي منتجات ذات قيمة مالية عالية وقيمة غذائية لا تذكر .. لكنه لم يتطرق أولاً بالتعريف بماهية الغلوتين! شكراً (أونكل جوجل) فقد أفاد بأنه بروتين نباتي يُستخلص من الحبوب كالقمح والشعير والشوفان.
- ومع تعداد فوائد البطاطا الغنية بالألياف والبوتاسيوم، يستعرض الطبيب (الشيف) طريقة أكلها برّش قشرتها بزيت الزيتون وشواءها في الفرن .. وصحتين.
- وحسب تصنيف علماء النبات، تنمو الفاكهة من زهرة النبات، والخضروات من أجزائه الأخرى. عليه تم إثبات نسب الطماطم إلى عائلة الفواكه والتي أثارت جدلاً طويلاً على مدى قرون. إلا أن هذا التصنيف قد أباح للخيار والفول والفلفل بل والباذنجان المطالبة بذات النسب.
- من غريب عادات الشعوب أن يدهن أهل الشام جسد المولودة بدم خفاش لاعتقاد سائد في منعه ظهور الشعر .. أما الأغرب حقاً فهو سهولة الحصول على خفاش فضلاً عن دمه! شكراً لتقنية الليزر إذ تفي بالغرض. فدعوا البنوتة تحيا بسلام .. والخفافيش كذلك.
- البخور طيب الرائحة شرير التأثير .. يشترك في هذا الأصلي والمغشوش. فحساسية العين والأنف والصدر والطفرات الجينية والخلايا السرطانية تنتج عن عملية استنشاق البخور مباشرة، فالأفضل تبخير الملابس وارتدائها بعد ربع ساعة بالتقريب .. لا أستبعد أن يكون ثقب الأوزون سببه بخور العرب.
- يجني الرجال على حياتهم ثم يتنطعون بدراسات تفيد بقصر متوسط أعمارهم مقارنة بمتوسط عمر النساء. يجيب الطبيب عن سؤال: (من يعيش أكثر: الرجال أم النساء .. بالمتوسط؟) بنصيحة: “عزيزي الرجل: لماذا ترثنا بنت حواء في معظم الأوقات؟ فلنقم بتغييرات صحية (نقلل الحروب – نسوق السيارة بحرص أكثر – نتوقف عن التدخين والكحول – نراجع الطبيب بصورة دورية ومنتظمة) حتى نعيش أكثر منهن” .. وأقول لمن راقت له النصيحة: تفحّص الأسباب أولاً وأجب: لم تشن الحروب عبثاً وتسفك الدماء؟ لم تقود السيارة بتهور وتلقي بيدك إلى التهلكة؟ لم تدخّن بشراهة وتتعاطى؟ لم الغرور والترفع عن الفحوص الدورية؟ فليعترف آدم: (هذا ما جنيته على نفسي وما جنته حواء علي).
- يقول المثل الشعبي: (من عاشر المصلين صلى ومن عاشر المغنيين غنى). ومنها يستنبط الأخصائي حقيقة علمية مفادها: من صاحب السمان تربرب ومن صاحب النحاف تعصعص.
- ستة علامات شريرة تحمل أخبار طيبة: غثيان صباحي، قيء، مزاج متقلب، ضيق ملابس، تبول متكرر، تعب وحرارة، غياب الدورة الشهرية .. كلها تبشرك بأنك مشروع أم. فعليكِ الاهتمام بالصحة والغذاء، وعليكَ إغداق الهدايا والدلال.
- ترتبك هرمونات الأنثى في كل شهر، حيث “يرتفع هرمون التوتر الكورتيزول ويتلخبط مستوى هرمون السعادة السيروتونين” فتتأثر الأعصاب والمزاج وتنتهي بالبكاء. يعلق الأخصائي قائلاً في نبرة استفزازية: “كان الله في عونكم وعون أزواجكم” .. حسناً! فإذا استعان الزوج بالدعاء على نتاج هذه اللخبطة لدى زوجته، فليحمد الله من قبل ومن بعد على نفس اللخبطة التي عانت منها أمه! فلولاها ما خُلق .. ولا استرخى واستهزئ!.
- عندما تجد نفسك قد كبرت لا تلوم العمر، فقد كان قرارك أن تكبر عندما امتنعت عن اللعب واللهو والضحك …. والصعلكة أحياناً.
- في الصور الفوتوغرافية تميل بعض الرؤوس إما لميل فقرات الرقبة طبيعياً، أو لميل الرأس تلقائياً نحو جهة اليد المستخدمة أكثر من الأخرى .. وعند بعض الفتيات غنج وغندرة.
- قد يأكل الزوجان من نفس الطبق فيتسمم ولا تتسمم. يعود السبب في أن البكتيريا قد تآمرت وتجمعت في الجزء الخاص به انتقاماً لها .. خيراً فعلت! لكن الطبيب يخمّن سبباً آخر قائلاً: “أو أن البكتيريا خافت منها”.
- يحدث أن تعقد محاضرة عن الغذاء الصحي يعقبه بوفيه دسم، ويحدث أن يحذرك أخصائي التغذية عن مخاطر السمنة وهو يطبطب على كرشه القابع في حضنه، ويحدث أن ينصحك استشاري المناظير بالامتناع عن المشروبات الغازية وهو يكرع علبة كوكا كولا! ازدواجية .. (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ).
- الأكل العاطفي الذي هو مجرد وسيلة للتغلب على شعور سلبي ما لا على الجوع في حد ذاته، لا ينتهي بانتهاء الأكل بل قد يتسبب في زيادة الوزن كنتيجة حتمية، ما يزيد من بلّة الطين. يجيب الطبيب وهو يسأل: “لكن كيف يحدث ولماذا يحدث ذلك؟ عندما تكون متوتراً حزيناً مكتئباً يفرز جسمك هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر). وعندما تأكل طعاماً فيه الكثير من السكر والدهون يفرز في دماغك مواد كيميائية شبيه بالمخدرات تعطيك الإحساس بالرضا والسعادة. مع مرور الوقت والحياة يربط مخك بين الطعام والسعادة ويدخلك في دوامة الأكل العاطفي كلما أصبحت حزيناً أو متوتراً”.
- إذا كنت تعاني من الفوبيا وهي أنواع مثل: فوبيا الأفاعي أو الظلام أو الموت أو الدم أو الأماكن المغلقة …، فإن الداء والدواء يكمن في عقلك، فالخوف فكرة وعلاجها نبذها .. وقد قيل: (اللي يخاف من العفريت يطلع له)! كمصابة بفوبيا (الصرصور)، أجزم بأنها حقيقة لا هلوسة، ولو علم الصرصر بجبروت قدره لساد.
- صدق أو لا تصدق .. البكاء يحرق سعرة حرارية عن كل دقيقة تذرف فيها العين الدموع، أي بمعدل ستين سعرة حرارية في الساعة .. ولمن يرغب بالمزيد، فليبك كبكاء الأنثى من قهر الرجال، والذي يطلق عليه الأشرار (بكاء دلع بنات).
- يتحسس الجلد أيضاً من الذهب، ولا علاج سوى الامتناع عن ارتدائه. يصادف الطبيب أحد العازبين الذي يستغل المعلومة ليقرر البحث عن زوجة ذات حساسية من “الذهب والألماس والفلوس والسوق مرة وحدة” .. فإن وجدها، لن يُعفى من كلفة هداياها!
- تمارين الوجه تفيد عضلاته وتساعد على تدفق الدم بها بالإضافة إلى ما ينتج عنها من وفرة للأكسجين وتحفيز للكولاجين، حيث أن “عملية انقباض العضلات تزيد الدورة الدموية بالمنطقة لغاية 10 أضعاف”. عليه، ينصح الطبيب الزوجة قائلاً: “يُنصح بتمرين وجه الأسد أمام الزوج حين يستيقظ من النوم .. تمرين مفيد جداً ونتائجه رائعة” .. وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا.
- الوحمات على جسد المولود ليس لها علاقة بما اشتهته أمه أثناء حملها ولم تحصل عليه، بل ترتبط بالخلايا الصبغية وتفرّقها وسمكها على الجلد .. مع هذا، الزوج غير معفي! فعليه دفع ثمن الوحام.
- العناية بالأجيال تبدأ من الأرحام، فالضغوط النفسية تضر الأم وتؤثر سلباً على جنينها، وقد تصل في أسوأ الحالات إلى التشوهات الخلقية. ينقل الطبيب عن دراسة دانماركية حديثة أجريت على “عدد كبير من الحوامل لمدة 4 سنوات: النساء اللواتي تعرضن لضغوط نفسية واجتماعية شديدة أثناء الحمل، تتضاعف لديهن نسبة تشوه المواليد الخلقية”. وكما ينصح الطبيب الطيب كل زوج: كن كمارد المصباح السحري تأمرك بلبن العصفور فتجيب (شبيك لبيك) .. أو كما أجاب على ذاك الذي استكثر “فستق موزمبيقي” و “لوز كوستاريكي” لزوجته الحامل إذا أيقظته من النوم تطالب بهما، حيث قال: “نعم .. هات لها تستاهل”.
ما له وما عليه:
- يتميز الكتاب بإضافة فواصل من (معلومة طبية، لغز طبي، واقعة حقيقية، ملاحظة …الخ) بين الأسئلة المطروحة في الكتاب، الأمر الذي يساعد في استرجاع المعلومة المقروءة سابقاً والتهيؤ للقادمة.
- على عكس كتاب (الخرافات) الذي جاء مكسو بطبعة سيراميكية براقة ومعززة فوتوغرافياً، جاء كتاب (الصلعان) جاف أملس أجرد أغبر، كإسم على مسمى. يا حبذا لو تم إضافة شيء من الـ (Cosmetics) للطبعة القادمة.
وبعيداً عن المحتوى العلمي للكتاب، ومع عدم ادعائي اتقان اللغة العربية رغم عشقي لها، إلا أن عيني الفاحصتين التقطتا بعضاً من الأخطاء اللغوية والمطبعية (طبعة 2 / 2019)، والتي من الممكن تداركها في الطبعات القادمة. أسرد منها ما يلي:
- استخدام ألفاظ أعجمية (فوبيا، تان، سناكات، شوراً).
- في اللغة، تعني كلمة (فجعان) الأكول، وكلمة (مفجوع) المبتلى بمصيبة.
- الغلاف الخلفي: يوجد خطأ مطبعي في كلمة (للتخصات).
- صفحة 34: في معلومة تفاحة آدم، يوجد خطأ مطبعي في كلمة (عندهمن).
- صفحة 89: في معلومة قوانين القهوة وفي البند الثالث، كلمة (القهوة) الثانية يجب أن تستبدل بكلمة (البول).
- صفحة 97: وردت معلومة سريعة بين الأسئلة عن الكافيين من غير وضعها في إطار، تعلوها علامة التعجب (!).
- صفحة 106: في معلومة أكياس الشاي الورقية، كلمة (يدخل) زائدة.
- صفحة 131: في معلومة الطبقة فوق سطح الحليب، يوجد خطأ مطبعي في كلمة (إرابطاً).
- صفحة 141: نون النسوة مفقودة في الخلاصة: لكن النساء الحوامل يجب (عليهم).
- صفحة 146: في معلومة البيض الأدعم، كلمة (حسب) مكررة.
- صفحة 153: في معلومة الدوار، اللفحة (رقصة) وليست (أغنية).
- صفحة 167: وردت معلومة سريعة بين الأسئلة عن الفول من غير وضعها في إطار، تعلوها علامة التعجب (!).
- صفحة 168: في السؤال الثاني: عندما (يركبون) وليس عندما (يركبوا).
- صفحة 174: نون النسوة مفقودة في معلومة البدانة: فأجعل صديقاتي (كلهم) بدينات.
- صفحة 191 و 196: وردت معلومة طبية سريعة بين الأسئلة من غير وضعها في إطار، تعلوها علامة التعجب (!).
- صفحة 217: نون النسوة مفقودة في معلومة تناول السكريات: في (عونكم) وعون (أزواجكم).
- صفحة 226: نون النسوة مفقودة في معلومة الشعر المبلول: (أن تستمع لكلامهم).
- صفحة 246: وردت معلومة سريعة بين الأسئلة عن البنادول من غير وضعها في إطار، تعلوها علامة التعجب (!).
- صفحة 251: وردت نصيحة طبية سريعة بين الأسئلة من غير وضعها في إطار، تعلوها علامة التعجب (!).
تم نشر المراجعة على صحيفة المشرق العراقية في 28 ديسمبر 2022 – صفحة (10)
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (48) ضمن قائمة من (52) كتاب قرأتهم في عام 2018 تتضمن كتابين لم أتم قراءتهما، وهو رابع كتاب اقرؤه في شهر ديسمبر من بين ثمانية كتب .. وقد حصلت عليه من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية في نفس العام ضمن (140) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض.
ومن فعاليات الشهر: لا شيء محدد غير الحماس الذي أختم به كل عام لاستقبال عام جديد بمجموعة كتب جديدة وخبرات معرفية أعمق وأشمل.
تسلسل الكتاب على المدونة: 98
التعليقات