الكتاب
نسوية للجميع: السياسات العاطفية
المؤلف
الكتاب باللغة الأصلية
Feminism Is for Everybody: Passionate Politics - By: Bell hooks
المترجم/المحقق
منير عليمي
دار النشر
منشورات جدل
الطبعة
(1) 2022
عدد الصفحات
170
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
06/23/2024
التصنيف
الموضوع
النسوية .. أسمى صور الإنسانية
درجة التقييم

نسوية للجميع: السياسات العاطفية

ليست النسوية كما يحاول أصحاب النزعة الذكورية من الجنسين تشويهها .. إنما هي الحياة في أسمى صورها الإنسانية التي يتقاسمها الاثنان!

يسود الفكر الجمعي اعتقاداً مفاده أن الحركة النسوية تمثّل مجموعة نساء غاضبات يحاولن التشبه بالرجال، في حين أنهن لا يطالبن سوى بحقوقهن كتلك التي تم منحها للرجال، ليس إلا!.. المِنح التي أغدق بها النظام الأبوي البطريركي على ذكور المجتمع، أبرزها منحة الأفضلية على الإناث وتفوقهم عليهن، وأحقيتهم في التحكم بهن إلى درجة استخدام العنف في كثير من الأحيان، نتيجة لذلك! لذا، تتصدر الحركة النسوية كمشاركة فعّالة في التخلص من الفكر المتحيّز جنسياً والفعل المتحيّز جنسياً .. قولاً وفعلاً.

ومن أجل هذا، تدافع مؤلفة الكتاب عن النسوية باعتبارها أنها (للجميع) قائلة: “غالباً ما يتم الاستيلاء على المساهمات النسوية البناءة لتحقيق رفاهية مجتمعنا وذلك باستغلال الثقافة السائدة التي تقدم بعد ذلك تمثيلات سلبية للنسوية. معظم الناس لا يفهمون الطرق التي لا تعد ولا تحصى، التي غيرت بها النسوية حياتنا بشكل إيجابي. إن مشاركة الفكر والممارسة النسوية يدعمان الحركة النسوية .. فالمعرفة النسوية للجميع“.

تكتب الحقوقية الأمريكية السمراء (غلوريا جين واتكينز 1952 : 2021)، باسمها المستعار (بيل هوكس)، عن العرق والطبقية والرأسمالية، وما تفرزه من أنظمة قمعية مستدامة. وهي كأستاذة جامعية إلى جانب مكانتها ككاتبة وناقدة اجتماعية، فقد نشرت أربعين كتاباً إضافة إلى مقالاتها العلمية ومساهمتها في العديد من البرامج الوثائقية، وهي تركّز في رسالتها على الفن والتاريخ والاجتماع والجنسانية والنسوية ووسائل الإعلام.

تتصدر قضية النسوية حديث هذه الحقوقية، في كتابها الذي استغرقت عشرين عاماً لكتابته، والذي تخاطب فيه “جحافل الناس في هذه الأمة الذين يتعرضون يومياً لردود فعل عنيفة معادية للنسوية” ويأمرون بمقاومتها مع قدر من الكراهية، في حين أنهم لا يعرفون الكثير عنها! ومن أجل خلق عالم من غير هيمنة يتساوى فيه الجنسين .. عالم يسوده السلام، فإن الثورة النسوية -في نظرها- لن تتمكن بمفردها في خلق هذا العالم! بل: “نحن في حاجة إلى القضاء على العنصرية والنخبوية الطبقية والإمبريالية، لكن ذلك سيجعل من الممكن لنا أن نكون إناثاً وذكوراً مكتفين ذاتياً بشكل كامل، وقادرين على إنشاء مجتمع محبوب والعيش معاً، وتحقيق أحلامنا بعالم تسوده الحرية والعدالة، والعيش في حقيقة مفادها أننا جميعاً (خلقنا متساويين)”. لأجل هذا كله، تتطرق الحقوقية في كتابها إلى:

  • مقدمة: لنقترب أكثر من الحركة النسوية
  • السياسات النسوية: أين نقف؟
  • التوعية: تغير مستمر للقلب
  • الأختية ما زالت قوية
  • تعليم نسوي من أجل وعي نقدي
  • أجسادنا وذواتنا: الحقوق الإنجابية
  • جمال داخلي وجمال مجرّد
  • الصراع الطبقي النسوي
  • النسوية العالمية
  • النساء في فضاء العمل
  • العرق والجندر
  • القضاء على العنف
  • الذكورية النسوية
  • الأبوية النسوية
  • تحرير الزواج والأبوية
  • السياسة الجنسية النسوية: أخلاقيات الحرية المشتركة
  • أن تحب مرة أخرى: قلب النسوية
  • الروحانية النسوية
  • النسوية الرؤيوية

ومعها، يحصد الكتاب ثلاثاً من رصيد أنجمي الخماسي، وقد جاء عن ترجمة من نصه الأصلي (Feminism Is for Everybody: Passionate Politics – By: Bell hooks) والترجمة وإن جاءت متقنة لغوياً، إلا أنها في بعض أجزائها لا تعطي المعنى مباشرة، ما يتطلب إعادة القراءة.

  • ومن تلك الموضوعات، أدوّن ما علق في ذهني منها بعد القراءة، وباقتباس في نص نسوي حر (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) مع ما سبق من الاقتباسات:
  • بينما فرضن النساء أنفسهن كشريحة أساسية في القوى العاملة منذ قرون، فإن تحسين جودة حياتهن العامة بات هدفاً أكثر إلحاحاً من مجرد كسب المال والاكتفاءين الذاتي والاقتصادي .. إذ أن المال لا يحقق الحرية بقدر ما هو طريق نحو حياة طيبة. تقول الحقوقية في (النساء في فضاء العمل): “إن إعادة التفكير في معنى العمل مسألة مهمة للحركة النسوية”، فمع المال الذي يسهّل على المرأة ترك صفوف الفقراء، فإن الحاجة “إلى الاستراتيجيات التي يمكن أن تستخدمها للحصول على حياة جيدة، حتى لو كان هناك نقص كبير في الموارد، أمر حيوي لنجاح الحركة النسوية”.
  • وعن الصراع الذي أسس له صنّاع الموضة المتحيزين جنسياً، والذي دفع المرأة لدراسة المفاهيم المرضية المهددة لحياتها، وتحدت بذلك المؤسسة الطبية التي لا تختلف في تحيزها الجنسي، لا سيما فيما يتعلق بالتغذية السليمة واضطراباتها، تتحدث الحقوقية في (جمال داخلي وجمال مجرّد) وتقول بفخر واضح: أجبرت الحركة النسوية المؤسسة الطبية المتحيزة جنسياً على الاهتمام بهذه القضايا! في البداية تجاهلت هذه المؤسسة النقد النسوي، ولكن عندما بدأت النسويات في إنشاء مراكز صحية، ما يوفر مساحة للرعاية الصحية الإيجابية التي تركز على الإناث، أدركت الصناعة الطبية، كما هو الحال مع الموضة، أن جماهير النساء ستأخذ دولاراتها الاستهلاكية، وتتحرك في اتجاه مرافق الرعاية الصحية التي توفّر قدراً أكبر من الرعاية والمرونة والاحترام لجسد المرأة”. وبفخر أكبر تستمر قائلة: “كل التغييرات الإيجابية في مواقف المؤسسة الطبية تجاه جسد الأنثى، وتجاه الرعاية الصحية للمرأة، هي نتيجة مباشرة للنضال النسوي“.
  • وفي حين أن الغالبية تعتقد بالدين الأبوي كسبيل وحيد لتحقيق الرفاه الروحي، إضافة إلى الزخم الإعلامي المصاحب، فقد نجحت النسوية في خلق مساحة استجوبت فيها تلك الأنظمة البالية من المعتقدات! فمع تلك التحيزات الجنسية تنضم الأديان، لا سيما وهي التي يطغي عليها الذكور في العادة، ما دفع النساء نحو اعتناق التقاليد الرهبانية التي “يمكن أن يكنّ فيهن مع الله دون تدخل الرجال”، والتي من خلالها كذلك يتمكنّ من خدمة الإله دون سطوة ذكورية! ينتبه الصوفي جوليان نورويتش إلى المعنى الذي يصف “المؤنث المقدس” ويخلّص النساء من “عبودية الدين البطريركي”، وذلك قبل نشوء حركة النسوية بزمن طويل، فيقول: “مخلصنا هو أمنا الحقيقية التي ولدنا فيها إلى ما لا نهاية ولن نخرج منها أبداً”. ثم تعقّب الحقوقية في (الروحانية النسوية) قائلة: تزامنت الانتقادات النسوية للدين الأبوي مع تحول ثقافي شامل نحو روحانية العصر الجديد في العصر الجديد، كان الممارسون الروحيون يبتعدون عن الفكر المسيحي الأصولي، الذي سيطر لقرون على النفس الغربية، ويتطلعون إلى الشرق بحثاً عن إجابات للتقاليد الروحية المختلفة. حلت روحانية الخليقة محل الروحانية الأبوية المتجذرة في مفاهيم السقوط والفداء في الهندوسية والبوذية وفودون والتقاليد الروحية المتنوعة، وجدت النساء صوراً لآلهة أنثوية سمحت بالعودة إلى رؤية روحانية تتمحور حول الآلهة“.

……… وهنالك المزيد في: هدف النسوية لإنهاء الاضطهاد القائم على أساس الجنس، كما في (السياسات النسوية: أين نقف؟) .. أهمية التوعية النسوية للذكور والذين بتجرّدهم من تحيزهم الجندري واعتناقهم للسياسة النسوية، يصبحون رفقاء جديرين بالنضال صفاً إلى صف النساء، كما في (التوعية: تغير مستمر للقلب) .. خوض معركة حقوق المرأة الإنجابية منذ السبعينات، لا سيما في قضية الإجهاض التي صاحبها ضجة إعلامية كبيرة، والعمليات القيصرية وعمليات استئصال الرحم وموانع الحمل الآمنة، ومواجهة تحيز الكنيسة بأصوليتها والمؤسسة الطبية في سبيل كل ذلك، كما في (أجسادنا وذواتنا: الحقوق الإنجابية) .. دور الناشطات السوداوات في توجيه الرأي العام نحو النظر في قضايا العنصرية، كما في (العرق والجندر) .. الحل الذي تقدمه النسوية لحالة الرفض التي يتبناها المجتمع القلق في ربط العنف السائد بنمط التفكير الأبوي والهيمنة الذكورية، كما في (القضاء على العنف) ………. ولا يزال هنالك المزيد!

ومع خواتيم كتابها، تؤكد الحقوقية السمراء على قيمة الحب التي لا يمكن لها أن تتعزز تحت سطوة القمع .. فتراها تمجّد رؤية النسوية النابضة، وتقول: لا يزال نبض قلب رؤيتنا البديلة حقيقة أساسية وضرورية: لا يمكن أن يكون هناك حب عندما تكون هناك سيطرة. يؤكد التفكير والممارسة النسوية على قيمة النمو المتبادل وتحقيق الذات في الشراكات وفي الأبوة والأمومة. عندما نقبل أن الحب الحقيقي متجذر في الاعتراف والقبول، وأن الحب يجمع بين الاعتراف والرعاية والمسؤولية والالتزام والمعرفة، نفهم أنه لا يمكن أن يكون هناك حب من دون عدالة. مع هذا الإدراك يأتي فهم أن الحب لديه القدرة على تغييرنا، ما يمنحنا القوة لمعارضة الهيمنة. اختيار السياسة النسوية، إذاً، هو اختيار للحب“.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (62) ضمن قائمة لا تنتهي من الكتب التي خصصتها لعام 2024، والذي أرجو أن يكون استثنائياً في جودة الكتب التي سأحظى بقراءتها خلاله، وهو في الترتيب (7) ضمن قراءات شهر يونيو. وعن اقتنائه، فقد حصلت عليه من معرض للكتاب أقيم الشهر الماضي بإحدى المدن العربية، ضمن (250) كتاب كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض.

ومن فعاليات الشهر: القراءة فقط ولا شيء سواها .. وهي تكفي!

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر: قناع بلون السماء / لماذا نقرأ الفلاسفة العرب؟ / سبعة أصناف من الأشخاص تجدهم في المكتبات / بين الجزر والمد / الحياة مهنة تافهة

وعلى رفي (الأدب العربي) و (أدب المرأة) في مكتبتي عدد يقارب (430) كتاب، منها ما هو قديم انتقل لمكتبتي من مكتبة العائلة العريقة .. أذكر منها: (البدائع والطرائف) – تأليف: جبران خليل جبران / (لزوم ما لا يلزم) – تأليف: أبو العلاء المعري / (النظرات والعبرات) – تأليف: مصطفى لطفي المنفلوطي / (حديث المساء) – تأليف: أدهم شرقاوى / (سأخون وطني: هذيان في الرعب والحرية) – تأليف: محمد الماغوط / (من لغو الصيف) – تأليف: طه حسين / (الأدب الصغير والأدب الكبير) – تأليف: عبد الله بن المقفع / (اهتزازات الروح: عشرة بحوث في أدب العرب وفكرهم) – تأليف: د. عيسى العاكوب / (وحي القلم) – تأليف: مصطفى صادق الرافعي / (أحوال وقضايا المرأة المسلمة في دراسات المستشرقين) – تأليف: أم كلثوم أكزناي / (الندم على الأمومة) – تأليف: ستيفاني توماس / (الكاتبات والوحدة) – تأليف: نورا ناجي / (المبدأ الأنثوي الأبدي: أسرار الطبيعة المقدسة) – تأليف: جوزيف كامبل / (نساء في غرفة فرجينيا وولف: قراءة نقدية وثقافية) – تأليف: د. سعاد العنزي / (المرأة الثالثة: ديمومة الأنثوي وثورته) – تأليف: جيل ليبوفيتسكي / (شهرزاد ترحل للغرب) – تأليف: فاطمة المرنيسي / (حان أوان النهوض: كيف لتمكين المرأة أن يغير العالم) – تأليف: ميليندا غيتس / (نادي المتمردات) – تأليف: حمدي خليفة / (عن المرأة والدين والأخلاق) – تأليف: د. نوال السعداوي

تسلسل الكتاب على المدونة: 512

تاريخ النشر: يونيو 24, 2024

عدد القراءات:357 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *