المرأة .. ذلك المخلوق النوراني، الذي يقول عنه المعلم أوشو ما لم يقله عمّا عداه في حكمته العميقة عمق الحياة.
هنا حديث روحاني عن المرأة، عن جوهرها، عن قيمتها، عن مكامن قوتها، عن دورها في الحياة، عن صفات الحب والعطاء والفرح التي تجمّلها، عن عقلها وقلبها التي تجمع بينهما بذكاء وشفافية، عن طاقتها اللامحدودة التي لو أحسنت تفعيلها، لتنعّمت بمستقبل واعد، ولأنقذت البشرية من سعار الطمع والجنس والمنافسة والاندفاع والأنانية وغيرها من أزمات خلقها الرجل، عندما فرض سيطرته على الأجهزة الدينية والاجتماعية والقانونية والاقتصادية والسياسية، تؤزها جميعاً شوفينية ذكورية متأصلة، أولاً وأخيراً.
إنه إذاً المعلم أوشو من جديد .. أو تشاندرا موهان جاين (1931 : 1990) الذي تذكر شبكة المعلومات أنه ولد في الهند البريطانية، ودرس الفلسفة ودرّسها في الجامعات المحلية، ومن ثم تدرج في العلوم الصوفية ليُصبح (غورو) أو معلم روحاني فاقت شهرته حدود وطنه، ليصل إلى العالمية ويُلقب بـ (زوربا البوذي)، إشارة إلى توجهاته الانفتاحية رغم دعوته الروحية! ففيما يتعلق بنظرته إلى العلاقة الحميمية التي تبدو إباحية، ما أكسبه شهرة (معلم الجنس بلا منازع) كما تداولته الصحف العالمية، فإنه يجعلها بمثابة طاقة خلّاقة لا تقلّ أهمية عن الممارسات الروحية في تكامل بناء الإنسان، جسدياً ونفسياً وروحانياً. وبينما تختاره صحيفة (صنداي ميد داي) الهندية كواحد من عشرة روّاد شكّلوا مصير الهند، إلى جانب بوذا ونهرو وغاندي، تختاره صحيفة (الصنداي تايمز) البريطانية كواحد من ألف شخصية عالمية صنعت القرن العشرين، وهو الذي يصفه الكاتب الأمريكي (توم روبنز) بأنه “الرجل الأكثر خطورة منذ يسوع المسيح”. أما عن اسم شهرته الذي اختاره له مريدوه، فهو مشتق من اليابانية، وذو مقطعين، إذ يعني (أو) التوقير أو الامتنان، و (شو) الوعي الواسع أو الوجود الماطر .. بحيث يصبح معنى الاسم ككل (المحيط العظيم). والطريف أن الاسم يُقرأ كما هو من اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى اليمين، في إشارة إلى المعراج الروحي الذي واصل المعلم الارتقاء فيه، وعمل على توحيد الأقطاب والسمو فوق الثنائيات، في الكون المحيط.
تعرض صفحة المحتويات ثلاثة عشر فصلاً بعناوين وتفاصيل لا تقل في جاذبيتها عن محتوى الكتاب، وقد أضافت ترجمته التي جاءت على درجة عالية من الجودة، روحاً إلى مادته الخلّاقة، وأضفت من بديع اللفظ عذوبة مختلفة غير مستغربة وقد عنت بها امرأة. يسبق الفصول (تمهيد) عن مدى إمكانية الرجل التحدث عن النفس الأنثوية، والفصول هي كما يلي:
وفيه تساؤل حول الفروق الحقيقية بين المرأة والرجل
وفيه تساؤل حول الألم، كما تساءلت عنه من قبل امرأة، عند نبي جبران خليل جبران
- الفصل الثالث: حركة تحرير المرأة
وفيه تساؤل حول قبول أو رفض الحركة، ومدى تحمّل النساء لمسئوليتها
- الفصل الرابع: النشاط الجنسية
وفيه تساؤل حول الجموح الجنسي وقلق المرأة حيال العلاقة الحميمية
وفيه تساؤل حول صعوبة تمثّل الزوجين بعلاقة صداقة
وفيه تساؤل حول إمكانية الحب الحقيقي مع الإبقاء على (الأنا)
- الفصل السابع: الاتصال الوجداني
وفيه تساؤل حول قدرة الشريكين على المصارحة نحو استمرارية العلاقة بينهما، بدل الانغلاق
وفيه تساؤل حول صفات المرأة الأمومية وواجبات الأم ومسئولية الأهل تجاهها
- الفصل التاسع: العائلة وتحديد النسل
وفيه تساؤل حول الإجهاض ووسائل منع الحمل وموقف الأديان المضاد منهما، والأسرة كنموذج اجتماعي رئيسي
وفيه تساؤل حول المرأة وطاقة الإبداع القدرة على توليد الفن عن رؤية وبصيرة وحب
وفيه تساؤل حول كراهية المرأة لجسدها والشعور بقبحه وما يعتريه من اضطرابات بيولوجية
وفيه تساؤل حول الفرق بين العقلين الأنثوي والذكري، والمعنى الجوهري للعقل
وفيه تساؤل حول أهمية التأمل وطرق التأمل الخاصة بالمرأة
يحصد كتاب المرأة الزهري الغلاف والمضمون، رصيد أنجمي الخماسي كاملاً وبجدارة رغم استحقاقه ما يفوق هذا المعيار من التقييم. ومنه، أقتطف زهرات مما علق في روحي بعد القراءة، وباقتباس في نص مخملي كروحها (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) وقد جاء في نسخته الإنجليزية بعنوان (The Book of Women: Celebrating the Female Spirit – By: Osho):
- إن أوشو في توضيحه عن إمكانيته كرجل في التحدث عن النفس الأنثوية، يؤكد بأن الجسد والعقل معاً يرتبطان بذات المعنى الأنثوي والذكوري، غير أن الجوهر الحقيقي هو الذي يتسامى عن كليهما .. وهو الوعي الخالص. لذا، يؤكد بدوره بأنه لا يتحدث معهم كرجل وإلا لما كان باستطاعته التحدث عن المرأة .. بل إنه يتحدث كوعي، بعد أن تجسّد كأنثى وتجسّد كرجل، مرات ومرات في الكثير من الحيوات السابق، فـ “ما أقوله لكم هو خلاصة الكثير من الحيوات” على حد تعبيره .. لا هذه الحياة وحسب، بل إنها جاءت تتويجاً لرحلة طويلة جداً خاضها.
- الحياة ذات قمم شاهقة يستحيل ملامستها، ومن العمق ما يستحيل سبر أغوارها، فبينما يدرس العالِم كل مظهر من مظاهر الحياة، لا يتمكّن هو من فعل ذلك، لأنه صوفي، والحيا بالنسبة للصوفي سر في حد ذاته. يقول ذلك في الفصل الأول (المرأة) بعد أن طُلب منه إبداء رأيه حول ظهوره كإنسان وحيد على ظهر هذا الكوكب، يفهم المرأة. يستمر ليؤكد من جهة أخرى، أن العلماء فيما تعلّموا قد تراجعوا وتخلّوا عن ادعائهم معرفة كل ما وجب عليهم معرفته. فيقول: “أما ألبرت آينشتاين، فقد اتخذ مساراً مختلفاً تماماً في فهم تاريخ العلم. إذ كلما تعمق أكثر في أسرار المادة، كلما زادت حيرته وذهوله، واضطر للتخلي عن المنطق، وعن العقلانية. إذ لا يمكنك أن تملي على الوجود ما عليه فعله، لأنه لا يسير وفقا لمنطقك .. فالإنسان هو من وضع المنطق”. وينصح السائل عن المرأة في نفس الفصل قائلاً: “إذا أردت أن تعرف مقصدها، انظر إليها من دون أن تسمعها”.
- لا يعتقد أوشو بأن الفوارق بين المرأة والرجل هي من نتاج الطبيعة، إنما تحددت نتيجة ما فُرض عليهما من تكيّف عبر آلاف السنين، غير أن من تلك الفروق ما يكُسب المرأة تميّزاً وجمالاً فريداً من نوعه. فيعدد منها وهو لا يزال في نفس الفصل، قائلاً: “أحد الفوارق هو أن المرأة بخلاف الرجل، يمكنها أن تُعطى بداية لحياة جديدة. من هذه الناحية، يقع الرجل في موقع التابع، وهذه التبعية أدت دوراً كبيراً في سيادة الرجل على المرأة. إذ تولد لديه عقدة النقص على الشكل التالي: يدعي الرجل تفوقه، فيخدع نفسه والعالم أجمع. لقرون حاول الرجل قمع عبقرية المرأة وموهبتها وإمكانياتها ليبرهن لنفسه ولكل العالم أنه متفوق عليها. وبما أن المرأة تحمل الطفل في أحشائها تسعة أشهر ثم تلده، فهي تبقى ضعيفة وتحتاج إلى حماية الرجل، وقد استغل الرجل هذا الأمر بأقبح شكل. لكن الاختلاف هنا حيوي وعضوي، ولا يحدث فرقاً أبداً. لقد شوّه الرجل نفسية المرأة واستعبدها وخدعها وحولها إلى كائن في الدرجة الثانية على نطاق الكوكب بأكمله”. ومع هذا القول الصريح الجريء، يضيف أوشو ملحاً فوق جرح من جُرحت كرامته، فيستمر ويقول في سبب ذلك الاستعلاء المهزوز: “ويكمن السبب في أن قوة الرجل الجسدية تفوق قوة المرأة. ويذكر هنا أن القوة الجسدية ميزة حيوانية، وإن تُرك الأمر للقوة الجسدية في تحديد التفوق على الآخر، فالحيوان أولى بذلك، لأنه أقوى من الرجل جسدياً”. لا تمنع هذه الحقيقة من تأكيد أوشو على وجود فوارق حقيقية بين المرأة والرجل، والتي لا بد من العمل على إيجادها وسط ما يفرّق بينهما من اختلافات كثيرة. يعتقد بأن أحد تلك الفوارق الحقيقية هو “أن المرأة قادرة على الشعور بعمق أكبر من الرجل، فحب الرجل يختلف عن حب المرأة، لأن حبه ينحصر بالحاجات الجسدية، وهذا لا ينطبق على المرأة. فحب المرأة أرقى وأعظم لأنه ينبع من روحها. لذلك، تتزوج المرأة مرة واحدة، أما الرجل فيتزوج عدة مرات، إذ يرغب الرجل بامتلاك جميع نساء العالم، وحتى لو امتلكهن، سيبقى غير راضي، وعدم رضاه لا ينتهي أبداً، أما المرأة، يمكن أن تكون سعيدة وراضية بالكامل مع رجل واحد، لأنها لا تنظر إلى جسده، بل إلى صفاته الروحية، فهي لا تقع في حب رجل يمتلك أكثر العضلات امتيازاً، بل في شخصيته”.
- يتحدث أوشو في الفصل الثاني (روايته) عن شعور الدهشة الملازم للإنسان تجاه عجائب الحياة، وهو الشعور الذي يجعل من الألم ذو طعم خاص وفرح مميز ومعجزة متفرّدة، لو أحسن توظيفه! فالفرح مدهش والألم مدهش، غير أن الأكثر عجباً هو ذلك الشبه بين وجه الطفل ووجه المرأة، لقدرتهما على الاندهاش باستمرار، عكس الرجل الذي يسعى للمعرفة ما يتطلب بطبيعة الحال التخلص من الدهشة المصاحبة لها. يقول أوشو “كلما تقدّم الإنسان بالعمر يفقد القدرة على الاندهاش ويزداد ملله. والسبب هو أنه صار يعرف كل شيء، إلا أن الإنسان لا يعرف شيئاً والأمر يقتصر على امتلاء عقله بما اكتسبه فحسب، إلا أنه ليس على دراية بأن كل ما في عقله من معرفة لا تتعدى الجهل”.
- وبينما يختم أوشو الفصل الثالث (حركة تحرير المرأة) بمقولة واقعية صادمة عن إمكانية نيل الجنة، حيث “يمكن أن تكون حياتنا جنة، لكنها ستبقى جحيماً لحين نزع السلطة من يد الرجل بالكامل، وهذا ممكن ببساطة”، يصب جام غضبه في الفصل الرابع (النشاط الجنسي) على استئثار الرجل بالفعل الجنسي، والذي استخدمه في بعض الحالات كغطاء لمداراة ضعفه وعجزه، وحرمان شريكته المرأة من بلوغ النشوة، والتحرر من الطبيعة المادية، والتحليق في سماء التأمل، ومن ثم الوصول إلى مرحلة التنوّر العقلي. فينصح قائلاً: “يجب حل هذه المشكلة، لكن الزواج هو العائق، والدين عائق، وأفكاركم البالية عائق أيضاً! فهي تمنع الفرح عن نصف البشرية، وبدلاً من أن تُزهر طاقة الأنثى بأزهار السعادة، تذبل وتتسمم وتتحول إلى ملل وانزعاج وقسوة. ولن تختفي هذه الأمور إلا إذا تغير هذا الوضع. ليس الهدف أن يعقد الرجل والمرأة عقداً يسمى الزواج، بل يجب أن يحبا بعضهما البعض، وأن يتمتعا بحريتها مع بعضهما البعض، فلا يلتزم أي منها بأي شيء”.
- وهو إذ ينتقل للحديث عن (الزواج) في الفصل الخامس، يؤكد أن الحب لا يدمّره بقدر ما يدّمره الأزواج الذين لا يقوون على الحب، فيموت الحب بينهم! لا يرتبط الحب بغرائز جسدية، حتى إذا قضى وطره تلاشى، بل إنه شعور بالسعادة، بالنشوة الروحية، بالأهمية والكمال، بالامتلاء بالحبيب في مجرد حضوره، في غناء القلب، في الحرية وتمثيل الذات. ومن جديد، ينبّه أوشو من خلط واقع الحدوث كثيراً، فيقول: “انتبه! لا تخلط بين الميل الجنسي والحب، وإلا ستُصاب بخيبة الأمل. كن واعياً، وعندما تشعر أنك لا تحتاج شيئاً سوى حضوره، هذا يعني أنك تحب. وعندما يزهر داخلك، ستتفتح الآلاف من أزهار اللوتس في داخلك .. فهذا يعني أنك تحب، وبإمكانك تجاوز مصاعب الحياة والتغلب على كافة أنواع المعاناة وتقلبات الحياة، وسيزدهر حبك أكثر، لأن كل ما يحيطك من ظروف سيكون درساً لك في الحياة، وعندما تتجاوزها سيزيد حبك. الحب أبدي .. إذا وجد، سيكبر باستمرار، لأن الحب يعرف البداية، لكنه لا يعرف النهاية”.
ليس مستغرباً على المعلم أوشو ضرب الأمثلة الواقعية وهو يجوب الروح في بعدها الأثيري، فيأتي هذا الكتاب حافلاً من جميل مضرب المثل، ما أسرد منه القليل فيما يلي: الرجل والحصان، الفتاة والجني، راهب الزن والتلميذ، المريض والتنويم المغناطيسي، الممرضات الحسناوات والمرضى، الطفل والطبيب النفسي، الملا نصرالدين والببغاء، عالم الرياضيات واللعبة اللغز، المرأة وجراحة التجميل …. ولمن أراد معرفة حكاية كل من هذه الأمثلة التي ازدوجت بين طرفين، فليقرأها في الكتاب ويجني الحكمة من ورائها.
رغم ما سبق، يشوب الكتاب بعض المآخذ التي أعرضها في عجالة كما يلي:
- المبالغة في المثالية التي تريد من جعل المرأة مخلوق لا بشري خارق للعادة، على أرض طينية يحكمها المنطق والواقع والمادة بالدرجة الأولى، وقدر شاء أن يشاركها في الحياة رجل على درجة قاهرة من الهيمنة، يمارسها بما أوتي من إصرار، قصداً أو من غير قصد، عليها وعلى كل مجريات الحياة.
- الأفكار اللا أخلاقية في التعاطي مع بعض أمور الحياة، كإباحة العلاقات الجنسية، وإلغاء نظام الأسرة من خلال الدعوة إلى استبداله بما أسماه بـ (بمجتمع الكيمونة) المفكك أسرياً قلباً وقالباً! فنظام الأسرة كما هو في شكله الإنساني منذ الخليقة، هو الأصلح لهذه الحياة ضمن ما هو متاح من أنظمة بديلة، وهو كفيل بالاحترام رغم ما يعتريه من عيوب، أحرى بمعالجتها من استبداله بنظام لا أخلاقي ولا إنساني.
- أقوال لا تصح، كالمساس بالذات الإلهية في نقله لقول الفيلسوف الأمريكي آرثر ميرفي: “المرأة هي الخطأ الثاني الذي ارتكبه الرب، أما الخطأ الأول فهو الرجل. وهما خطئان لن يشكّلا أمراً صحيحاً”.
وعلى مكتبتي المتراصة الأرفف بما عليها، زاوية، تحوي من خزائن الحكمة ما جاد به الحكيم أوشو في كتبه، منها ما قرأت ومنها ما ينتظر. فبالإضافة إلى (كتاب المرأة: احتفالاً بروحية المرأة) أحظى أيضاً بـ: (الفهم / الإبداع / الشجاعة / عن المرأة / المركب الفارغ / الحياة والأبدية / كتاب الحكمة / الرحلة الداخلية / الثورة لعبة العقائد / الحرية: شجاعتك أن تكون كما أنت / الحدس: أبعد من أي حدس / النضج: عودة الإنسان إلى ذاته / لغة الوجود: ما وراء الحياة والموت / العلاقة الحميمة: لغز العلاقة الحامية / سيكولوجية الاستنارة والأجساد السبعة / التانترا: الروحانية والجنس / سر التجربة الداخلية: رؤية التانترا / سر أسرار التانترا: تقنيات النور والظلام – أسمى من الأنا / سر أسرار التانترا: السمع والجنس – الاستنارة المفاجئة) .. ويبدو أن العدد آخذ في الزيادة.
ولا أطيب في مسك الختام من مَلَكَة (الإبداع) التي خصّ بها المعلم أوشو المرأة .. فهي تملك من عظيم القوة ما تهب به حياة للحياة، ما يعصف في الوقت ذاته بمركّب النقص الذي يطويه الرجل في داخله، فلا هو يحب بعمق ولا هو يخلق طفلاً، فإذا به يجري جري الوحوش في البرية من أجل إيجاد بدائل ينافس بها المرأة، فينحت ويرسم ويخطط ويبني .. لكن كل ذلك مجرد خلق موات! وما على المرأة في رأي المعلم سوى استكمال رحلة إبداعها في تؤدة وحب واطمئنان، والتعاطف في نفس الوقت مع أي غصص ودونية شعور من هكذا صنف! يقول في مسك حكمته: “نادراً ما يمكن للمرأة التي تحب أن تنزعج من الرسم، الشعر، الرقص، الخ، لكن الرجل الذي يحوي بداخله عقدة الدونية، لا يستطيع أن يحب بعمق ولا يستطيع أن يلد طفلاً! سيجد بعض البدائل لينافس المرأة. إنه يخلق لوحة، ويخلق نحتاً، ويخلق هندسة معمارية، ويخلق مناظر طبيعية لحديقة ما .. يريد أن يشعر أنه يستطيع أن يخلق أيضاً، وهذا ينتج عن شعوره بالدونية. يمكنه أن يرى المرأة ويرى قوتها الهائلة في خلق حياة، أما هو فيخلق تمثالاً لا روح فيه، مهما كان جميلاً، فهو ميت”. ويذكّرها أخيراً وليس آخراً “فقط قومي بأي محاولة إبداعية تريدينها، ولكن تذكري! لا يوجد دونية في داخلك كالرجل، لذلك لا يمكنك التنافس مع الرجل بأي شكل من الأشكال .. أنت في الأساس في مرتبة أعلى. الرجل فقير .. تعاطفي مع الرجال الفقراء”.
إنه حقاً كتاب لا متناه في الروعة!.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
نقلاً من المفكّرة: جاء تسلسل الكتاب (1) في قائمة لا تنتهي من الكتب التي خصصتها لهذا العام .. 2022، وقد حصلت عليه من متجر جملون الإلكتروني للكتب العربية في يوليو من عام 2020، ضمن (50) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من تلك الشحنة. وقد بدت دلائل هذا العام الجديد مبشّرة وأنا استهلّه بكتاب عن المرأة لا سيما من وجهة نظر روحانية متصوّفة.
أنشطة شهر يناير: حضرت معرض للكتاب في إحدى المدن العربية، وكانت الأجواء حافلة اضافة إلى احتفائي بما يزيد عن (120) كتاب جديد انضموا إلى مكتبتي الغرّاء كحصيلة مشترياتي من ذاك المعرض.
تسلسل الكتاب على المدونة: 334
التعليقات