الكتاب
صنعة الكتابة
المؤلف
الكتاب باللغة الأصلية
F Scott Fitzgerald on writing - By: F. Scott Fitzgerald
المترجم/المحقق
جوهر عبدالمولى
دار النشر
منشورات حياة
الطبعة
(1) 2022
عدد الصفحات
131
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
05/28/2024
التصنيف
الموضوع
الكتابة كصنعة لدى روائي أمريكي
درجة التقييم

صنعة الكتابة

كتاب لا بأس به جاء على هيئة مقتطفات من رسائل كتبها الكاتب في مناسبات عدة، منها لزملائه من الكتّاب المعاصرين .. وقد خصّ بعض منها لزوجه (زلدا فيتزجيرالد) والتي كانت بدورها روائية بارزة في ايامها.

إنه فرنسيس سكوت فيتزجيرالد (1896 : 1940) الروائي الأمريكي الذي يُعد من أبرز أدباء القرن العشرين، والذي حظيت رواياته بنصيبها في سينما هوليوود كان أشهرها رواية (غاتسبي العظيم – The Great Gatsby) والتي تم تصويرها سينمائياً خمس مرات كان آخرها عام 2013، وهي الرواية التي ضمّنها الكاتب في الكثير من رسائله المنشورة في هذا الكتاب. إنها الرواية التي أصدرها عام 1925 بعد أن استغرق سبع سنين في كتابتها، وتُرجمت إلى أكثر من أربعين لغة وبلغت مبيعاتها أكثر من خمس وعشرين مليون نسخة حول العالم، وتأتي شهرتها باعتبارها إحدى كلاسيكيات الأدب الأمريكي التي وثّقت لحياة الأمريكيين في فترة العشرينات لا سيما عقب الحرب العالمية الأولى، وما شكّلته كفترة انتقالية أتت على المستوى الاجتماعي والأخلاقي والاقتصادي للشعب الأمريكي فيما تخلل حياتهم من بذخ وترف وصخب واحتفالات .. وهي التي أطلق عليها فيتزجيرالد آنذاك (عصر الجاز) واشتهرت به.

يسرد الكاتب ضمن رسائله سيل من خواطره .. عن مسيرته في الكتابة بحلوها وبمرها منذ بداياتها حتى وقت لاحق، والتي توّجها بالنجاح لا سيما مع روايته (غاتسبي العظيم) .. وعن سخطه على أدب القصة القصيرة الذي رغم هذا كان يضطر له ككاتب، لا لشيء سوى لجني المال .. وعن النقاد والقراء وبعض الأعمال وتصديه لهم بالنقد .. وعن مرات الفشل التي واجهها ورفض دور النشر تبني إصداراته .. وعن طعم النجاح فيما بعد وسحر الابداع وأجواء الكتابة والعالم الخيالي الذي يعيش بين جنباته .. وعن الحياة ومسراتها وصعوباتها ككل مع شيء من نصائحه المحبطة والملهمة في آن .. وقد قال يوماً: “قصة حياتي هي الصراع بين رغبتي الجارفة في الكتابة ومجموعة من الظروف التي كانت عازمة على أن تحول بين وبينها”.

والكاتب وقد عُرف عنه انفتاحه في التعبير عمّا يعتبره بعض أقرانه من خفايا الكتابة، فقد اتصف بحس وجداني انعكس في مهنيته وفي براعته اليقظة، وبوصفه “يتمتع بغريزة المعلم الماهر”، وبسخاءه في مشاركة آرائه الاحترافية لا سيما ما يتعلق منها بالعناصر والممارسات المهمة لكل المؤلفات الأدبية .. غير أنه اشترك مع معاصره الروائي الأمريكي (إرنست همينغوي 1899 : 1961) في هدفهما المهني الأخلاقي وهو “أن يكونا بالنسبة لباقي الكتّاب بمثابة الصديق المحب للغير والراغب في مساعدة الآخرين”. لذا، يظهر حديثه مسهباً في الكتابة التي عدّها صنعة، من خلال عشرة فصول، بدأت في (تمهيد) بقلم أحد المؤرخين المعاصرين من مدينة نيويورك .. والفصول هي:

  1. الفصل الأول: الكاتب ومهمته
  2. الفصل الثاني: ماهية الكاتب
  3. الفصل الثالث: ممارسة الكتابة
  4. الفصل الرابع: صنعة الكتابة ومصدرها
  5. الفصل الخامس: الشخصيات
  6. الفصل السادس: نصائح للكتاب
  7. الفصل السابع: النقاد والنقد
  8. الفصل الثامن: فيتزجيرالد ناقداً
  9. الفصل التاسع: عن النشر
  10. الفصل العاشر: حياة الكاتب

ومنها، أدوّن فيما يلي ما علق في خاطري بعد القراءة، وباقتباس في نص لطيف (مع كامل الاحترام لحقوق النشر)، وقد اقتطف الكتاب اثنتان من رصيد أنجمي الخماسي. ورغم أنني لا أعتقد من خلل في ترجمة الكتاب (F Scott Fitzgerald on writing – By: F. Scott Fitzgerald) فقد جاءت متقنة .. لكن لا يزال ابهام المعنى ملازماً لبعض الأجزاء!

  • عن (الكاتب ومهمته) يقول فيتزجيرالد في مؤتمر لبائعي الكاتب حضره عام 1920، والمتضمن في كتاب (رسائل ف. سكوت فيتزجيرالد – The Letters of F. Scott Fitzgerald 1968) الذي نُشر بعد ثمانية وعشرين عاماً من وفاته: “يمكنني تلخيص نظريّتي عن الكتابة برمتها في جملة واحدة: يجدر بالكاتب أن يوجه كتاباته لليافعين الذين ينتمون إلى جيله، وإلى النقاد الذين سيأتون من بعدهم، ولجميع المدرسين من بعد ذلك”.
  • يوجه فيتزجيرالد إلى ابنته فرانسيس عام 1940 رسالة في (ممارسة الكتابة) متضمنة نصيحة ملهمة، قائلاً: “أحياناً يمكنكِ التعامل مع مشكلة صعبة جداً بمواجهتها مباشرة في أولى ساعات الصباح مستعينة بأكثر أجزاء ذهنك صفاءً. لطالما نجحت باتباع هذه الطريقة لدرجة أن لدي إيمان غريب بها“.
  • ثم يتوجّه بنصائح أكثر جدية في (نصائح للكتّاب) محذراً من عواقب التوسع في مرادفات الكلمات، والتي سيعاقب عليها كل كاتب لا محالة من قبل جمهوره! فيقول: “نظرت ملياً في الأمر، وعليه أنصحك أن لا تتوسع أكثر في مفرداتك. إذا كثرت لديك الكلمات ستصبح أشبه بعضلة بنَيّتَها، ولذلك ستكون مجبراً على استخدامها، إما للتعبير عن ذاتك أو لانتقاد الآخرين. ويصعب التنبؤ بمن سيعاقبك العقاب الأشد بسبب ذلك، من بين الأغبياء الذين يجهلون ما تقوله والمثقفين الذين يفهمون قصدك. لكن كن على يقين بأنهم سيوجهون لك الصفعات، وسيرغمونك على أن تكون أسير القلم والورقة. عندها ستصبح كاتباً وسيترحمون على روحك. كلا، وألف كلا! سيكون حالك أفضل بمراحل إذا اكتفيت ببعض التعابير البسيطة من الحياة اليومية، تلك التعابير التي خدمت المليارات التي لا تعد ولا تحصى من أجدادنا والتي لا تزال تؤدي الغرض المطلوب بامتياز لدى ثلة قليلة من الكتاب الذين لا يزالون متشبثين بقشرة الأرض”.
  • وله في (حياة الكاتب) خواطر وشاعرية وعذوبة، فيقول عن بداياته: “أثناء فترة انتظاري ريثما تظهر روايتي على الملأ، كانت مرحلة التحوّل من الهاوي إلى المحترف في طور التبلور. كان الأمر يشبه توحيد جميع أجزاء حياتي لتكوّن معاً طبيعة عملي، بحيث كانت نهاية مهمة ما تُشكل تلقائياً بداية مهمة أُخرى. فقد كنت هاوياً فيما مضى، ولكن في تشرين الأول، حين تنزّهتُ مع فتاة بين أحجار مقبرة في الجنوب، كنت محترفاً، فعندما وجدت نفسي مفتوناً ببعض ما شعرت به وقالته كان افتتاني تقوده اللهفة للكتابة عن شعورها وكلامها في قصة قصيرة“. ثم ينقل من روايته (الجميلة والملعون) ما ألم به من هاجس السأم تجاه الكتابة، قائلاً في نبرة يأس واضحة: “لكن الأيام المريعة حقاً ليست تلك الأيام التي أعجز فيها عن الكتابة. بل هي عندما أتساءل إذا كان أيّ شكل من أشكال الكتابة يستحق العناء حقاً“. ثم يبثّ لصديقه الصحفي والشاعر (روبرت بريدجز) لوعته حين يضطر لكتابة قصة قصيرة، قائلاً: “أنا، كما تعلم، أكره كتابة القصة القصيرة، واضطر إلى تأليفها كل عام كي أضمن الاستقرار المادي وأتفرغ إلى كتابة رواياتي على مهل”. وهو يستقطع من رواية (كاتب في الرمق الأخير) حوار بين بطليها ينمّ عن لوعة أحد الكتّاب في مهنته: أوه،” قالت هيلين إيرل بأدب ولكن بنبرة غير مكترثة: لا بد أنه أمر رائع أن يكون المرء كاتباً. يا له من أمر مثير للاهتمام. قال لها: فيه بعض المحاسن! … وهو منذ عام يقول في سره إنها كعيشة الكلاب “. ثم أخيراً، يهمس سكوت فيتزجيرالد بكلمات شجية إلى زوجه زلدا فيتزجيرالد، تنمّ عن مسعاه الصادق في الحياة، وهو يقول: “أن يكون لدى المرء ما يقوله هو قضية تستوجب الشعور بالقلق وعديد الليالي التي لا يعرف النوم إليها طريقاً، والتحفيز المستمر النابع من موضوع ما، والسعي الحثيث نحو الكشف عن الحقيقة والعدالة الجوهرية“.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (50) ضمن قائمة لا تنتهي من الكتب التي خصصتها لعام 2024، والذي أرجو أن يكون استثنائياً في جودة الكتب التي سأحظى بقراءتها خلاله، وهو في الترتيب (7) ضمن قراءات شهر مايو الذي قرأت فيه (12) كتاب، منها واحداً لم أتمّه! وعن اقتنائه، فقد حصلت عليه من معرض للكتاب أقيم هذا الشهر بإحدى المدن العربية، ضمن (250) كتاب كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض.

ومن فعاليات الشهر: كان الوقت حافلاً بإعداد قائمة الكتب التي حرصت على شرائها من المعرض، وبزيارة المعرض خلال معظم أيامه! وليت العام بطوله معرضاً للكتاب .. لكن هكذا هي الأيام السعيدة، سريعاً ما تنقضي، والأمل يتجدد مع المعارض القادمة.

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر: العقلية الصهيونية ولاهوت الإبادة / موطن الروح / الغباء البشري / نحو تجديد الفكر القومي العربي / مقالات في السياسة / أخاديد / رسائل من القرآن / في جو من الندم الفكري

وعلى رف (المكتبات) في مكتبتي عدد يتجاوز (70) كتاب، بعضها قديم .. أذكر منها: (رسالة الغفران) – تأليف: أبو العلاء المعري / (لماذا أكتب؟) – تأليف: جورج أورويل / (كتاب عن كتب) – تأليف: أنيس منصور / (النوم إلى جوار الكتب) – تأليف: لؤي حمزة عباس / (نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها) – تأليف: الأب أنستانس ماري الكرملي / (بم يفكر الأدب؟ تطبيقات في الفلسفة الأدبية) – تأليف: بيار ماشيري / (العرنجية: بلسان عربي هجين) – تأليف: أحمد الغامدي / (مكتبة شكسبير الباريسية) – تأليف: سيلفيا بيتش / (تكوين الملكة اللغوية) – تأليف: د. البشير المراكشي / (تباريح القراءة: مقالات في القراءة والكتابة وشئونهما) – تأليف: نعيم بن محمد الفارسي / (في مديح القارئ السيء) – تأليف: مكسيم ديكو / (كيف نقرا الأدب؟) – تأليف: تيري إيغلتون / (الزن في فن الكتابة) – تأليف: راي برادبيري / (مهنة القراءة) – تأليف: برنار ربيفو / (مهنة الكتابة) – تأليف: راضي النماصي / (قصر الكتب) – تأليف: روجر جرينير / (من كتبي: اعترافات قارئة عادية) – تأليف: آن فاديمان / (غرفة المسافرين) – تأليف: عزت القمحاوي / (أخلاقيات القراءة) – تأليف: هيليس ميلر / (زيارة لمكتبات العالم: أشهر مكتبات بيع الكتب) – تأليف: خورخي كاريون / (الكاتبات والوحدة) – تأليف: نورا ناجي / (أيها القارئ: عد إلى وطنك) – تأليف: ماريان وولف / (أشياء غريبة يقولها الزبائن في متاجر الكتب) – تأليف: جين كامبيل / (الحقيقة والكتابة) – تأليف: بثينة العيسى / (غربة الكاتب العربي) – تأليف: حليم بركات / (لماذا نكتب؟ عشرون من الكتاب الناجحين يجيبون على أسئلة الكتابة) – تأليف: ميريديث ماران / (يوميات القراءة: تأملات قارئ شغوف) – تأليف: ألبرتو مانغويل

تسلسل الكتاب على المدونة: 500

تاريخ النشر: يونيو 1, 2024

عدد القراءات:404 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *