الكتاب
تهمة اليأس
المؤلف
الكتاب باللغة الأصلية
Parerga and Paralipomena – By: Arthur Schopenhauer
المترجم/المحقق
الطيب الحصني
دار النشر
صفحة سبعة للنشر والتوزيع
الطبعة
(1) 2019
عدد الصفحات
124
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
02/08/2025
التصنيف
الموضوع
فساد الحياة ومحاول إصلاحها .. فلسفياً
درجة التقييم

تهمة اليأس

فلسفة تشاؤمية تصف الواقع من منظور النصف الفارغ من الكأس، أو بالأحرى .. إن الواقع هو هكذا، فليس الوصف تشاؤمياً في حد ذاته بقدر ما أنه واقعي في عرض الوجه الآخر للحياة على حقيقته!

يسلط هذا الكتاب الضوء على جملة من آراء الفيلسوف الألماني (آرثر شوبنهاور 1788 : 1860) الصارمة، حول كوميديا الحياة في سخفها وزيفها وفسادها، ورؤيته الشخصية في محاولة إصلاحها، والتي انتقاها من كتابه الأخير (الملحقات والمحذوفات / Parerga and Paralipomena) مؤرخ أمريكي يُدعى (توماس بيلي سوندرز)، والذي وجده يقول في موضوع (الحِكَم): “الحكمة النظرية وحسب والتي لا تمارس، مثل الوردة المزدوجة، تبهج الآخرين بألوانها وعطرها الجميل، لكنها تذوي وترحل بلا بذور” .. وهو الفيلسوف الذي كان الوجود الإنساني برمته شغله الشاغل، حتى قال: “إذا لم أجد شيئاً يقلقني، فهذا في حد ذاته يقلقني”.

يعرض الفيلسوف آرائه عن مواضيع عدة فيما يلي .. وقد نال بها الكتاب أربعاً من رصيد أنجمي الخماسي:

  • عن معاناة العالم
  • فراغ الوجود
  • عن الانتحار
  • عن الخلود: حوار
  • ملاحظات سيكولوجية
  • عن التعليم
  • عن المرأة
  • عن الضجيج
  • بعض الحكم

جاء فصل (عن المرأة) عار على الفيلسوف بأكثر مما قد يمس المرأة من غباره! ولأن وسيلة الرد عن طريق دحض الحجة بالحجة وسوق موجبات المنطق السليم والفطرة السوية، لا تجدي نفعاً مع من ران على قلبه من أمثال هذا الفيلسوف الذكوري وأطنابه، فإن الوسيلة الأكثر إخصاءً هو تذكيره بـ (أمه) التي لا بد وقد كانت كما وصف!

ومما علق في ذهني بعد القراءة، أدوّن وأقتبس متفرقات (مع كامل الاحترام لحقوق النشر):

  • يدعو الفيلسوف للنظر إلى الحياة كحدث خاسر، لم يكن إلا لتعكير صفو اللاوجود المبارك، غير أن البقاء على قيد الحياة لفترة أطول كفيل بتوضيح مدى خيبة الأمل المصاحبة لها .. بل كم أنها خدعة في حد ذاتها! يقول في موضوع (عن معاناة العالم) بنبرة ترثي لحال أجيال ستأتي: “ولو أن الأطفال لا يأتون إلى العالم إلا بفعل العقل الصرف وحده، فهل كان العرق البشري سيوجد؟ ألن يفضل الإنسان أن يكون عنده من التعاطف مع الجيل القادم ما يجعله يعفيه من عبء الوجود؟ أو -في أقل الأحوال- أن لا يقوم بنفسه بفرض ذلك العبء عليه بدم بارد”.
  • أما في الحوار الذي دار بين الفيلسوف السفسطائي (ثراسيماكوس) ومحب الحقيقة (فيلاليثيس)، في موضوع (عن الخلود)، وما طرح خلاله من تساؤل حول مصير الإنسان بعد الموت، والذي بدى (سؤالاً متعالياً)، في حين إجابته لم تكن تنفع إلا لـ (المعرفة المحايثة)! فماذا يفيدان هذان التعبيران؟ يتصدى الفيلسوف لتوضيح المعنى قائلاً: المعرفة المتعالية معرفة تمضي إلى ما وراء حدود التجربة الممكنة وتسعى لأن تحدد طبيعة الأشياء كما هي في ذاتها. أما المعرفية المحايثة فهي معرفة تقصر نفسها بشكل كامل ضمن تلك الحدود، بحيث لا تنطبق على شيء إلا على الظاهرة بصفتك فرداً، فإن الموت سيكون نهايتك. ولكن فرديتك ليست كيانك الحقيقي والأعمق، هي ليست إلا التجسد الخارجي له. إنها ليست الشيء في حد ذاته، بل ليست إلا ظاهرة تظهر ضمن إطار الزمن، ولذلك لها بداية ونهاية. ولكن وجودك الحقيقي لا يعرف زمناً ولا بداية ولا نهاية، ولا حدود أي فرد معين، ولا فرد قادر على أن يوجد من دونه. فعندما يأتي الموت تنتهي أنت من جهة، بصفتك فرداً، ومن جهة أخرى، فأنتَ الآن وستبقى كل شيء“.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (6) في قائمة طويلة جداً خصصتها لعام 2025، وقد حصلت عليه من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية العام الماضي ضمن (250) كتاب كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض، وقد جاء كترشيح من أحد المتابعين على حسابي في منصة إكس .. وهو أول ما قرأت في فبراير!

من فعاليات الشهر: لا شيء سوى محاولة إيجاد الوقت الكافي من بين مهام الحياة الأخرى .. لقراءة المزيد!

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر: على مرتفعات اليأس / My Brother, My Land

تسلسل الكتاب على المدونة: 606

تاريخ النشر: فبراير 18, 2025

عدد القراءات:33 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *