الكتاب
بيت لحم والمسيح في كاريكاتير ناجي العلي
المؤلف
دار النشر
فضاءات للنشر والتوزيع
الطبعة
(1) 2018
عدد الصفحات
91
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
08/10/2024
التصنيف
الموضوع
عندما هتف المسيح: "أحد أحد"
درجة التقييم

بيت لحم والمسيح في كاريكاتير ناجي العلي

إنه “نبي بوحي السماء” .. المسيح الذي ارتدى كوفية، وعاش في المنافي، ثم جاءت نهايته شهادة وإن كانت برصاص القنص لا على صليب، وقد أًخذ بجريرة الواقع الذي حمله على كتفيه .. الواقع الذي تمثّل في استعمار صهيوني لأرض فلسطين! أو كما جاء في مقدمة الكتاب: “قد يكون صلب المسيح هو تاريخ الشهادة الحي أبداً، وهو كذلك اغتيال ناجي العلي الذي صار تاريخاً .. هكذا بقي الاثنان أبداً”.

و (ناجي العلي 1937 : 1987) .. هو رسام كاريكاتير فلسطيني، تتخذ رسوماته -التي بلغت ما يقارب الأربعين ألفاً- طابع النقد اللاذع الموجه للكيان المحتل والسلطة الفلسطينية على حد سواء، إضافة إلى حرصه إبراز روح التآخي بين مسلمي ومسيحيي فلسطين، وقد صنع (حنظلة) الطفل ذو العشرة أعوام والذي يظهر دوماً عاقداً ذراعيه خلف ظهره كتعبير عن رفضه للتطبيع الذي بدأ مع حرب أكتوبر 1973، وكرمز عام للنضال الفلسطيني رغم الصعاب، أو كما يقول هو: “إن حنظلة هو بمثابة الأيقونة التي تمثل الانهزام والضعف في الأنظمة العربية”. ونقلاً عن شبكة المعلومات، فقد ولد الرسام في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة، ثم هاجر وعائلته إلى لبنان وقضى طفولته كلاجئ في مخيم عين الحلوة، وحيث اعتقل عن طريق القوات الإسرائيلية تارة والجيش اللبناني تارة، جراء نشاطه المبكر في تحدي الاحتلال ومعاداته. اغتيل في مدينة لندن على يد مجهول، رغم الشبهات التي كانت تحوم حول الموساد الإسرائيلي من جهة ومنظمة التحرير الفلسطينية من جهة أخرى، والتي لم يسلم ممثليها من نقده الصريح. يُنسب له قوله: “اللي بدو يكتب لفلسطين، واللي بدو يرسم لفلسطين، بدو يعرف حالو: ميت”.

يعرض فهرس الكتاب أربعة فصول رئيسية تنتهي بخلاصة ومجموعة استنتاجات، وهو يزخر بالكثير من اللوحات الكاريكاتورية للرسام مزودة بالشرح والتحليل، يحصد بها الكتاب ثلاثة من رصيد أنجمي الخماسي .. والفصول هي:

  • الفصل الأول: المقدمة

وفيه عرض لمشكلة الدراسة، ومكانها وزمانها، ومنهجيتها، وأسئلة البحث وأهميته وفرضياته، والمفاهيم المستخدمة، إضافة إلى الدراسات السابقة

  • الفصل الثاني: بيت لحم والمسيح: الدلالة والرمزية في نتاجات ناجي العلي

وفيه حديث عن المسيحية الكفاحية عند ناجي العلي، والتآخي الإسلامي-المسيحي والعيش المشترك

  • الفصل الثالث: المسيح وبيت لحم: أسماء فلسطين الحركية في فن ناجي العلي

وفيه عرض لمداخل الوحدة والعودة، ورفض مطلق لتحريف المسيحية

  • الفصل الرابع: كاريكاتيرات ذات صلة من إبداع ناجي العلي

ومنها، أدوّن ما علق في ذهني بعد القراءة، وباقتباس في نص جريء (مع كامل الاحترام لحقوق النشر):

  • تأتي هذه الدراسة بمثابة تحريض ثوري تجاه القضايا الوطنية الاجتماعية والسياسية، والتي تمثّلت في رمزية السيد المسيح وحضوره التاريخي، من خلال رسوم كاريكاتيرية تربط الماضي بنضاله فيه مع الحاضر بنضال الفلسطينيين .. النضال الذي شهدت عليه نفس الأرض! يؤكد الباحث على هذه القيمة التوعوية في (المقدمة) ويقول: تكمن أهمية الدراسة في أنها إضافة نوعية وجديدة في تناول دور الكاريكاتير في محاربة الطائفية، فبيت لحم عند ناجي كالقدس ومكة، والمسيح كمحمد، عدا عن أنه وظف هذه الرموز في تحذيره من الفتن الطائفية وتأكيده على الدور الفلسطيني الملتزم المتعالي فوق العصبويات الدينية أو الجهوية“.
  • ومع الرموز التي لجأ إليها الرسام في رسوماته التي يبدو فيها وكأنه يسترجع طفولته في الملاعب بين طبريا والجليل، وهي ذات الملاعب التي نشأ فيها السيد المسيح، فهو يربط بين بيت لحم والمسيح للدلالة على الارتباط بالأرض التي جمعت المسلم والمسيحي في رباط الأخوة. وفي هذا الرباط الرمزي، يلفت الباحث الانتباه إلى أمر هام قد يكون غفل عنه الكثيرين وانتبه إليه الرسام، فيقول في (الفصل الثاني: بيت لحم والمسيح: الدلالة والرمزية في نتاجات ناجي العلي): ويحسب لناجي العلي أنه أخذ على عاتقه فلسطنة المسيح، بعدما راج في أذهان الكثير أن لا علاقة له بالأرض الفلسطينية سوى أنه ولد فيها، وذلك في إطار معركة التنوير التي أخذها على عاتقه، في إعادة قراءة التاريخ ودور محتلي فلسطين بعد قرابة الألفي عام في معاناة المسيح في فترة نبوته، وأنهم لا زالوا حتى اليوم يتسببون بمعاناة أبناء أرضه الفلسطينيين”. ثم ينقل عن الصحفي د. عاطف سلامة رأيه في هذا الارتباط: “ولعل ناجي هو أول من رسّخ صورة المسيح فلسطينياً بما لديه من طاقة إيصال جماهيرية، فقد عانق ناجي المسيح معانقة الطفل لجده، ومن خلال مجموعة من رسوماته ردّ المسيح إلى مسالكه الشرقية، بفهمه المسيحية باعتبارها في الأساس ثورة مشاعية، انطلقت من أرضنا من فلسطين وتحديداً من مدينة بيت لحم إلى العالم”. ثم يستمر الباحث قائلاً: “كما أن ناجي المسلم أراد من توظيف المسيح ومهده في فنّه إرسال رسالة لكل دعاة القسمة والطائفية في الوطن العربي الذي اعتاد سكانه العيش بسلام وتآخ، فلم يكن يريد لهذه الصورة والعلاقة أن تخدش“.
  • وفي (الفصل الثالث: المسيح وبيت لحم: أسماء فلسطين الحركية في فن ناجي العلي)، يسحب الرسام اسم مريم البتول على كل نساء فلسطين، وحيث تظهر بجوارهن فاطمة العذراء وعائشة العذراء وخديجة العذراء وآمنة العذراء، في إشارة واضحة للتآخي من خلال الرموز النسائية في المسيحية والإسلام بفصيليه السني والشيعي .. في الوقت الذي يفضح فيه غياب قيم الشرف والكرامة والرجولة العربية! ينقل الباحث عن الكاتب (محمود عبد الله كلم) في كتابه (ناجي العلي: كامل التراب الفلسطيني-من أجل هذا قتلوني): “المسيح يعنيني كقيمة للفداء، ولقد رسمته كثيراً، ليس لأنه فلسطيني بل لأنه كان مطارداً ومغلوباً وهو النبي! أرسمه كجنوبي من لبنان وكفلسطيني من أبناء المخيمات”.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (81) ضمن قائمة لا تنتهي من الكتب التي خصصتها لعام 2024، والذي أرجو أن يكون استثنائياً في جودة الكتب التي سأحظى بقراءتها خلاله، وهو الأول ضمن قراءات شهر أغسطس! وعن اقتنائه، فقد حصلت عليه من متجر نيل وفرات الإلكتروني في فبراير هذا العام، ضمن (50) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من تلك الشحنة.

ومن فعاليات الشهر: لا شيء سوى مواصلة القراءة ليلاً نهاراً .. وكأنه حلم تحقق!

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر: قضية فلسطين: أسئلة الحقيقة والعدالة / الطوفان: الحرب على فلسطين في غزة

وعلى رف (السياسة) في مكتبتي عدد يصل إلى (115) كتاب، وصل عدد كبير منها إلى مكتبتي من مكتبة العائلة العريقة، في حين يبلغ عدد الكتب التي تتناول القضية الفلسطينية (100) كتاب .. أذكر منها جميعاً: (من يجرؤ على الكلام: الشعب والمؤسسات في مواجهة اللوبي الإسرائيلي) – تأليف: بول فندلي / (النساء أسلحة حربية: العراق الجنس والإعلام) – تأليف: كيلي أوليفر / (لورنس في بلاد العرب: مشاهدات تاريخية وسياسية) – تأليف: لويل ثوماس / (الكتاب الأخضر) – تأليف: معمر القذافي / (الملف السري لرأفت الهجان) – تأليف: حسني أبو اليزيد / (حلف المصالح المشتركة) – تأليف: تريتا بارزي / (الإرهاب الغربي) – تأليف: د. روجيه جارودي / (أيها المتأنق .. ماذا حل ببلادي؟) – تأليف: مايكل موور / (التطهير العرقي في فلسطين) – تأليف: إيلان بابه / (عز الدين القسام: شيخ المجاهدين في فلسطين) – تأليف: محمد حسن شراب / (الأمن الوطني) – تأليف: فايز الدويري / (العولمة والعبرنة في المشهد اللغوي العربي الفلسطيني في إسرائيل) – تأليف: محمد أمارة / (عن فلسطين) – تأليف: نعوم تشومسكي / (الصراع الدولي للسيطرة على الشرق الأوسط) – تأليف: د. علي وهب / (البندقية وغصن الزيتون) – تأليف: دايفيد هيرست / (التمادي في المعرفة: لماذا تشارف العلاقة الحميمة بين اليهود الأميركيين واسرائيل على نهايتها) – تأليف: نورمان فنكلستين / (مونتسكيو: السياسة والتاريخ) – تأليف: لوي ألتوسير / (جواسيس جدعون: التاريخ السري للموساد) – تأليف: غوردون توماس / (غزة تاريخ من النضال) – تأليف: جو ساكو

تسلسل الكتاب على المدونة: 531

تاريخ النشر: أغسطس 13, 2024

عدد القراءات:61 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *