ليس الحب مادة العشّاق أو الشعراء أو المتصوفة فقط، إنما مادة الأطباء كذلك! هكذا يؤكد مؤلف الكتاب، وهو من أهل الاختصاص، إذ لا يجد أي غرابة في تناول الطب قيمة الحب كمادة للدراسة أو كوصفة علاج، لما للحب من علاقة وثيقة بصحة الإنسان العامة التي لا تعني وحسب الخلو من الأمراض، بل السعادة والأمن النفسي .. وإن الحب هو المسبب الرئيسي لهما. يقول ابتداءً: “هذا كتاب طبي. إذاً ليس غريباً أن يكون موضوعه عن الحب، فالعلاقة وثيقة بين الصحة والحب. فالصحة ليست الخلو من المرض، ولكن الصحة هي السعادة والأمن النفسي، والمصدر الأساسي للسعادة هو الحب، والمصدر الأساسي للأمن النفسي هو الحب، وتلك غاية الإنسان من الحياة: السعادة والأمن النفسي”.
إنه إذاً د. عادل صادق (1943 : 2004). تعلّم وتخرج في كلية الطب عام 1966 نزولاً على رغبة والده، رغم ميله نحو الأدب والفن الموسيقى، ثم حصل على درجة الدكتوراة في الأمراض العصبية والنفسية عام 1973، وعمل أستاذاً للطب النفسي والأعصاب بكلية طب عين شمس. شغل مناصب أخرى منها رئيس تحرير مجلة الجديد في الطب النفسي، وأمين عام اتحاد الأطباء النفسيين العرب، وافتتح عام 2000 مستشفى يحمل اسمه لعلاج الإدمان والأمراض النفسية لا يزال يحظى بشهرة واسعة على امتداد الشرق الأوسط. عُرف بالنبوغ منذ صغره وبدماثة الأخلاق وإخلاصه للعمل وسعيه الحثيث نحو رفع وعي المجتمع بالمرض النفسي وسبل علاجه، وذلك من خلال مؤلفاته وأبحاثه التي تجاوزت الثلاثين إصدار، والتي أهلّته عام 1990 للحصول على جائزة الدولة في تبسيط العلوم.
وفي سبيل الحب يأتي هذا الكتاب، كمرشد، ولمن أراد الانسجام والتوازن والتكامل في مكوناته الإنسانية الثلاث: (الروح، النفس، الجسد). والكتاب إن كان يتحدث بلغة العلم يبدو شاعرياً، فالكاتب إذ يشخّص المرض العضوي والنفسي، يصف الحب كعلاج من رؤيته كطبيب إنسان، في أسلوب سهل ممتنع لا يخفى عليه. فهو يستهل حديثه عن صلة الحب بالصحة، لينتقل مباشرة إلى أهمية حب الروح وإلى وصف قلوب لا تعرف الحب، وعن علاقة بعض العلل الجسدية والنفسية بالحب أو بغياب الحب، كالمرض العقلي، والاكتئاب عند الأطفال والبالغين، وفقد شريك الحياة، وطغيان المشاعر السطحية، وعشق الذات النرجسي. كذلك، يشرح كيف للحب أن يعمل في بناء البيوت أو في خرابها، وما إذا كان الحب يأتي قبل أو مع أو بعد الزواج، وعن تفاوت المستوى العلمي أو المادي أو الاجتماعي بين الحبيبين، كيف يؤثر. رغم ذلك، لا يتورع الكاتب عن إدانة الحب، فهناك الحب الخانق، والحب الصامت، والحب العنيف، وهناك كذلك رهاب الحب .. وقد قيل: ومن الحب ما قتل!.
عليه، تعرض صفحة الفهرس قائمة لعناوين تثير الفضول المعرفي، هي كما يلي:
- عن الحب والصحة
- قلوب لا تعرف الحب
- حب الروح
- المرض العقلي والحب
- الاكتئاب والحب
- فقد شريك الحياة
- علاج الاكتئاب
- اكتئاب الأطفال
- المشاعر السطحية
- عشق الذات
- الحب وبناء البيوت
- الحب وخراب البيوت
- هل يأتي الحب بعد الزواج؟
- إدانة الحب
- الحب الخانق
- الحب والعنف
- الحب الصامت
- لا يرى ولا يسمع ولكن يحب
- الخوف من الحب
- الحب المستحيل
- مستوى حبيبي أقل
يحصد الكتاب رصيد أنجمي الخماسي كاملاً، والذي أدوّن من خلاله ما راق لي في الأسطر التالية، وفي اقتباس بنص سحري من صفحاته (مع كامل الاحترام لحقوق النشر):
ملاحظة: ترد بعض التعليقات في نص أزرق .. لا تعبّر سوى عن رأيي الشخصي.
- يصبح الإنسان وقد امتلك الناصيتين (البصر والبصيرة) حين يكتمل شعوره بذاته .. عندها تتجلى له البانوراما الكونية على اتساعها، ويتعمق فهمه، وينعم بالصفاء والتواصل والانسجام.
- نطالع أناساً ينعمون بالسعادة رغم قصورهم الصحي! ليس المرض هو المعوّق، بل التفسخ الإنساني الذي يشطر الجسد عن النفس وعن الروح. وقد نطالع أناساً ذوي طلعة بهية، ولكنهم قبيحي النفس والسريرة، ومنهم الطغاة والعتاة، ومنهم الانتهازيون والطماعون! ينصح الكاتب بتحاشيهم فهم يمتلكون قلوباً لا تعرف الحب .. كالحجارة أو أشد قسوة. وعلى هذا ربطت الكتب السماوية بين القلب والحب .. القلب والرحمة.
- كما أن “الحب والنرجسية لا يجتمعان” فإن الحب والعطاء متلازمان .. ففي حالة الحب “يفيض حبك على الآخرين، فتصبح أكثر تسامحاً وتساهلاً وقرباً، وتلك من علامات النضج المؤكدة والثقة بالنفس والتوازن النفسي وسلامة الخلق ورسوخ المبادئ .. وتلك درجة عالية من درجات السمو إن لم تكن أعلاها”.
- الحب عذاب إن لم يُتوّج بالزواج، وهو تعس إن فقد الحب!. يقول الكاتب في قول شاعري: “ولا زواج بدون حب ولا حب بدون زواج، رغم أن هناك زواجاً بلا حب وهناك حب بلا زواج، ولكن زواج بلا حب هو تعاسة، وحب بلا زواج هو عذاب، فالأصل في الحب أن يكونا معاً .. ولن يكونا معاً إلا إذا تزوجا وكان لهما بيت له أبواب وشبابيك من الممكن إحكام غلقها”.
- يصبح الإنسان كالريشة في مهب الريح، خائناً لذاته، منكراً لإنسانيته .. من لا يحب وطنه، ومن لا يحب أبنائه فهو أصلاً لا يحب نفسه. يقول الكاتب: “ومن لا يحب ابنه أو ابنته فهو لا يحب نفسه”.
- وفي قول صادم قاسٍ، يكشف الكاتب عن عقوق الوالدين لفلذات أبنائهما كذنب لا يُغتفر، إذ يوصم حياتهم منذ الصغر بعاهة مستديمة لا تبرأ. يقول: “إن غياب الحب والنبذ والإهمال والغلظة في المعاملة يؤثر على نمو الطفل، حيث يعطل هورمونات النمو فيصير الطفل قزماً. وهناك تشخيص في الطب تحت مسمى (القزم العاطفي)، وهذا يوضح بجلاء العلاقة بين الحب وفسيولوجيا الجسم. إن نمو الجسم وقوته ونضارته وحيويته لا تعتمد فقط على الغذاء المادي وإنما تعتمد أيضاً على الغذاء العاطفي، أي على الحب الذي يحظى به الإنسان من الآخرين ويحقق له الاشباع والتوازن البيولوجي مثلما يحقق له التوازن النفسي”.
- وعند التطرق إلى الأديان في موضوع الحب والارتباط وما قبله وما بعده، يقول الكاتب في قول واقعي أشد قسوة: “بعض الأديان تسمح بالطلاق، والبعض الآخر لا يسمح .. بعض المجتمعات تحرّم الحب ذاته قبل الزواج، بل لا تسمح بمشاهدة الرجل للمرأة إلا في ليلة الزفاف .. بعض المجتمعات تتسامح في مسألة عذرية الفتاة، وفي بعض المجتمعات الأخرى تكون عقوبة الفتاة غير العذراء القتل أو الطلاق منذ الليلة الأولى”. ومن تلك الأديان دين يدّعي أصحابه أنه الحق وقد أحدثوا فيه كما همز الكاتب ولمز! وهل وُجد دين يقتل الزوج لعدم ثبوت عذريته في ليلة دخلته؟ إن هذا لهو دليل صارخ على (ذكورية) تلك الأديان المزعومة التي ما أنزل الله بها من سلطان!. لا أعلم إن كانت تلك الضلالات هي نتاج (أديان) فضلاً عن عدّها ضمن الأديان في العموم؟ ما أعلمه حق اليقين هو أن الأديان خُلقت للإنسان، ولم يُخلق الإنسان لها.
- هنالك صنف من الرجال يميل نحو المرأة القوية ذات الشخصية الاستقلالية، فيسعى للانطواء تحت لوائها حيث هي تخطط وتأمر وهو يسمع ويطيع، وكم يرضيه أن يكون “زوج فلانة المعروفة” ينعم في كنفها بالراحة والاستقرار، على الرغم من أن العكس يبدو أكثر طبيعياً، فالرجل “هو الذي في المقدمة، وأنه يرفض أن يكون تابعاً هامشياً”. يفسّر المحللين النفسيين من أصحاب المدرسة الفرويدية “أن هذا الرجل الذي يسعى للزواج من امرأة قوية مسيطرة ويسمح لها بل هو يدفعها للتحكم فيه، إنما هو يعاني من عقدة الإخصاء، وهي أن المرأة قد تم عقابها بإزالة الأعضاء التناسلية التي كانت عندها مثل الرجل. ولهذا فهو يبحث لا شعورياً عن امرأة تتميز بصفات الرجال وهي السادية والقوة والسيطرة، وبذلك يتصور لا شعورياً أيضاً أنه لم يتم إخصاؤها وأنها تتمتع بأعضاء تناسلية ذكرية مثل الرجال”. أما الكاتب، فيعزو هذه التبعية إلى (عقدة أوديب)، فارتباط الابن بأمه يستمر بعد الزواج، حيث يرى أن زوجته هي امتداداً لأمه.
- وهنالك من الأشخاص من يُقدّم خطوة نحو الحب ليتراجع بخطوات! إن هذا الشخص يستمر في تردده حتى يتخلف عن ركب الزواج، ويعتاد الوحدة، ثم يُصبح من الصعب مشاركة أحدهم الحياة!. إنها ليست عدم القدرة على الزواج في حد ذاته، إنما هي كما يقول الكاتب: “عدم القدرة على المشاركة .. عدم القدرة على أن يعيش حياة إنسان آخر، وأن يدع الآخر يعيش حياته .. عدم القدرة على أن يتيح للطرف الآخر مساحة أكبر من نفسه ومن داخله ومن الاقتراب من محيطه الخاص جداً”.
- يسلّط الكاتب الضوء على جانب من الحياة الذي تسلّط عليه فئة من بشر لم يعرفوا الحب. يقول: “وإذا نظرنا حولنا سنجد أن هذا العالم يحكمه في بعض أركانه أناس تبلدوا وجدانياً وغير قادرين على الحب، أي إما فصاميون أو سيكوباتيون. وهؤلاء هم الذين يشعلون الحروب ويأمرون بالقتل الجماعي، ولا يتورعون عن ذبح النساء والأطفال والشيوخ ودفنهم في مقابر جماعية”. إن هؤلاء لا يحملون مبدأ ولا يدافعون عن حق ولا يذودون عن وطن، بل معتدين ذوي نوازع إجرامية. يستطرد الكاتب ليطرح اقتراحاً سديداً -لو طبّق لافتضح حكّام العرب تحديداً- إذ يتساءل: “فهل ينادي الأطباء النفسيون من خلال الأمم المتحدة بضرورة إجراء فحص طبي نفسي لحكام العالم، حتى لا تتعرض البشرية للحروب والمجازر؟”. والمفارقة أن الزعيم الصربي رادوفان كاراديتش الذي واجه حكماً قضائياً بالسجن مدى الحياة بتهمة ضلوعه في جرائم بشعة في حرب البوسنة وُصفت بأنها الأسوأ في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية .. هو طبيب نفسي وشاعر، أصدر دواوين وحصد جوائز .. ولله في خلقه شؤون!.
- ومن أشكال اضطراب التفكير، الفصام! فمريض الفصام هو من تسيطر عليه أفكار خاطئة يعتنقها كإيمان راسخ، بحيث لا تشفع جميع الأدلة الدامغة في إدانتها عنده. يعرّفها الكاتب بقوله: “تسمى هذه الأفكار الضالة بالضلالات أو الهزاءات، مثل أن يعتقد أنه مراقب مضطهد أو أن هناك أيادي خفية تعبث بأفكاره أو تعبث بجسده”. ثم يضرب مثلاً آخر فيقول: “ودراسات أخرى أجريت على بنات الليل أو الهوى أو من يسميّن بالمومسات. هذه الدراسات أثبتت أيضاً أنهن يعانين من التبلد الوجداني! لا توجد امرأة تبيع جسدها مقابل المال إلا إذا كانت معطلة العواطف .. حالة أقرب إلى مرض الفصام”.
- ثم ينتقل الكاتب إلى عرض قول أعمق في مسألة العلاقة الحميمية، فيقول: “وأي جنس له مقابل مادي ليس جنساً، وأي جنس يحقق استمتاعاً لطرف واحد ليس جنساً. الجنس ليس فيه بيع وشراء، وليس فيه أنانية واستئثار، بل فيه إثارة، أي أن كل طرف يجتهد في أن يسعد الآخر، ويسعد بسعادة الآخر .. يسعد بأنه استطاع أن يسعد الآخر. في الجنس السوي ينشغل كل طرف بالآخر ولا ينشغل بنفسه، أي يركز على الطرف الآخر، ويسأل نفسه في النهاية: هل أسعدته؟ هل أرضيته؟”. ورجوعاً إلى تلميح الكاتب بمجتمعات لا يرى فيها الزوج زوجته إلا ليلة الزفاف، يُصبح الوضع كالبطيخة التي يلعب الحظ فيها دوراً فتأتي حمراء أم قرعاء .. غير أن البطيخ يُصبح من ثم أمراً واقعياً، ينتهي بممارسة (الاغتصاب) كل ليلة .. مدى العمر!. في أي ربع خالٍ تعيش تلك الكائنات وأي دين تعتنق!؟
- وقد يكون الحب قدر، وقد يكون هبة، وقد يكون نعمة، وقد يكون سر مبهم. يقول الكاتب: “أنت تحب إنساناً آخر بروحك لأسباب ما لا تعرفها، شيء ما كالقوى المغناطيسية، فتصبح أسيراً وتسير طائعاً ومتقبلاً وراضياً”.
- الحب معرفة قلبية، يشعر بها التقاة والمتصوفون والعاشقون والعابدون .. إنها في هذه المنطقة، بين العنق والصدر والبطن، ومن هناك أيضاً يشعر الإنسان بالحزن.
- وفي تعبير شجي عن انكسار النفس، يقول الكاتب: “الدموع هي دماء عبرت القلب فتطهرت وتشبعت بالحزن فطفرت من العيون في لحظة ألم حاد”.
- تصعد روح أحدهما إلى بارئها فيوّد الآخر اللحاق بها، فيحيا حياة الموات. يقول الكاتب: “ولذا يموت الإنسان معنوياً بعد رحيل شريك حياته، وتفقد الحياة كل معنى لها. إن الموت المعنوي يسبق الموت الجسدي، والموت المعنوي معناه عدم التفاعل مع الحياة .. توقف المشاعر والتفكير .. الزهد المطلق”. يفقد كل شيء بعد ذلك لونه وطعمه، ويتوقف الزمن، ويفنى الكون في العدم، ويكون الجسد آخر من يفنى بعد أن يفقد كل مقومات الوجود والاستمرار.
- الحب هو سر إلهي، سر الوجود، وأصل الحياة، ولولاه لما اقترب رجل وامرأة إلا كما يقترب الحيوانات .. إنه الحب الروحي. يقول الكاتب: “الميل فطري وطبيعي، ويبدأ بالروح ثم النفس”. ويكمل في تعريفه قائلاً: “وهذا النوع من الحب أي حب الرجل والمرأة هو حلقة من ضمن حلقات دائرة التواصل الإنساني، تبدأ بالحب الإلهي وتكتمل بأشكال الحب الأخرى التي تشكل المعنى الحقيقي للإنسان وارتباطاته الأزلية والحيوية، وهي حب الوطن وحب الوالدين وحب الأبناء وحب امرأة ورجل”.
- يعطي الكاتب معانٍ روحانية للحب مستمدة من الخالق نحو المخلوق، فيقول: “أما الحب فهو أعلى لذة معنوية، أسمى شعور إنساني، أبهى صورة جمالية للإنسان، والحب هو الفيض الإلهي، المنحة الربانية، النعمة الكبرى، النور السماوي .. إنه التفضيل الحقيقي للبشر عن سائر المخلوقات. إذن الروح هي المدد الإلهي الذي يحب فيحرّك النفس البشرية صوب إنسان بعينه .. إنسان بذاته”.
- أسمى أنواع الحب هو حب الله .. الله محبة، نشعر به في قلوبنا قبل عقولنا، لهذا نستقبل الإيمان بالوجدان السليم، فلا تثق بمن لا يؤمن بالله، فالكافر دائماً غليظ القلب، ولا يؤتمن!. يقول الكاتب: “الله محبة .. الله نشعر به في قلوبنا مثلما نشعر به في عقولنا، والقلب يسبق العقل في اللقاء مع الله. فطرة الإنسان السوية ووجدانه السليم يتعرف على وجود الله قبل أن يجتهد العقل .. إننا نستقبل الإيمان بقلوبنا، ولهذا فالكافر غليظ القلب لا أمان له .. لا تثق بإنسان لا يؤمن بوجود الله”.
على رف (علم النفس) في مكتبتي، تصطف كتب أخرى للكاتب، منها ما قرأت ومنها على قائمة الانتظار. هي: الألم النفسي والعضوي / الطب النفسي / مشكلات نفسية / في بيتنا مريض نفسي / أعرف نفسك / من أنت من أنا من هو / حياتي عذاب / أسرار البيوت: أزواج وزوجات أمام الطبيب النفسي / أسرار البيوت في العيادة النفسية / متاعب الزواج / الزوج أول من يشكو / امرأة عاجزة عن الحب / امرأة وثلاث رجال / امرأة في محنة
وأختم بكلمات من ذهب عن (الحب .. ترياق الحياة) كما صوّره د. عادل صادق قائلاً: “إذا أردت أن تعيد إنساناً للحياة فضع في طريقه إنساناً يحبه .. إنساناً يؤمن به .. العقاقير وحدها لا تكفي .. العقاقير حين تكون مغموسة في الحب تصبح أكثر فاعلية” .. وبالقول الذي جعله مأثوراً عنه: “تقاربوا تحابوا .. وتحابوا تصحوا”.
تم نشر المراجعة في صحيفة المشرق العراقية على جزئين، كما يلي:
11 أغسطس 2022 – صفحة (10) جزء1
14 أغسطس 2022 – صفحة (10) جزء2
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (5) كما دوّنت ضمن قائمة من كتب قرأتهم في عام 2017، غير أن ذاكرتي لا تسعفني، ولا حتى مفكرتي القديمة بما تحويه من ملاحظات، ولا مسودات التدوين في حينها، من تعيين إجمالي عدد الكتب التي قرأتها في هذا العام بالتحديد! ملاحظة: أجد بخط يدي على هامش مفكرة العام عبارة: (33 كتاب) .. لا أعتقد أنها ملاحظة دقيقة.
لكنني لا زلت أذكر تماماً الأعوام الثلاث التي قضيتها في تحصيل دراساتي العليا في المملكة المتحدة، والأعوام التي تلتها وأنا منهمكة بجد في عملي المهني الذي لا يمتّ بصلة لهواية القراءة لا من قريب ولا من بعيد .. الدراسة التي استحوذت على حياتي حينها، والعمل الذي كان يستنفد القدر الأكبر من وقتي وطاقتي، بحيث لا يتبقى للقراءة في نهاية اليوم سوى القليل من الوقت والتركيز .. ولله الحمد دائماً وأبداً.
تسلسل الكتاب على المدونة: 57
التعليقات