الكتاب
إيروتيكا الشعر الصيني
المؤلف
الكتاب باللغة الأصلية
Chinese Erotic Poems
المترجم/المحقق
المحرر: تشاو بينغ / توني بارنستون - المترجم: د. عابد اسماعيل
دار النشر
دار التكوين للتأليف والترجمة والنشر
الطبعة
(1) 2019
عدد الصفحات
312
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
10/07/2024
التصنيف
الموضوع
شعر صيني مترع بالشبق
درجة التقييم

إيروتيكا الشعر الصيني

جرعة من إباحة في شعر صيني عتيق .. بعضه مفرط فجّ، وبعضه لا يزال متوارياً على استحياء!

يستعرض الديوان المستمد من (كتاب الأغاني) الصيني العتيق، مجموعة قصائد، يعود بعضها في أصله إلى عصر ما قبل الميلاد، كان (الحب العارم، والحس الملتهب، والمجون المنفلت، والشبق المستحكم، والرغبة المستعرة، واللذة المتوحشة، والإغواء والإغراء والشهوة والنشوة .. وشيء من الغنج والظرف والشوق واليأس وخيبات الأمل) موضوعها الرئيس .. بين أمراء ومحظيات وشعراء وشاعرات وأزواج وزوجات .. وراهبات وعاهرات أيضاً.

ومع الإيروتيكيا الذي تبناه الديوان في قصائده، كم يبدو عجيباً أن يظهر فيلسوف الصين الأول (كونفوشيوس 551 ق.م.) مؤمناً بالجنس كموّحد للعشاق في هذا الكون، حيث تنقل عنه المقدمة (أزهار ملونة وحبيبات لؤلؤ: الجنس والإباحية في الثقافة الصينية) قوله: “قال المعلم: لم أقابل إنساناً قط يحب الأخلاق أكثر مما يحب الجنس”. ففي الإرث الصيني، الكونفوشي والداوي، يتسم الجنس بالقداسة “حيث ينظر إليه كحالة علاجية .. روحية وطبية معاً”، كما أن مفهوم (ين) و (يانج) الممثل للمبدئين الأنثوي والذكوري، يعبر عن طاقة تفيض من الجسد وتؤدي إلى التوازن الصحي بين الجنسين.

…. وهنالك في الديوان: حديث عن زهرة اللوتس المعبرة عن قدم المرأة الصغيرة، كمنبه جنسي، والتي ارتبطت بتقليع إجرامي تم منعه وشجبه .. وكتيبات الجنس والروايات الإباحية والمزاج الجنسي والتصاوير الحسية للأوضاع الجسدية .. والحقبة الشيوعية التي عمدت إلى القمع الجنسي لا سيما في عهد ماو تسي تونغ الذي ارتأى توجيه ذلك الدافع نحو الثورة، ما أدى إلى ظهور أدب الشتات الصيني الصادر خارج الشواطئ الصينية وتحت أسماء مستعارة …… وغيره المزيد! ينتهي الديوان بـ (موجز سيرة الشعراء) الذي يعرض نبذة جيدة، ويعد -من ناحية أخرى- مرجعاً جيداً في تاريخ الأدب الصيني.

يعرض فهرس الديوان الذي جاء في ترجمة رشيقة من ترجمته الإنجليزية (Chinese Erotic Poems)، عناوين رشيقة بالمثل، ينال بها الديوان اثنتان من رصيد أنجمي الخماسي. ومنها أستقطع ما راق لي (مع كامل الاحترام لحقوق النشر):

  • يقول (مجهول) في قصيدة (شوق للحبيب) وهو يقاسي لوعة الحرمان:

مائة داء وداء

ولكن لا شيء يُضاهي وجع الشوق

لا وصفة

لا علاج

وحتى أفضل الأطباء .. بلا جدوى

سئمت من الشاي

وسئمت من الطعام

مصاباً بالإعياء كأنني ثمل

أعلم أن الآخرين يهزأون بي

وأنا أهزأ أيضاً من بلاهتي

لقد كنت ذات يوم أتحلى بالذكاء والنباهة

لكنني الآن خرجت عن كل طور

 

  • يصف (لينغ مينغ تشو 1580 – 1644) في قصيدته (بين الشراشف) وصفاً يشي بانبعاث الروح من جوف اللذة:  

أحدهما مشتاق استيقظ للتو

والآخر متقد الشهوة فائر النيران

إنها حطب جاهز لنيرانه

تستحم ببروقه

وتشتعل صاعقة في جسدها

لا يأبهان البتة إن سمعهما أحد من الجيران

طالما أنهما في أمان خلف الأبواب المقفلة

ما الحاجة للمقدمات والطقوس الآن

مادام الجسد اتحد بالجسد؟

كالماء بالنسبة للمسافر الظمآن

ويكون ارتواء الشهوة

ما إن يبلغ الحب ذروته

تولد روح من مواتها

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الديوان (102) ضمن قائمة لا تنتهي من الكتب التي خصصتها لعام 2024، وهو في الترتيب (2) ضمن ما قرأت في أكتوبر! أما عن اقتنائه، فقد حصلت عليه من معرض للكتاب أقيم شهر مايو الماضي بإحدى المدن العربية، ضمن (250) كتاب كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض!

ومن فعاليات الشهر: لا شيء سوى مواصلة النهار بالليل في القراءة وحدها .. وكأنه حلم تحقق!

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر: الحب هو الحقيقة الوحيدة / التدرب على السبيل: نحو حياة ذات معنى / المختطفات: شهادات من فتيات بوكو حرام / تأملات في شقاء العرب 

وعلى رف (شعر ونصوص أدبية) في مكتبتي، عدد لا بأس به من الدواوين العربية والعالمية والكتب المعنية بها، بعضها عتيق انضم إلى مكتبتي من مكتبة العائلة العريقة .. ومنها ما نشرت على مدونتي!

تسلسل الديوان على المدونة: 552

تاريخ النشر: أكتوبر 10, 2024

عدد القراءات:25 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *