الكتاب
وادي قنديل
المؤلف
دار النشر
منشورات المتوسط
الطبعة
(1) 2017
عدد الصفحات
197
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
03/22/2019
التصنيف
الموضوع
رواية بين الماضي والمستقبل

وادي قنديل

رواية تسافر عبر الزمن لتبدأ من المستقبل القادم وتنتهي في الماضي القريب، على لسان فتاة سورية متبناة لامرأة يونانية، وذلك بعد غرق ذويها أثناء خوضهم غمار البحر هاربين من جحيم الحرب المشتعلة في بلادهم آنذاك!. وفي زيارتها الأولى لمسقط رأسها تعثر على مذكرات أحد ما تتعرف فيها على تراب وطنها السوري.

فعلى طريقة الاسترجاع الفني وكما يعرف بالـ (فلاش باك Flash Back)، تستهل الكاتبة أحداث روايتها مع عام 2034 في رحاب إحدى المقابر، حيث تقف (ثريا لوكاس) في مشهد وداعي لحبيبها (أنس رحيم) الذي رحل، وهي تسترجع مع وقفتها الصامتة تلك عدد من السنوات التي سبقتها عندما عادت من اليونان إلى أرض الوطن. نزحت ثريا وعائلتها من سوريا إلى اليونان إثر الظروف القاهرة التي صاحبت اندلاع الحرب، وقد كانت الناجية الوحيدة بين من غرقوا جميعاً، فتتبناها (ماما ساتي) وهي طفلة في عامها الخامس، وتتكفل برعايتها. وعندما تبلغ أوج الشباب، تقرر ثريا زيارة وطنها للمرة الأولى، فتعثر أثناء إقامتها على مذكرات (غيم حداد) والتي تتمكن من خلالها رؤية سوريا في الزمن الماضي وتطّلع على حكايات ناسها وعلاقاتهم وخباياهم وظروفهم لا سيما أثناء فترة الحرب التي شهدت نزوح الكثير من أهلها، وعلى حبيبها (أنس) الذي شاركت مع (غيم) حبه.

لا تحظى الرواية بأي نجمة من رصيد أنجمي الخماسي، لأسباب أستطيع حصرها فيما يلي:

  • تتطرق الرواية وهي تسرد ذكريات متفرقة لزمن فات، إلى مواضيع متعددة ومتشعبة لا رابط مشترك بينها، فتجدها تتحدث عن حروب وطائفية ومناطق وحاجيات وأكلات وألعاب ومطربين ومسلسلات وأفلام كرتون …الخ، ما يشتت ذهن القارئ بشكل أو بآخر.
  • تحتوي الرواية على وصف مسهب للأشياء المحيطة، وعلى حشو عدد من الشخصيات التي لم يتم تقديم تعريف مبدئي عنها، مما يضيف تشتت آخر لذهن القارئ.
  • على الرغم من أن لغة الرواية جاءت سلسة، إلا أنه يتخللها الكثير من الكلمات العامية، لا سيما في الحوار الدائر بين أبطالها، فترد على سبيل المثال كلمات مثل: “شوفنيرة، دريسوار، شرغوف، صوبيات، مازوت، زواريب، بوشيعتين”. كما تتخللها كذلك عدد من الكلمات غير العربية، مثل: “شارلستون، انتيريور ديزاين، مونودراما”، فضلاً عن ورود بعض الأخطاء النحوية، مثل: “امّحاء، امّحت، أهبلت”.
  • تعرض الرواية جانباً من الأمور اللاأخلاقية، يقرأها القارئ في: صفحة 40، 107، 108، 127: تفاصيل علاقة خاصة / صفحة 66: مشهد لغناء وسكر وعربدة / صفحة 113: ذكر لحانات الخمور / صفحة 119: علاقات شاذة / صفحة 142: ألفاظ نابية. كذلك، تتكرر لازمة لغوية باللهجة العامية في صيغة: “مافي بوسة؟” على لسان أحد أبطالها، وبشكل استفزازي على طول الرواية.

رغم ما سبق، وكعادتي في فرض الإيجابية والبحث عن بقعة ضوء في أي كتاب اقرؤه لا يحظى باستحساني، أقتبس مما ورد بين ماضي ومستقبل الرواية في نص ترابي كأرض الوطن (مع كامل الاحترام لحقوق النشر):

عند العصر، سرت مع أنس نحو المنطقة التي يلتقي فيها نهر زغرين بالبحر مشكلين دائرة ماء هجينة، قلت له: لو أنجبنا يوماً، فسيكون لأطفالنا طعم هذه الدائرة الفريدة. أطفال؟ طفلة واحدة تكفي. تابع وهو يزيح خصلة شعر عن وجهي: لطالما رغبت بطفلة ضئيلة الحجم، تكفيني يد واحدة لضمها، وبهذا أحصل على عناقين في آن واحد كل مرة. طفلة بخدود سمينة متوردة دائماً، وأنف صغير يحمر عند البكاء مثل الشخصيات الكرتونية، وبأذنين بالكاد تبرزان من وجهها المدور، فأقربها مني كي تسمعني بوضوح، طفلة تغيب عيناها المبطنتان عند الضحك، ليصير وجهها التعريف الوحيد للفرح. ألا تخشى وجود بكّاءتين في بيتك؟ عليك أن تفرشه بالقوارب. أجبته محاولة إخفاء ارتباكي خلف مزحة سمجة. ضمني بقوة: لن أحتاج القوارب، لدي جدائلكما الطويلة”.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

من الذاكرة: جاء تسلسل الرواية (16) في قائمة ضمت (85) كتاب، قرأتهم عام 2019 تتضمن أربعة كتب لم أتم قراءتها، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (80) كتاب فقط .. وهي رابع ما قرأت في شهر مارس من بين ثمانية كتب! لقد جاءت قراءة هذه الرواية تحديداً وتقييمها كخدمة قدّمتها لإحدى الجهات العاملة في مجال المكتبات، وما اقتنيتها.

تسلسل الرواية على المدونة: 137

تاريخ النشر: أبريل 22, 2022

عدد القراءات:1036 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *