إنها اللافتة الثانية ضمن لافتات الشاعر السبعة .. وهي لافتة شعرية عريضة من نص يقطر الدم والشجن على بقعة تُدعى وطن، وفوق مواطن يفترض أنه إنسان!.
ومن اللافتة التي حظيت بثلاث نجمات من رصيد أنجمي الخماسي، أقتبس مقطع (صندوق العجائب) في نص مخذول (مع كامل الاحترام لحقوق النشر):
في صِغَري
فَتَحْتُ صُندوقَ اللُّعَبْ
أخْرَجتُ كُرسيّاً موشّى بالذّهَبْ
قامَتْ عليهِ دُميَةٌ مِنَ الخَشَبْ
في يدِها سيفُ قَصَبْ
خَفَضتُ رأسَ دُميَتي
رَفعْتُ رأسَ دُميتي
خَلَعتُها
نَصَبتُها
خَلعتُها .. نَصبتُها
حتّى شَعَرتُ بالتّعَبْ
فما اشتَكَتْ من اختِلافِ رغبتي
ولا أحستْ بالغَضبْ!
وَمثلُها الكُرسيُّ تحتَ راحَتي
مُزَوّقٌ بالمجدِ .. وهوَ مُستَلَبْ
فإنْ نَصَبتهُ انتصبْ
وإنْ قَلبتُهُ انقَلَبْ!
أمتَعني المشهدُ
لكنّ أبي
حينَ رأى المشهدَ خافَ واضطَرَبْ
وخَبّأَ اللعبةَ في صُندوقِها
وشَدَّ أُذْني .. وانسحَبْ!
وَعِشتُ عُمري غارِقاً في دهشتي
وعندما كَبِرتُ أدركتُ السّببْ
أدركتُ أنَّ لُعبتي
قدْ جسّدَتْ
كُلَّ سلاطينِ العرَبْ
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الديوان (96) في قائمة احتوت (105) كتاب قرأتهم عام 2020 تتضمن تسعة كتب لم أتم قراءتها، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (100) كتاب فقط! وهو خامس ما قرأت في شهر نوفمبر من بين اثنا عشر كتاب! وقد حصلت عليه ضمن لافتات الشاعر السبعة من إحدى المكتبات العربية في مدينة لندن، عندما كنت أتابع دراستي هناك وأخذني الحنين فجأة نحو الكتب التي أهوى .. لا الأكاديمية!.
لقد كان 2020 عام الوباء الذي جاء من أعراضه الجانبية (ملازمة الدار وقراءة أكثر من مائة كتاب)! لم يكن عاماً عادياً وحسب .. بل كان عاماً مليئاً بالكمامات والكتب.
وفي هذا العام، دأبت على كتابة بعض من يوميات القراءة .. وعن هذا الديوان، فقد قرأته في شهر (نوفمبر)، والذي كان من فعالياته كما دوّنت حينها:
“السفر ممنوع .. والاحترازات جارية“.
تسلسل الديوان على المدونة: 274
التعليقات