الكتاب
حياة الكتب السرية: ليلة قرأ فرانكشتاين دون كيخوت
المؤلف
الكتاب باللغة الأصلية
La noche en que Frankenstein leyó el Quijote - By: Santiago Posteguillo
المترجم/المحقق
عبداللطيف البازي
دار النشر
دار مسكيلياني للنشر والتوزيع
الطبعة
(1) 2022
عدد الصفحات
160
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
12/10/2024
التصنيف
الموضوع
ما خلف كواليس الأدب العالمي وعالم مبدعيه
درجة التقييم

حياة الكتب السرية: ليلة قرأ فرانكشتاين دون كيخوت

يعاين الكاتب والعالم اللغوي الإسباني وجه الأدب، فيراه مضيئاً تتجلى واجهات المكتبات على صفحاته، وتُشرّع به أبواب كبريات المسارح، وتتنافس على تحويله رقمياً المواقع الإلكترونية في الواقع الافتراضي، وهو يعتقد أن الروايات والقصائد والحوارات المسرحية هي أبرز أشكاله … غير أن ما يُشغله غير ذلك، إذ تراه يفتتح كتابه بتساؤل: “ما الذي يوجد خلف ذلك كله؟”.

لا يتردد كتابه في الإجابة عن هذا السؤال، وهو يأخذ بقارئه إلى أبعد من حدود جلدتي كتاب أو كلمات قصيدة شعرية أو أضواء مسرح! فخلف كل نصّ، يتوارى المؤلفون، بما حملت سيرهم الذاتية من سمات متفرّدة أو نزوات عابرة أو حالات تراوحت بين الترح والفرح والعزّ والبؤس، وغيرها من تساؤلات تنطوي بين طيّاتها … كمثل الكتب التي حُرمت من حفلات التوقيع، والكتب التي كانت تُربك جهاز الاستخبارات السوفيتي وتُقلق نظيره النازي، والروايات التي تعرّضت لتعنت دور النشر ثم لاقت رواجاً منقطع النظير! لذا، يستفتح الكاتب تلك التساؤلات بفكّ شفرة الترتيب الألفبائي المعتمد عالمياً حتى اليوم، وما إذا كان وليم شكسبير هو حقاً من كتب كافة أعماله التي لم تنفك تزداد سحراً، وسرّ إحياء المخبر شارلوك هولمز بعد مماته أو بالأحرى مقتله على يد مخترعه، وسجن أشبيلية الذي احتضن سياجه الحديدي سرفانتس الخالد وفارسه النبيل دون كيخوت، وخطاب دون خوسييه ثورييا في الأكاديمية الملكية الإسبانية الذي تأخر ثلاثين عاماً ثأراً لكبريائه الجريح، وأوغيست ما كيه الذي رفض أن يعيش في جلباب ألكسندر دوما طيلة حياته وقد شاركه من قبل تأليف سيرة الكونت دي مونت ومغامرات الفرسان الثلاثة، والصغيرة أليس نيوتن التي ساهمت في رسم مصير هاري بوتر وحجره الفلسفي، ومستقبلهما الباهر.

ومن الكتاب الذي جاء في ترجمة متقنة من نصه الأصلي (La noche en que Frankenstein leyó el Quijote – By: Santiago Posteguillo)، أدوّن ما راق لي، وأقتبس في نص عتيق (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) .. وقد حصد الكتاب رصيد أنجمي الخماسي كاملاً:

  • عندما كان أديب العصر الفيكتوري تشارلز ديكينز يعمد إلى نشر رواياته مجزأة، مراعاة لقدرات القراء الشرائية آنذاك في اقتناء مجلد ضخم، لم يكن يعلم أنه بفضل هذه اللفتة القيّمة إنسانياً، تربّعت أعماله على عرش الأدب العالمي لا الإنجليزي وحسب. يقول المؤلف في (تشارلز ديكينز والقرصنة المعلوماتية): “ويكفي أن نتذكر في هذا السياق روايته العظيمة قصة مدينتين، الرواية التي تعيد تشكيل المرحلة المضطربة زمن الثورة الفرنسية. فقد ورد في صحيفة التلغراف في عددها الثامن من شهر مايو 2010، أن مبيعات قصة مدينتين لديكنز، تخطت مائتي مليون نسخة في مختلف بقاع العالم منذ نشرها سنة 1859، لتكون بذلك الكتاب الأكثر قراءة في التاريخ (دون اعتبار الإنجيل والقرآن وكتب دينية أخرى) متجاوزة من هذه الناحية ثلاثية (سيد الخواتم) الملحمية”.
  • ثم يعلق الكاتب في خواتيم (السجن) الذي بدأ فيه يوماً ما سجين بالكتابة، حتى غربت الشمس ونفد الحبر في يديه وقد دفع ثمنه للحراس مقدماً، وهو يحمل اليوم لوحة تذكارية عن السجن الملكي الذي حبس ميغيل دي سرفانتس ما بين 1597 و 1602، وحيث ولادة بطله دي لامنشا .. كنوع لتخليد ذكراه المجيدة: “لم أتبين حقيقة أي مجد في سجن سرفانتس الطيب، ولقد أحصيت اليوم أكثر من عشرين لوحة تذكارية تكريماً لسرفانتس في أنحاء إشبيلية كلها. وإذا أحصينا اللوحات التذكارية المنتشرة في إسبانيا، فإنّ الرقم سيكون هائلاً، بل إن لدينا جائزة أدبية مرموقة باسمه وأكثر من معهد لتعليم اللغة الإسبانية. أجل، إنّنا نكرّمه اليوم، ولكننا في سنة 1597، وضعناه في السجن .. هكذا نحن”.
  • أما في (ليلة قرأ فرانكشتاين دون كيخوت) وقد جاءت كعنوان فرعي للكتاب، يقترح اللورد بايرون على ضيوفه خوض مسابقة، وقد حبسهم في منزله مطر مفاجئ على غرار تقلبات مناخ المناطق الجبلية، وقطع عليهم نزهاتهم الاستكشافية، حيث قال: “أقترح أن يكتب كل واحد منا حكاية تندرج في روايات الرعب” واستطرد قائلاً: “والحكاية التي تفوز هي التي يتفق أغلبنا على أنها الأكثر رعباً”. ولحسن الحظ، كان من ضمن مدعويه الكاتبة ماري شيلي وزوجها الكاتب بيرسي شيلي، والتي لم تخلق الوحش المعروف باسم (فرانكشتاين) في روايتها الشهيرة، بل فعلها بطلها الدكتور الألماني (فيكتور فرانكشتاين).

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (136) ضمن قائمة لا تنتهي من الكتب التي خصصتها لعام 2024، وهو سادس ما قرأت في ديسمبر .. وقد حصلت عليه من متجر (بيت الكتب) العام الماضي، ضمن أكثر من (120) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من تلك الشحنة!

ومن فعاليات الشهر: لا شيء سوى ملاحقة الساعات لإتمام قائمة القراءة .. والتي تطول عادة في آخر شهر من كل عام!

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر: سقوط رجل/ وقائع من حياة فتاة مستعبدة / النوم إلى جوار الكتب / الغيرة والخيانة / في مديح القارئ السيء 

وعلى رف (المكتبات) في مكتبتي عدد كبير من الإصدارات آخذ في الزيادة .. منها ما نشرت على مدونتي!

تسلسل الكتاب على المدونة: 586

تاريخ النشر: ديسمبر 11, 2024

عدد القراءات:93 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *